وإن عدتم عدنا … لكنهم عادوا ولم تعودوا / أسعد العزّوني
أسعد العزّوني ( الأردن ) – الأحد 23/5/2021 م …
عندما بدأت التسريبات بخصوص ضغوط الأقربين قبل الأبعدين ،على غزة لوقف إطلاق الصواريخ الإيرانية على مستدمرة الخزر في فلسطين،حذرنا أولي الشأن من مغبة الوقوع في الفخ،ليس لأننا سحرة نضرب بالودع أو بالرمل ،بل لأننا نقرأ الواقع ،ونقيس على الماضي ،وهذا ما يعطينا القدرة على التحليل وربط الأمور ببعضها،فهؤلاء الذين إتصلوا بالسلطة الفلسطينية يمثلهم ولي العهد السعودي مبس ،مهددا صاحب التنسيق الأمني بأن ما تقوم به غزة يلحق الضرر بالمصالح السعودية ،وأنه في حال مواصلة المقاومة في غزة إطلاق الصواريخ فإن السعودية ستوقف المساعدات المالية للسلطة ،وكان الإصفهاني الأصبهاني عباس شفافا معه عندما أقسم له بأنه لا “يمون ” على غزة.
معروف أن الجهات الأربع في العالم إستنفرت لوقف إطلاق الصواريخ على مستدمرة الخزر،وقاموا بالإتصال مع أذنابهم وطلبوا منهم الضغط على حماس لوقف إطلاق الصواريخ ،مقابل إمتيازات كثيرة منها فتح الباب لحماس للولوج رسميا وشرعيا إلى المجتمع الدولي ،وهذا ما تسعى إليه حماس منذ إنشائها أواخر العام 1987!!!!!،من أجل شطب سلطة أوسلو والبدء بمرحلة أخرى ،لكن الصهاينة كانوا يرفضون الإتصال المباشر والعلني مع حماس،حتى إن بيريز رفض إقتراحا من خالد مشعل جاء فيه أن الحركة مستعدة لعقد صلح مع المستدمرة في حال تسلمت صكّا يفيد أن حماس هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني ،لكن بيريز ومن منطلق توراتي رفض الإقتراح.
نجحت الخطة ولا أقول ان حماس وقعت في الفخ مكرهة ،لأنها ولدت مفخخة أصلا ،ووافقت على وقف إطلاق النار، بإنتظار الدعم الموعود وفرش السجاد الأحمر لزعمائها الذين لم يبرروا حتى اليوم سر أو أسباب إنطلاقتهم المتأخرة جدا،وحظوا بالدعم الخليجي وكانت لهم علاقات مفضوحة مع الصهاينة ،ظهر ذلك في هجومهم المتواصل على فعاليات التنظيمات الأخرى تحت مرآى ومسمع جنود الإحتلال،وكان للراحل عرفات وقفات صارخة مع قادة الإخوان المسلمين في الخليج الذين يدعمون حماس ويشدون على يدها،وكنت كإعلامي واقفا على بعضها.
مبهم ذلك الإتفاق إذ أننا لم نقرأ بنوده أو نعرف عنه شيئا ،وقيل الكثير عنه على لسان الناطق الحمساوي /ممثل فصائل المقاومة، الذي قال أكثر من مرة أن المقاومة لن تصمت في حال إقتحام الأقصى أو متابعة الضغط على أهالي الشيخ جراح،وأكد أنهم يربطون بين الأقصى والشيخ جراح ،وبلعنا الطعم ،ولم نعلم أننا أمام سلطة جديدة تطمح لأوسلو جديد يقضي على ما تبقى من حقوق الشعب الفلسطيني،إذ إن الإحتلال بجنوده وقطعان مستوطنيه إقتحم المسجد الأقصى ومارس العبث في الشيخ جراح وفي الضفة الفلسطينية ،وخرجت علينا المقاومة بتصريح قالت فيه إنها تمنح الإحتلال مهلة ثلاثة أيام للخروج من الأقصى والشيخ جراح،لكن الإحتلال يواصل حتى اللحظة إقتحام الأقصى ومحاولة طرد أهالي الشيخ جراح وإعتقال العشرات من أبناء الضفة،ولم نعد أمام صمت أصحاب التنسيق الأمني المقدس فقط،بل أمام جهة كنا نأمل فيها خيرا لكنها وقعت في الفخ،دون الإتعاظ مما حصل مع من سبقوها.
التعليقات مغلقة.