وصفي التل… و صفقة القرن / عبدالحفيظ سليمان ابوقاعود
وصفي التل
عبدالحفيظ سليمان ابوقاعود* ( الأردن ) – الإثنين 25/11/2019 م …
الكاتب أبو قاعود
مراجعة معمقة لرؤى وصفي كزعيم وطني وسياسي استراتيجي في اعادة تأهيل قوى الشعب لممارسة العمل السياسي المنتج في معركة المصير لتحرير الارض والانسان العربي في فلسطين المحتلة ،وفي معرفتة ودرايتة بقوة وامكانيات وقدرات “الاخر” التسليحية وتحالفاته الاقليمية والدولية في الذكرى 48 لاشتهاده في القاهرة العام 1971؛ضرورة وطنية في مرحلة الاصلاح العام للنسق للاستفادةمن التجربة في التحول السياسي لتكوين المجتمع المحارب للوصول الى الشعب المنتج الديمقراطي.
فكان وصفي اول زعيم سياسي عربي سعى لترسيخ ثقافة فن الحياة ” الديمقراطية ” في المجتمع عبر تجربة “الاتحاد الوطني ” كمحطة للانتقال الى تعددية سياسية عبر تيارين غير عقائدين لانتاج الطبقة الحاكمة للتناوب السلمي على السلطة ،وتعزيز المسار الطبيعي للصراع مع الصهيونية من خلال العمل المقاوم ” دورات حروب ” لمعركة المصير.
الوصفية كمدرسة في العمل السياسي والعام ،ورثها تيار” الوطنية الاردنية” ، الذي نتمي اليه ؛ يؤمنان بان ترسيخ ثقافة فن الحياة ” الديمقراطية ” في الحياة السياسية والعامة في البلاد ، هي ؛ الخطوة الاولى للنهوض الوطني والقومي ليكون للعرب مكانا تحت الشمس ، وان معركة المصير لتحرير الارض والانسان العربي ضمن الخيار المقاوم متلازمة مع ثقافة فن الحياة ” الديمقراطية “.
نجد ان الزعيم مهاتما غاندي قد ارسى” ثقافة فن الحياة ” في المجتمع الهندي ، والامام اية الله الخميني بني منطلقات الثورة الاسلامية الايرانية وفق ثقافة فن الحياة “الديمقراطية” في اقامة دولة مدنية ذات مرجعية دينية. وهاتان الامتان لهما مكانا تحت الشمس بين الامم والشعوب ، في حين مازال العرب في اخر السلم الحضاري الانساني.
البلاد العربية تحتاج الى زعامة وطنية من القادة العمالقة ،ومن كتلتها التاريخية ذات الفكر الاستراتيجي ” وصفي” نموذجا، ،لترسيخ ثقافة فن الحياة ” الديمقراطية ” في الحياة السياسية العربية ، ليكون للعرب مكانا تحت الشمس في عالم لا يحترم الا الاقوياء ، ولا مكان فية للضعفاء .
مشروع ثقافة فن الحياة “الديمقراطية ” في الاردن وأد بإغتيال الشهيد وصفي في القاهرة العام 1971، لكن الانتخابات في اطار”الدمقرطة” لا تمت ل” ثقافة فن الحياة ” بصلة ،لان اهدافها والياتها لا تنتج حياة سياسية لدولة مدنية ديمقراطية منتجة تتناوب مكوناتها السياسية والاجتماعية السلطة سلما.
“الحقبة الوصفية ” في الحكم أثرت الحياة السياسية والعامة ، لكنها اصبحت ارثا سياسيا للاجيال من تيار ” الوطنية الاردنية “، التي اصبحت تستذكر وصفي في الملمات وزمن الازمات والفساد والافساد والمؤامرات الدولية والاقليمية لتصفية قضية فلسطين،لولوج عصر” ثقافة فن الحياة ” لكن دون جدوى .
العام 2019 في تاريخ العرب والمسلمين ،وعلى مستوى العالم، هو؛ عام الاستدارة الكبرى الثانية وبالاتجاه المعاكس ، يتوقف فيه مسار كامب ديفيد وملحقاته بهزيمة “منظومة التحالف الامني الاقليمي” ، حيث ولى زمن الهزائم ، وجاء عصر الانتصارات لمحور المقاومة بإحياء “الجبهة الشرقية ” لاستكمال مشروع التحرير للارض والانسان العربي في فلسطين المحتلة وسائر بلاد العرب المغتصبة ،الذي كان وصفي التل يسعى للشروع بتنفيذه من خلال تطوير العمل المقاوم كخيار استراتيجي في تحرير الارض والانسان العربي.
الخلاصة والاستنتاج؛
لقد كانت “عملية الاغتيال “مقدمة لمسار ثقافة التسوية للصراع العربي الاسراىيلي وتوقف الاتجاة الطبيعي للصراع” دورات حروب ” لبعض الوقت الى حين تبلور محور المقاومة في خط مواز لمحور الاستسلام مساوى له في القوى ومعاكس له في الاتجاه . لكن بعد اربعين عاما من مسار السادات الاستسلامي ” كامب ديفيد” وملحقاته ، وفي الذكرى 48 لاغتيال وصفي في عام ” الاستدارة الكبرى ” 2019؛ تروج ادارة ترامب الى “صفقة القرن” لتصفية قضية فلسطين على حساب مستقبل السياسي للبلاد من خلال” مشروع الهندرة.
– “الصفقة ،هي في الاساس ؛مشروع هندرة النسق وتشكل عناصره الرئيسية. لكن هناك معطيات في التكوين الاجتماعي في البلاد تحول دون تنفيذها بالرغم من الضغوط الاقتصادية والمعيشية والاعباء الضريبية غير المسبوقة على الرعية .
– الوصفات الدولية لزيادة العبء الضريبي منذ العام 1993، التي تطبقها الحكومات المتعاقبة ؛ مقدمات لخطوات لاحقة في تنفيذ صفقة القرن ” خطة كيري ” لتصفية قضية فلسطين.
– استرتيجية وصفي القتالية في مشروعه للتحريرترتكز الى بعدين اساسين متلازمين هما؛
الاول :- تنظيم قوى الشعب وتأهيله لممارسة العمل السياسي عبر مبدأ التناوب السلمي للسلطة الديمقراطية” ثقافة فن الحياة ” .
الثاني :- التحول الى العمل المقاوم في اطار مشروع بناء مجتمع القوة العربي المحارب لتحرير الارض والانسان العربي.
– • صحافي ومحلل سياسي
التعليقات مغلقة.