وفاة “سامي اسماعيل” … المناضل الفلسطيني العظيم بأمريكا / أشرف البيومي و سهير مرسي 

305

أشرف البيومي و سهير مرسي  ( مصر ) – الأحد 30/5/2021 م …       

*الصورة للمناضل الراحل سامي اسماعيل …         

تألمنا كثيرا عندما وصلنا اليوم نبأ وفاة سامي اسماعيل الذي كانت حياته صفحة مضيئة من صفحات النضال الفلسطيني الذي لن يتوقف قبل أن تتحرر فلسطين بالكامل ويتواري الكيان الصهيوني الفاشي. نجد من الضروري استرجاع ولو في كلمات قليلة لمحات من حياة هذا المناضل الفذ حتي نعي كيف أن الكيان الصهيوني إلي زوال رغم كامب دافيد وأوسلو ووادي عربة ومحاولات “التطبيع” من قبل دول عربية.   

كان سامي (الأمريكي الجنسية من أصل فلسطيني) طالباً متفوقا بقسم الهندسة الكهربائية بجامعة ولاية ميشجان كما كان يتمتع سامي بشخصية نبيلة ومحبوبة. وبعد حصوله علي شهادة الماجستير ذهب عام 1978 لزيارة والده بالضفة الغربية الذي كان علي فراش الموت. اختفي سامي وانقطعت أخباره عنا بالجامعة وبعد شهور واتصالات مكثفة تبين أن الكيان الصهيوني قد أودع سامي السجن فور وصوله إلي مطار تل أبيب. اتهم سامي بأنه “عضو بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وتوزيع الهدف (مجلة الجبهة)، والسفر لليبيا للتدريب بقصد إلحاق الضرر بإسرائيل”.  

كانت منظمة الطلبة العرب بجامعة ولاية ميشيجان في أوج نشاطها آنذاك والذي شمل التعريف  بالقضايا العربية وبالإغتصاب الصهيوني لفلسطين، كما شمل النشاط القيام بمسيرات رمزية ضد الكيان ونظام الفصل العنصري(الأبارتايد) بجنوب أفريقيا وضد القيادات العربية المتهادنة. وتصاعد النشاط الوطني في الجامعة الذي كان في قلبه الطالب النابه سامي اسماعيل حتي أصبحت الجامعة مركزا للنشاط العربي علي مستوي أمريكا كلها.  

تشكلت فورا”لجنة تحرير سامي” التي شارك في نشاطها عدد من الأساتذة الآمريكيين وبدأت معركة طويلة من أجل تحرير سامي من السجون الإسرائيلية. قالت محامية سامي فيليشا لانجر “المعادية للصهيونية” في معرض دفاعها “أن المحققين الإسرائيليين هددوا بإعتقال عائلة سامي وضربهم أمامه” كما أكدت ” تعرض سامي للتعذيب والإهانة الشديدة “. اتسعت الحملة من أجل تحرير سامي بشكل كبير في عدة جامعات بمختلف الولايات الأمريكية وخارج أمريكا مثل اليابان. أوفد الكيان القنصل الإسرائيلي إلي الجامعة في ميشجان للدفاع عن “ديمقراطية إسرائيل” وإنكار تعذيب سامي.  

هناك من حاول اختزال قضية سامي إسماعيل وكأنها فقط انتهاك لحقوقه الإنسانية. ورغم أن الأمر كان كذلك قطعا، ولكنه كان أكبر من ذلك بكثير. فهي قضية اغتصاب وطن وأرض وشعب بل إعادة استعمار الأمة العربية وفرض هيمنة الدول الغربية عليها وتسخير ثرواتها وضمان تخلفها وضعفها وتشرذمها.
نجحت الحملة وكان النجاح ذو شقين أولهما الإفراج عن سامي في أكتوبر 1978 بعد عشرة شهور تحت التعذيب والإهانة في السجون الإسرائيلية وثانيهما شرح  الصراع العربي الصهيوني لجمهور واسع.  

قام سامي بعد أن استرد بعضاً من عافيته البدنية والنفسية ولأكثر من عام بجولات متعددة في أمريكا نجح فيها في فضح الطبيعة العدوانية للكيان وقدم شهادات مفصلة علي الممارسات الإجرامية ضد المعتقلين الفلسطينيين. بعد عدة سنوات أصيب سامي بمرض عضال يسبب التهاب في العضلات والأنسجة مما جعل البعض يعتقد بأن هناك علاقة بين مرضه والتعذيب النفسي والجسدي الذي تعرض له سامي أثناء سجنه.  

أصبح سامي اسماعيل نموذجا للمناضلين من أجل دحر الكيان بقيمه الفاسدة وهزيمة الاستعمار الاستيطاني الصهيوني  كما رحل نظيره من الجزائر بعد أكثر من مائة عام. إن الذي  يطيل عمر الكيان للأسف هم العديد من القادة العرب المتواطئين مع الكيان ، ومن الزعماء المزيفين الذين يستغلون القضايا العربية لمصالحهم الخاصة. و في نفس الوقت فإن القيادات الشريفة التي أعلنت أن زمن الهزائم قد ولي وأن الانتصارات قادمة هم الذين سيعجلون برحيل الصهيونية وأتباعها. قد يظن البعض ان هذا حلم غير واقعي ولكن عندما نشاهد أمثال سامي بالآلاف في غزة يؤكدون عزمهم بمواصلة النضال ونري المظاهرات العارمة في عواصم العالم تندد بالجرائم الاسرائيلية ونتابع صمود وانتصارات محور المقاومة في سوريا ولبنان واليمن تتأكد توقعاتنا بالتحرير الكامل مهما كانت العقبات. 

وستبقي ذكري سامي وكافة الشهداء حية لتصبح وقوداً لمواصلة النضال. 

التعليقات مغلقة.