التنمر الأمريكي / محمد سلامة
إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هددت الصين في أزمة وباء فيروس كورونا، وقبل ذلك هددت كوريا الشمالية بالاسلحة النووية، واقدمت على فرض عقوبات على روسيا وتركيا ودول أوروبية،وقامت بخرق ميثاق الأمم المتحدة والقرارات الدولية لجهة دعم إسرائيل في عدوانها على الشعب الفلسطيني والعربي، وكل أفعالها يؤشر على تنمر غير مسبوق في تاريخ العلاقات الدولية.
التنمر الأمريكي في عهد الرئيس ترمب كان الأكثر انفلاتا لجهة معاقبة دول كبرى، ووباء كورونا كشف هشاشة عظمتها،وتنمرها على الصين دفع بالناطق باسم الخارجية إلى وصفه بمنطق العصابات لا منطق الدول المحترمة،كما أن تنمرها على ملفات دولية وقرارات صادرة عن مجلس الأمن حول صورتها إلى اضحوكة أمام العالم، فحتى حليفتها بريطانيا اضطرت إلى رفض خطتها للسلام في الشرق الأوسط المسماة صفقة القرن، وما يمكن استنتاحه أنها تعيش أواخر عصرها الذهبي.
الرئيس ترمب دمر صورة أمريكا في العالم، بمواقفه وأفعاله، فانسحابه من منظمة الصحة العالمية واليونسكو والاتفاقيات الدولية ومواقفه الأخرى المعادية حتى لحلفائه دفعت بقادة الدول إلى التفكير بعدم الإعتماد عليها، وما يمكن النظر إليه أن التنمر الترامبي على دول بعينها وتعمده التهكم على قادتها افقده صفه قائد الدولة العظمى، وباتت الولايات المتحدة تعيش في عهده تناميا للشعور الفوقي للبيض وللعنصرية وباتت الكراهية في عهده تطبع العلاقات بين الولايات نفسها ومع العالم.
التنمر الأمريكي إلى زوال، فروسيا كشفت قبل أيام عن صاروخ قادر على تدمير حاملات الطائرات وبمسافة ثلاثة آلاف كم، كما أن امتلاك الصين لقمة التقنيات الإلكترونية ومنها قدرتها على المنافسة في تصنيع وتشغيل هواتف خلوية (شركة هواوي العملاقة) قربت المسافات إلى التكنولوجيا الأمريكية، وبكل الأحوال فإن تنمرها على العالم لن يطول وهي اليوم تعاني من عدم قدرتها البقاء في قمة الهرم الاقتصادي وعجزها عن مواجهة التحديات الداخلية، ودائما تشيخ الإمبراطوريات وتزول بظهور قيادات فيها تحمل جينات مماثلة للرئيس ترمب.
التعليقات مغلقة.