زيارة الرئيس بوتين لاذربيجان … الاسباب والافاق / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) – الأربعاء 21/8/2024 م …
لاشك ان زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المفاجئة الى اذربيجان بالرغم من اهميتها في هذه المرحلة لكن الرئيس بوتين اراد ان يبعث من خلالها اكثر من رسالة الى الغرب مفادها ان الاعيب مذكرات الاعتقال ضده من محاكم دولية بالاسم لكنها غربية بامتياز لم يعد لها قيمة وان روسيا ماضية في سياستها ولن تتساهل بالذي حصل في مقاطعة كورسك الذي تعول عليه اوكرانيا وداعميها من المراهنين على اضعاف موسكو وانها مسالة وقت فقط لتلحق باوكرانيا هزيمة مدمرة حتى لو تطلب ذلك استخدام سلاح اكثر تدميرا من الذي تستخدمه القوات الروسية الان وفق ما اشار له الرئيس البلاروسي لوكا شينكو حليف موسكو الوثيق مؤخرا .
وبالرغم من ان بعض وسائل الاعلام اختزلت زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المفاجئة لاذربيجان بانها تتعلق بموضوع اقليم ناغورني كارباخ المنطقة المتنازع عليها بين اذربيجان وارمينيا والتي اصبحت بقبضة اذربيجان الان جراء حرب بين البلدين كادت ان تتوسع لتشمل منطقة القوقاز المهمة بالنسبة الى روسيا بكاملها وقد تدخلت موسكو دبلوماسيا لفض النزاع بين باكو ويرفان الا ان ارمينيا كانت تشعر بامتعاض من موقف روسيا وتطالبها بالتدخل العسكري الى جانبها الا ان موسكو وقفت على الحياد لتجنب توسعة الحرب .
زيارة بوتين لن تنحصر بموضوع ارمينيا واذربيجان بل ايضا بموضوعين مهمين يتعلقان بمنطقة الشرق الاوسط ايضا لاسيما ان اذربيجان المجاورة الى ايران ترتبط بعلاقات وثيقة مع ” الكيان الصهيوني” وان باكو حصلت وتحصل على اسلحة من الكيان الصهيوني فضلا عن وجود ” الموساد الصهيوني ” وهذا هو الاخطر على ارض اذربيجان حتى ان هناك شبهات حول دور الموساد بمقتل الرئيس الايراني السابق ووزير الخارجية في حادث تحطم طائرة مروحية امريكية الصنع كانت تقلهم بعد مشاركتهم في حفل اقامة سد بين ايران واذربيجان واكتفى بوتين رجل المخابرات المعروف بالقول ” ان بقية الطائرات المرافقة لطائرة الرئيس الايراني عادت بسلام وهي طائرات روسية.
الرئيس بوتن ربما يعتقد ان عملية تصفية زعيم حركة حماس اسماعيل هنية في طهران تمت بخيوط ترتبط بوجود الموساد عل ارض اذربيجان وان رد ايران المتوقع على عملية الاغتيال قد يشمل منطقة او مناطق في اذربيجان مما يشعل وضعا خطيرا في المنطقة التي تسعى موسكو على التهدئة فيها في هذه المرحلة على الاقل بالعكس من نهج وسياسة الكيان الصهيوني الذي يحاول جر الولايات المتحدة الى الصراع في المنطقة وضرب ايران وحزب الله في لبنان كما يسعى خريج نفس المدرسة الصهيونية العالمية زيلنسكي الى جر دول حلف ” ناتو ” العدواني الى المشاركة في الحرب مباشرة ضد روسيا من خلال افتعال التحرشات في دول الجوار ومحاولة رميها على روسيا .
امران مهمان جاء من اجلهما الرئيس بوتين الى باكو وهو في وضع يتطلب وجوده في روسيا جراء ما حدث في كورسك هما حث اذربيجان على عدم الانخراط في مواجهة عسكرية مع ايران في حال تاكيد ضلوع ” الموساد ” الموجود على ارض اذربيجان في عملية اغتيال هنية وعدم الانجرار وراء المخططات الغربية التي تستهدف تازيم الاوضاع فيما وراء القوقاز المهمة بالنسبة لروسيا وكذلك ارمينيا واذربيجان وحتى نركيا .
ويبقى رجل تركيا الذي يلعب على الحبال رغم كبر سنه من اجل انعاش اقتصاد تركيا وطموحاته التي يحاول ان يخفيها دوما انه حاول ان ينضم الى رتل المنتقدين لنهج الكيان الصهيوني بقوة في عدوانه ضد غزة ووصف قادتها بالنازيين لكنه عمليا يسير في ذات الطريق الخليجيى لامارة قطر رغم وصفه نتنياهو اوصافا تليق به لكنه لم يبادر الى اتخاذ مواقف تلحق الاذى بالكيان الصهيوني اذا استثنينا بعض الاجراءات الاقتصادية والسياسية والتصريحات ” الثورية” الشبيهة بتصريحات معظم قادة الامة العربية” الهزيلة المعروفة للمواطن ورفع لافتة ” نشجب ونستنكر وندين” باضافة مصطلح وباقوى العبارات” ؟؟؟