ديانا فاخوري تكتب عن التطبيع وبيع الأوطان وعن حلم الشريف حسين واستشهاد أنطون سعادة وغسان كنفاني

نعم فازالشريف الحسين بن علي بمرارة، بل شرف، النفي مرتين .. أراد الشريف للعرب الاستقلال والحرية منذ نهاية القرن التاسع عشر، فكان مصيره النفي (النفي الأول) إلى إسطنبول منذ عام 1893م حتى عام 1908م .. ثم جاء النفي الثاني اثر اعتراضه على مفرزات سايكس / بيكو واستنكاره لتأسيس “اخوان من طاع الله” كجمعية سياسية ترتدي العباءة الدينية، وتدعو للهجرة في سبيل الله، والحشد باسم الدين، والجهاد ضد الاخر والاغيار .. كم قلت أنهم عملوا ويعملون علی ادغام العروبة بالاسلام بحجج التماثل والتقارب والتجانس في محاولة دؤوبة لاسكان العروبة وادراجها فلجمها منذ “اخوان من طاع الله” التي، ولطالما كررت ذلك، قامت في سياق سايكس / بيكو لاجهاض “حلم الثورة العربية الكبری”؛ ذلك المشروع القومي العربي في الحجاز الذي استقطب مجموعة من الثوار العرب المناضلين ضد الصهيونية والاستعمار نحو دولة قومية عربية .. وعندما رفض الشريف حسين التخلي عن حلم “الثورة العربية الكبری” وابى الانصياع لرغبة الإنجليز الاكتفاء بمملكة الحجاز، قام الإنجليز بالإيعاز لابن سعود ومساعدته بإحتلال الحجاز .. وفي عام 1925م تم النفي الثاني للشريف حسين الى قبرص حتى مرضه الأخير قبل ان يُنقل الى عمان، لتُعلن وفاته هناك، فالقدس ليوارى ثراها الطاهر!
نعم شٓرُف الثامن من تموز، ويٓشْرُف كل يوم بانتفاضات المقاومين ورجال الله في الميدان مذكرين بقيادة القوات الاسرائيلية في صور، وحفلة المارينز ببيروت، و”دلال المغربي”، وكيف أسقطت سوريا “الضربة القاضية” التي ارادها محور الشر الصهيواعروبيكي ومعهم نصف دول العالم قبل نصف قرن في الخامس من حزيران .. وكررتها دول المحور ذاته متوسلين “الربيع العربي” منذ ثماني سنوات، وشيكات بلا أرصدة لوعود “مبلفرة”، في القدس والجولان هذه الأيام .. وها هو صاروخ غزاوي ينطلق من غزة هاشم إلى شمال تل أبيب، فتغطي شظاياه كامل مساحة كيان الاحتلال، ويعبر القارات ليصيب بنيامن نتنياهو في واشنطن بمقتل من غروره فيهرول الى جحره محاصرا بخيارات احلاها مر التعاطي مع الواقع المستجد .. وها هي مسيرات العودة الأسبوعية تلاقي صواريخ المقاومة فيرتعد الغزاة مذعورين لا تفارقهم الصور أعلاه ويطاردهم أسد هنا وعمر هناك، وعماد هنا وسمير هناك!
نعم انها صواريخ غزة وبالوناتها الحارقة ومسيرات العودة تدخلهم الى الملاجئ مذعورين غير أمنين – يهربون بمئات الاَلاف من اماكن إقامتهم في الجنوب الفلسطيني إلى الشمال ينتابهم الرعب .. ومن نافل القول أن هذا الرّقم يتضاعف إذا ما وصلت الصّواريخ إلى تل أبيب وما بعدها وما بعد بعدها .. فماذا وقد انذرت المقاومة ان الفرق، والألوية الاسرائيلية التي تفكر في الدخول الى جنوب لبنان، ستدمّر وتحطّم أمام شاشات التلفزة العالمية”!؟ .. هل تذكرون الإطاحة بأسطورة “الميركافا – فخر الصناعة الاسرائيلية” و سقوطها بمرمى ال “كورنيت” في الجنوب اللبناني عام 2006 .. الى “انظروا اليها تحترق” استهدافا للمدمرة الاسرائيلية “ساعر” بصواريخ المقاومة .. الى إسقاط ال “F16” من الجيل الرابع فائق التطور “أمام شاشات التلفزة العالمية”! وها هو ال”نتنياهو” يعود إلى مربع التهدئة القديم الجديد امام معادلات الردع التي فرضتها المقاومة بكل وضوح وعزم وقوة. اما الدخول الى الجليل وما بعد بعد الجليل فقاب قوسين او أدنى – ذلك يوم الخلود!
ستُريكَ من يهوي ومن سيظفرُ//
الدائم هو الله، والدائمة هي فلسطين!
كيف لا ينفون الشريف حسين، بصفته قائد الثورة العربيةالكبرى ضد الاحتلال التركي العثماني، ولانه تمسك بفكرة دولة عربية واحدة تشمل كل الحجاز والحزيرة ومصر ، وضمنها فلسطين. رافضا مشروع اسرائيل، ومشروع تقسيم وتفتيت الوطن العربي عبر سايكس بيكو.گ
وكيف لا يقتلون، اعداما انطون سعادة وقد تبنى فكرة وحدة سوريا الكبرى التاريخية ، وضمنها فلسطين ، مؤسسا لفكرة مقاومة الاحتلال الاسرائيلي ، ومفرزات سايكس بيكو التقسيمية.
كاتبنا القديرة والمقدرة تشير ببنانها ، الى ام قضايانا قضية فلسطين، مثبتتة ابرة البوصلة الى فلسطين بالمقاومة، مهما استشرى العدو ، وانحط العملاء.
ولعمق ثقافتها ، ومهارتها وقدرتها ، تستخرج من مجمل الاحداث والوقاىع تعابير جديدة بكتب السياسة والحرب والدبلوماسية، ومنها الصهيواعروبيكي، المحرقة الدبلومالية، والغاز الدبلومالي، تعابير مناسبة لها دلالاتها بافاق الصراع الدولي والاقليمي السياسي والاقتصادي والمالي، والعسكري، مبرهنة على البعد الاستراتيجي لافكارها وتحاليلها وكتاباتها.. . وتستحق.