29 شباط بين الفأل السيء واليوم المميز… كانت leap day foundation … مقابلة مع الأستاذ مفيد سكر

1٬098

مدارات عربية – الجمعة 28/2/2020 م … 

عن أخبار اليوم اللبناني …

أجرى اللقاء: عمر الراسي

الأستاذ مفيد سكر

يأتي كل اربع سنوات مرة… منهم من يعتبره فألا سيئا… ومنهم من يرى فيه يوما اضافيا، لا بد من الاستفادة منه لا بل جعله مميزا!

انه 29 شباط… الذي قد يكون “حدثا استثنائيا” يزداد العام الشمسي يوما اضافيا في ما يعرف بـ”السنة الكبيسة” التي يصل عدد ايامها الى ٣٦٦ يوما بدلا من ٣٦٥.

وقد لا يعني ذلك  شيئا في حساب الأرض نفسها التي تسير بحركة دؤوبة حول نفسها وحول الشمس بعكس عقارب الساعة. ولكن علميا، للموضوع علاقة بدوران الأرض حول الشمس. اذ يبلغ عدد أيام السنة العادية 365 يوماً، ولكنّ الفترة التي تستغرقها الارض في الدوران حول الشمس هي تقريبا 365 يوما وست ساعات. وهذا يعني أنه إذا لم تكن هناك سنة كبيسة، فإن فصول السنة ستتأخر عن موعدها يوما واحدا كل أربع سنوات تقريبا. وبالتالي لحل هذه المشكلة، قام القائد الروماني يوليوس قيصر Julius Caesar – استناداً إلى نصيحة عالم الرياضيات سوسيجينس Sosigenes- بإصلاح التقويم في عام 46 قبل الميلاد، بحيث أنه بعد كل ثلاث سنوات طولها 365 يوما لكل واحدة، يكون طول السنة الرابعة 366 يوما.

اما على المستوى العالمي، فنظرا  لندرة هذا اليوم تعتمد بعض الدول تاريخ 29 شباط لاطلاق التوعية حول الأمراض النادرة، حيث يقول الخبراء ان هذه الأمراض تصيب عددا قليلا جدا من الناس في انحاء العالم وغالبا ما تكون مجهولة لعامة الناس….

وعلى مستوى كل فرد، فالعاملون براتب شهري سيعملون يوما غير مدفوع الاجر!… فلماذا لا يعمد كل واحد منا الى خلق مبادرة، قد تبدو للوهلة الاولى غير مجدية، ولكن اذا تضافرت الجهود، فان الفرق سيكون كبيرا…

وانطلاقا من تجربة خاصة،  يتحدث مؤسس  leap day foundation مفيد سكر عن  فكرة بسيطة جدا اتته كالهام في اليوم الاول من سنة 2012 (والتي كانت كبيسة)، قائلا: في ذاك الصباح وحين قررت ان اوجه معايدة بالعام الجديد الى الاصدقاء والزملاء، تنبهت الى ان  شهر شباط سيكون 29 يوما، فقلت لنفسي وهذا امر مميز يتكرر كل ٤ سنوات مرة، لا بل  يمكن القول انه نعمة من الطبيعة او هدية من الله، لماذا لا نستفيد منه بطريقة مميزة… لا بد من اطلاق مبادرة ما… فكانت leap day foundation  التي ابصرت النور في قبرص في العام 2012، والتي شاركه في هذا الحلم السيد مهران افتخار والسيدة Anna Provata، والذي لولاهما لما تحول هذا الحلم الى حقيقة.

ويضيف: لا يجوز ان يذوب مع باقي الايام… لا بد من التفكير بشيء ما، على سبيل المثال التطوع خدمةً لهدف معين قد يتناول المحتاجين، البيئة، المجتمع… انه يوم اضافي “لنعيده الى الطبيعة”، من خلال الاستفادة منه بشكل مختلف .

وفي هذا السياق،  يشرح سكر : قد يعتقد البعض انه يوما عاديا… ولكن اذا كنا في  شركة تضم فريق عمل من ٢٠٠ موظف يتطوعون لهدف انساني، فان نشاطهم في 29 شباط يوازي ٢٠٠ يوم من العمل وهذا النشاط يخلق الفرق، فعندها تصبح الارقام هائلة والقدرة على التأثير كبيرة…

ويتابع سكر قائلا: المبادرات التي قد تطلق في هذا اليوم الاضافي لا يفترض ان تندرج في اطار اي مكسب شخصي لاي جهة، كما في الوقت عينه لا خسارة مادية للمتطوعين بل انه وقت مضاف يتكرر كل اربع سنوات نستفيد منه لغايات نبيلة، متحدثا عن افكار عدة يمكن استثمارها في هذا المجال، خصوصا واننا نعيش في “قرية كونية”، وخير دليل تضامن الجميع مع استراليا حين اندلعت الحرائق، كما تعاطف البشر اجمعين مع الصين نتيجة انتشار فيروس كورونا.

ويقول سكر في هذا المجال، قد نصادف اثرياء يتبرعون بالمال، وهذا جيد…  ولكن الاهم او الاسمة هو ان نقدّم من وقتنا ومن ذاتنا… اننا نبحث عن غناء الوقت القيم اكثر من اي غنى آخر… وبجمع القدرات نكون امام طاقات جبارة.

فماذا لو على سبيل المثال، قرر سكان حي ما في 29 شباط ترميم الجدران، فانهم خلال هذا اليوم سيغيرون شكل المكان الذي يسكونون فيه… وماذا لو تم انشاء حديقة عامة، او ملعب للاطفال… او ربما كان الهدف تقديم العون للمرضى… وبالطبع هناك شركات عدة تتبرع بالمواد الاولية… هذا الى جانب زرع الحماس في النفوس.

وهنا يؤكد سكر لا قواعد  في التطوع لعمل انساني اجتماعي، كما ان لا سقف للافكار المبدعة الخلاقة.

ويذكر سكر  بمبادرة خلاقة نظمها في العام ٢٠١٦  وكانت “ليلة عربية” في قبرص غناء ورقص ومأكولات، شارك فيها اكثر من ٤٠٠ شخصية.. ورغم ارتفاع اسعار البطاقات كان الحضور كثيفا، وقد خصصت المبالغ التي تم جمعها لشراء كراس مدولبة لعدد من المستشفيات، ولجمعيات تعنى بمرضى السرطان.

ومن المبادرات ايضا:

– جمع مبلغ خصص لتنظيم رحلة لاطفال مصابين بالسرطان الى دزني لاند في فرنسا.

– في تشرين الاول  2018 ، تبرعت leap day foundation  لاحدى مرضى السرطان بمبلغ 2000 يورو لدعم نفقات زرع الكبد.

– وشارك فريق leap day foundation  في 23 ايلول في مسيرة خيرية في ذكرى Thekla Avgousti، وتم تحصيل نحو 1500 يورو خصص لـ  PASYKAF.

– وقامت LDF بتغطية نفقات تذاكر السفر لطالبين  حصلا على جائزة Saatchi Gallery Award في فن النحت والإقامة في فندق في لندن.

– كما قضى فريق LDF يومًا في زراعة الأشجار في أيوس ثيودوروس.

واخيرا يشير سكر الى ان قبرص بلد صغير وكانت المبادرة ناجحة جدا… فماذا لو عممت مبادرات خلّاقة في  العالم العربي الذاخر بالطاقات والقدرات….

هيا، نقلب الامور ونخلق الفرق!

التعليقات مغلقة.