المسيحي الفلسطيني والعربي جزء أصيل من الصراع مع العدو الصهيوني ، وليس متضامنا فقط … عن نضال جوزيف عبود

338
مدارات عربية – الإثنين 26/4/2021 م … 

كتب باسل عايد الداوود …

اتردد كثيراً في الكتابة على فيسبوك او باقي وسائل التواصل الاجتماعي ، لكن بصراحة استفزني صياغة خبر ضرب واعتقال الشاب العربي الفلسطيني المسيحي نضال جوزيف عبود من قوات الاحتلال الصهيوني في القدس ” اثناء مشاركته في انتفاضة القدس ضد الاحتلال والتي تعتبر حلقة من حلقات الصراع الوجودي مع هذا الكيان المحتل” ، حيث تم صياغته على انه متضامن مع اخوته المصليّن ، بما يوحي بأنه ليس طرفا في هذا الصراع او شريكاً فيه، او انه طرفاً ثانوياً شارك متضامناً مع الطرف الرئيسي ( اخوانه المسلمين ) في الصراع مع الطرف الاخر وهو الكيان الصهيوني ،ان هذه النوع من الخطاب الاعلامي ساهم على مدى سنوات طويلة ” بالاضافة الى التحشيد الطائفي ” الى تحييد كثير من العرب المسيحيين في هذا الصراع الوجودي واعتباره لا يعنيهم وانهم ليسوا جزءاً منه ، او على افضل تقدير يكونوا متضامنين كما يريد البعض ممن لا يعون طبيعة هذا الصراع.

باعتقادي ان المطران العربي السوري لم يكن متضامنا عندما كان يهرّب الاسلحة الى المقاومين في فلسطين.

وان جورج حبش لم يكن متضامنا عندما أفنى حياته في قلب هذا الصراع.

وان الشهيد وديع حداد لم يكن متضامنا عندما كان يخطط للعمليات الفدائية.

وان البابا شنودة لم يكن متضامنا عندما وقف بحزم ضد التطبيع حتى وفاته.

وان سهى بشارة لم تكن متضامنه عندما حاولت قتل العميل لحد

والمطران عطالله حنا والاب مانويل مسلم وغيرهم الكثيرين جميعهم لم يكونوا متضامنين، بل كانوا في صلب الصراع ، شركاء مع باقي اخوتهم في ايمانهم بعروبة فلسطين.

علينا ان نعي ان طبيعة الصراع بين المشروع العربي والمشروع الصهيوني يقف فيه العربي المسلم والعربي المسيحي جنب الى جنب كشركاء في مواجهة هذا المشروع الصهيوني، ليس كونهم مسلمين او مسيحيين ، بل كونهم عرب ، لان صراعنا مع هذا الكيان ليس صراعا دينيا بل صراعا حضاريا .