داعش ..دولة مستقلة ذات سيادة / ميلاد عمر المزوغي

0 274

ميلاد عمر المزوغي ( ليبيا ) – الخميس 20/3/2025 م …

سيكتب التاريخ ان ثلة من ابناء العروبة قد ساهموا في تمزيق بلدانهم لأجل اهداف رخيصة ,البقاء في السلطة وحياة الترف ,بينما تعتبر اهداف سامية للغرب الاستعماري الذي يريد ان يسيطر على مقدرات العالم, انتهج الغرب محاربة الماركسية لأنها تشكل خصما له في مجالات التصنيع والاقتصاد , بينما وضع الاسلام في المرتبة الثانية لأنه كان يرى الفكر الاسلامي السمح الذي من الممكن ان ينتشر بكل سهولة  بين السكان وتكوين الدولة الاسلامية الكبرى على غرار الاموية والعباسية والعثمانية.

لمحاربة الروس في افغانستان انشات امريكا تنظيما جهاديا(تكفيريا) اطلقت عليه اسم القاعدة, التنظيم خططت له امريكا بينما قامت دول الخليج بتخصيص الاموال اللازمة له في حينتم تجنيد الاف العاطلين عن العمل ببعض الدول العربية (تونس ,ليبيا ,اليمن وغيرها) ليكونوا نواة للتنظيم ,تلقوا العلوم الدينية في اليمن, وتم ارسالهم الى افغانستان.

بعيد غزو العراق وسقوط النظام العام 2003 ,قامت امريكا ومن معها باستجلاب التنظيم الى العراق وامدته بكافة الاسلحة والتموين ,وتظاهرت بان التنظيم مجموعات إرهابية وانها تقوم بمحاربته ,واطلقت عليه تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام isis  الذي عاث في العراق فسادا ,اتضح فيما بعد ان تنظيم القاعدة قد حوّر نفسه ليتلاءم مع البيئة الحضرية الجديدة.

تشكلت حركات تكفيرية من جنسيات مختلفة في تركيا حيث دفعت بها الى العراق وسوريا  ليعيثوا في المنطقة فسادا, قتلوا السكان من مختلف الاعمار ودمروا ونهبوا كل ماتقع عليه ايديهم,تصرفوا بعنجهية ضد السكان وبالأخص ابناء الطوائف والمذاهب والاثنيات التي تخالفهم الراي. وللأسف تم تمويل التنظيم من خزائن الدول النفطية.

استولى التنظيم على سوريا ودخل دمشق منتصرا, بعد حرب استمرت حوالي العشر سنوات, ضخت فيها دول الخليج الاموال الطائلة لأجل اسقاط النظام السوري تنفيذا لأوامر امريكا التي تحمي عروشهم , اصبح زعيم التكفيريين,الجولاني الذي وضع على قوائم الارهاب ومطالب به دوليا,رئيسا للدولة السورية واعترف به عربيا ودوليا واصبحت تفرش له البسط الحمر!, قالوا بان سوريا تحررت, ترى أي تحرر هذا الذي يجعل الافغاني والشيشاني والباكستاني وغيرهم من الجنسيات يحكمون البلاد (بعضهم اصبحوا وزراء ) ويوجهون رصاصاتهم نحو صدور الشعب السوري, صاحب الأرض وينكلون بالطوايف المختلفة ويستهدفون الأطفال والمدنيين والشباب والنساء, بدلا من توجيه رصاصاتهم الى العدو القابع في جنوب سوريا ويتوسع كل يوم في الأرض؟!,أي تحرر؟ المؤكد انها تحررت من اهلها, الصهاينة قضموا اجزاء من ارضها خارج خط الهدنة ومن ثم يمكن لهم ان يضموها الى مستعمرتهم فلسطين, دمروا ترسانتها بالكامل, الأتراك يحتلون المناطق الشمالية وقد يسعون ايضا الى ضم ادلب وغيرها على غرار ضمهم للاسكندرونه.

بالأمس القريب كان يحكم العراق وسوريا نفس التنظيم(حزب البعث) ورغم ذلك لم يكن البلدان على ما يرام, بل ساهمت سوريا في حرب ما اطلق عليها تحرير الكويت.توجه وزير الخارجية الجديد الى بغداد ,وقيل بان البلدين سيسعيان الى اقامة علاقات وثيقة (استراتيجية) في مختلف المجالات ومحاربة الارهاب,ترى هل يوجد ارهاب منظم اكثر من الذين يسيطرون على سوريا اليوم؟ ام تراها املاءات اجنبية على النظام العراقي؟ الغارق في الفساد المشبّع بالطائفية.

المؤكد ان القوى الغربية وعملائهم المحليين, سيسعون الى سيطرة التنظيم التكفيري على كامل ارض الشام وبذلك تتحقق عبارة( بلاد الاسلام في العراق والشام-داعش) ولكن أي اسلام ؟ انه اسلام الاطلسي الذي يهدف الى تفكيك الامة العربية من الداخل بواسطة ابنائها المغرر بهم, ومن ثم تنقسم البلاد العربية الى كانتونات عرقية وطائفية تتقاتل فيما بينها لضمان امن الكيان لمغتصب لتراب فلسطين التي وللأسف ساهم حكامنا الميامين في بيعها بثمن بخس.ايا يكن الامر, فان التفتيت سيطال ايضا الدول التي تدعم ولا تزال الهجمة الامبريالية على امتنا وسيلهى برؤسائها ويداسون بالقدم. ذاك مصير كل عميل خائن لوطنه وامته.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

عشرة − تسعة =