من سيلجم هذا الجنون ! د. صبري ربيحات

0 170

د. صبري ربيحات ( الأردن ) – الثلاثاء 24/6/2025 م …

إسرائيل بقيادة رئيس وزراءها الحالي وأئتلافه اليميني المتطرف ينفذون حربا مسعورة على العرب والمسلمين . هذه الحرب تسير في كل الاتجاهات ولا يوجد من يحاول ردعهم او الاعتراض العلني على ما يقومون به.

اليوم انتهى العدوان الاسرائيلي على إيران وهناك تلميح بأن باكستان قد تكون على القائمة واخرى تشير الى تركيا كل ذلك يجري بالتزامن مع اعتداءات صهيونية قائمة ومستمرة على الفلسطينين في غزة منذ ما يقارب العامين وعلى الضفة الغربية منذ ان احتلت الاراضي العربية وعلى لبنان وسوريه وعلى كل من يحاول ان يفكر بأن يكون له حضور او كيان محترم في الاقليم .

بعضنا يرى ان اسرائيل نقطة متقدمة لمشروع استعماري غربي والبعض الاخر يرى انها شرطي المنطقة المكلف باحكام الضبط والسيطرة على منطقة غنية بالموارد وخالية من الديمقراطية.

الصهاينة يؤمنون بانهم يملكون حقا لا يملكه سواهم ويرون انهم أسمى من الغير وان لهم الحق في الأرض والمكان وان العرب اقل مكانه من البشر وهم غير جديرين بالاحترام او المعاملة الانسانية . من المنظور العقائدي يرى الصهاينة ان العرب يقيمون على أرض ليست لهم وعليه فأن العربي الميت افضل من العربي الحي.

للتستر على هذه النظرة العنصرية القذرة يرى قادة الكيان الاسرائيلي اليوم ان كل مسلم عدو قائم او محتمل ينبغي قتله او قمعه واذلاله.

بناء على هذه النظرة فإن مهمة الجيش او ما يسمى بجيش الدفاع والاجهزة الاستخباراتية تنحصر في العمل على حماية اليهود من هذا العدو المتخيل وذلك من خلال القيام بمهمتين :- الأولى شيطنة المسلمين وتأليب العالم المسيحي وغير المسيحي عليهم وعلى الدين الإسلامي وأتباعه أينما وجدوا والثانية زرع العملاء والجواسيس داخل الانظمة والمجتمعات العربية وتسهيل تقدمهم في المراكز والمواقع وتكليفهم بمهام وادوار تدميرية داخل مجتمعاتهم.

من جانب اخر يقدم اليهود انفسهم للعالم بأنهم ضحايا جرى الاعتداء عليهم وقتلهم وابادتهم من قبل شعوب الارض مرارا وأنهم يحتاجون الى حماية وتعاطف ودعم يحول دون تكرار ما حدث لهم خلال الحرب العالمية على يد هتلر والحركة النازية . وتطالب العالم بتجريم اي جماعة او دولة أو فرد يحمل مشاعر غير ايجابية نحو اليهود وكيانهم وافعالهم بتهمة المعاداة للسامية .

في العقلية الاسرائيلية لا ينظر للعرب والمسلمين بانهم أناس متساوون مع البشر فهم كائنات اقل مكانة من البشر ( Dehumanised ) لذا فإن قتل العربي او المسلم علي ايدي الصهاينة فعل لا يصل في خطورته الى فعل قتل اي انسان غير عربي وقد قاد الإعلام الذي تسيطر عليه الصهيونية العالمية العالم الى الاعتقاد بان ما يقوم به اليهود من قتل واعادة وتدمير هو عمل دفاعي للدرجة التي اصبح الكثير من أصحاب الراي والنفوذ يتبنون هذه الأفكار والايدلوجيات.

هذا الكيان الذي نشأ على افكار وايدلوجيات معادية لكل ماهو غير صهيوني يرى في الإسلام والعرب عدوه الاول . فهو يحتقر الإنسان العربي ويشيطن أفكاره وصورته ويشوه تاريخ الامة ويضرب روحها المعنوية حتى يصبح الإنسان العربي مستلبا ولا يرى له وزنا فيما يحصل له وحوله.

لقد اصبح بإمكان الصهيونية الهيمنة على مراكز القوى العالمية والاقليمية وتوجيهها بالطريقة التي تخدم اهدافها بعدما عملت على تنفيذ بروتوكولاتها وهيمنت على الإعلام والمال والسياسة ونجحت في تنحية وتحييد مشاعر وآراء الشعوب واستخدمت كل الوسائل القذرة التي تمكنها من الضغط على صناع القرار في العالم
التيار الحاكم في اسرائيل اليوم هو الاكثر تعنتا وتطرفا وغطرسة وعدوانا وهو منشغل في القتل والدمار فقد كان وراء تدمير كل ما يشير الى هوية الامة من قيم ومبادىء وافكار وقد حال دون امتلاك الامة لعناصر القوة وزمام المعرفة فدمر القومية العربية وانتقل الى اجتثاث القيم الدينية لانه يريد مجتمع فارغ فوضوي يستشري فيه الفساد وغير قادر على النهوض ولا الدفاع او الوقوف في وجه الاعتداءات على الامة ووجودها بكل السبل …

في كل ارجاء العالم يعرف الناس ان هذا الكيان الكاذب وقيادته المتغطرسة لن تتخلى عن نظرتها الاستعلائية واكاذيبها المفتعلة وخططها العدوانية على الامة وعلى الدول والمجتمعات العربية حتى تلك التي تصفها بالصديقة ..والسؤال اليوم ماذا بعد إيران؟ وعلى من سيقع العدوان القادم ؟ في وجه هذا الشعور يبقى المواطن العربي هو الاكثر احباطا وخوفا وقلقا خصوصا وهو يرى ان الموارد العربية لا توضع ولا تستخدم في اتجاه دفع الأخطار والتهديدات التي تواجه الشعوب والكيانات والهوية العربية التي تتشظى تحت وقع الاجتهاد والتنازلات .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

5 × 2 =