توجه نحو التطبيع مع الأسد.. هل يتخلى الاتحاد الأوروبي عن “اللاءات الثلاث”؟
مدارات عربية – الإثنين 5/8/2024 م …
شهدت الآونة الأخيرة تحولاً ملحوظاً في الموقف الأوروبي تجاه الرئيس السوري بشار الأسد، مع إعلان إيطاليا استئناف عمل بعثاتها الدبلوماسية في دمشق وتعيين سفير جديد.
هذه الخطوة تأتي في سياق توجه مجموعة من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي نحو مراجعة موقفها الرافض للتعامل مع دمشق، المعروف بـ”اللاءات الثلاث”، والتي تشمل عدم التطبيع، عدم إعادة الإعمار، وعدم رفع العقوبات دون تقدم في العملية السياسية وفق القرار الدولي 2254.
كسر الرئيس الأسد العزلة الدولية التي فرضت على سورية منذ عام 2011، بعد استئناف دول عربية عدة علاقاتها معه، ما أدى إلى حضوره قمتين متتاليتين لرؤساء دول الجامعة العربية في مايو 2023. كما بدأ الأسد بالتفاعل مع جهود تركيا لتطبيع العلاقات بعد قطيعة دامت أكثر من 12 عامًا، مع توقعات بلقاء بينه وبين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أغسطس المقبل، لبدء مرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين.
في هذه الأثناء، تتجه بعض الدول الأوروبية إلى إعادة النظر في سياساتها تجاه سورية، في ظل التجاهل الأمريكي والتقارب العربي والإقليمي مع دمشق. هذه الدول، ومن بينها النمسا وقبرص وإيطاليا، دعت الاتحاد الأوروبي إلى مراجعة استراتيجيته المعتمدة على “اللاءات الثلاث”، مشيرة إلى أن الأوضاع على الأرض قد تغيرت بشكل كبير، مع سيطرة الحكومة السورية على نحو 70% من الأراضي واستقرار نسبي في المناطق الخارجة عن سيطرتها.
وفي هذا السياق، أعلنت إيطاليا مؤخرًا استئناف علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق وتعيين سفير جديد، مما يجعلها أول دولة من مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى تقوم بهذه الخطوة.
وقد سبق هذه الخطوة رسالة من وزراء خارجية عدد من الدول الأوروبية إلى مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، تدعو إلى التفاعل مع التقارب العربي مع سورية.
تُعزى هذه التحركات جزئيًا إلى الضغوط الناتجة عن أزمة اللاجئين السوريين، والتي تعتبر من أبرز القضايا التي تؤثر على سياسات الدول الأوروبية، خصوصًا مع صعود اليمين المتطرف في بعض البلدان.
يعتقد بعض المحللين أن التحركات الأوروبية تجاه تطبيع العلاقات مع سورية تعكس رغبة في تحسين العلاقات الاقتصادية والاستفادة من مشاريع إعادة الإعمار المحتملة.
ورغم هذه التغيرات، لا تزال الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا متمسكة بموقفها الرافض للتطبيع مع دمشق.
يشير بعض الخبراء إلى أن التحولات الإقليمية والدولية، بما في ذلك تقليص الدور الأمريكي في المنطقة، تشجع بعض الدول على تعديل سياساتها تجاه سورية.
ومع ذلك، فإن الإدارة الأمريكية الحالية لم تدعم هذه التحركات بشكل صريح، رغم عدم اتخاذها خطوات لمنع حلفائها من التقارب مع دمشق.
التعليقات مغلقة.