الجاثوم السياسي / هاشم الجالي

566


هاشم المجالي ( الأردن ) – الثلاثاء 27/4/2021 م …

كثير من الناس يشعر احياناً انه سيختنق اثناء نومه وكأن شخصاً ما يجلس فوق صدره محاولاً قتله او مضايقته ان هذه الحالة تعرف باسم ( الجاثوم ) .

وتعتبر من احدى اضطربات النوم والتي تسبب حدوث كوابيس اثناء النوم ، حيث ان النوم عند الانسان يمر في مرحلتين الاولى مرحلة النوم الحالم حيث يقوم العقل بتصوير احداث تبدو وكأنها حقيقية وواقعية فيمر الانسان بحالة من الهلوسات والتخيلات ولمدة دقائق معدودة ، وهناك النوم الغير حالم وهو الطبيعي للانسان .

وكما نعلم فان اسباب الجاثوم تعود لعدة عوامل اهمها اضطراب النوم بسبب الضغوطات النفسية والتوتر والارق ، ومن ناحية اخرى هناك من يسمى بالجاثوم السياسي ، وهي بعض الشخصيات السياسية التي لا زالت تبرك على صدورنا منذ عشرات السنين ولا مجال للخلاص منها ومن آلية عملها التقليدية والنمطية والفلسفية النظرية والغير عملية والغيرمنتجة واصبحت تحمل في طياتها تحالفات ومحسوبيات دون سواها .

فاذا كان الجاثوم ( الحلم ) يستغرق ثوانٍ او دقائق ، فهؤلاء السياسيون يستغرقون سنين طويلة في مواقعهم جاثمون على صدورنا في موقع واحد او من موقع لآخر ، حتى تكاد تخرج عيوننا من محاجرها ويكتم على انفاسنا وعلى زفرات الشهيق والزفير ويخنق صرخاتنا ويحبط افكارنا التي اصبحت بائسة حتى ضاعت معها احلامنا وتعطلت العديد من المشاريع والاستثمارات ، ولا نرى اي بصيص أمل للفكاك من تلك القيود .

فكيف ستتم اي حركة اصلاحية بوجود تلك العقليات النمطية في ظل تراكم الازمات والقضايا والملفات ، والتي ستؤدي الى خلق مزيداً من التوترات المجتمعية واصبحت المجتمعات مقسمة الى شرائح مع وضد والتعيينات محسوبيات اصبحت لا تتم الا بمباركة من تلك الرموز السياسية الغير منتجة فكرياً ولا عملياً .

اليس هناك ادراك وطني للمصلحة الوطنية وللحفاظ على النسيج الاجتماعي الوطني وتحقيق السلم الاجتماعي وخلق مناخ سياسي جديد بفكر جديد ديناميكي وضمير للحركة الوطنية التي تعزز الولاء والانتماء بمعطيات جديدة ، تؤيد الفكر والطرح والتغيير والاصلاح ومحاربة الفساد والذي تتبناه قيادتنا الهاشمية الحكيمة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه .

وهنا دور كبير على وعي شبابنا للمرحلة القادمة ، وهناك مرحلة تغيير واصلاح لكثير من القيادات السياسية الجاثمة على صدورنا ، والمعطلة لفكرنا والمحبطة لكثير من الحركات الاصلاحية والتي لها دور في كثير من القضايا السياسية والاجتماعية لتحافظ على مكانتها وموقعها السياسي والاجتماعي .

وهناك مثل شعبي متداول اسمه ( كذاب كذب الابل ) ، وهذا المثل يرجع الى ايام البدو حيث الجمال في الصحراء ، حيث كانت الابل تحرك فمها يميناً ويساراً وكأنها تأكل فكان الرعيان يظنون انها وجدت حشائش على الارض وتأكل بها الا انها تلاعب شفتيها فقط .

وهذا المثل يوصف به من يضلل الناس ، وهو فقط يحرك شفتيه بكلام لا طعم ولا لون له ولا يغني ولا يسمن من جوع ولا يترجمه على ارض الواقع عملاً وانجازاً .

فكم من شخصيات سياسية واقتصادية واجتماعية تنظر علينا مثاليات لتسوق نفسها على انها الفرج لكافة ازماننا ، وعندما تحصل على المنصب نجد انها نظرية وليست عملية اي انها فاشلة غير قادرة على تحمل اي مسؤولية .

حمى الله هذا الوطن في ظل قيادته الهاشمية الحكيمة .

المهندس هاشم نايل المجالي

[email protected]