الهجوم الايراني والحقيقة التي يتجاهلها العرب عن ضعف او جهل! / طاهر العدوان

في كلّ الأحوال، اتساع دائرة الحرب الحالية هو قرار نتنياهو؛ سعى إليه منذ أن قصف سفارة ايران في دمشق، لانه يريد بهذا التصعيد تحقيق هدفين: الأول، جرّ أنظار العالم والاعلام الدولي بعيدا عن جرائم حرب الابادة المستمرة في غزة .والثاني، جرّ امريكا واوروبا الى صراع عسكري ضد ايران والسعي لاقامة تحالف غربي/ عربي ضد طهران، وهو هدف سعى اليه نتنياهو منذ ٢٠عاما. وكلا الهدفين يريد بهما مواصلة حربه لتصفية القضية الفلسطينية بالابادة والتهجير.

من المؤسف أن المواجهة الإسرائيلية الأمريكية الغربية مع إيران تجري على الارض والسماء العربية في ظل غياب رسمي عربي سمح و يسمح باستباحة السيادة والكرامة والأرض والسماء العربية لكل اجنبي او اعجمي طالب للنفوذ. وهذا الأمر يأتي كنتيجة مباشرة للتخاذل العربي المخزي في التصدي لحرب الابادة الصهيونية في غزة. تخاذل يظن أصحابه انهم يحافظون به على سلام اوطانهم وشعوبهم، لكنهم في الحقيقة يشجعون العدو وحلفاءه على تحويل هذه الأوطان الى ساحات صراع وخراب .وهو ما يثبت أن الأمن القومي العربي واحد لا يتجزأ، فالتمسك به في غزة وفلسطين حماية للاوطان والشعوب والتفريط به هلاك للجميع.

ومرة أخرى نرى امريكا وبريطانيا تهرول إلى الدفاع عن الكيان النازي العنصري فيما تزعم عجزها عن وقف إطلاق النار ضد الفلسطينيين .وهو نفاق تعود العالم عليه وكيل بمكيالين يؤكد ان ان إسرائيل تضرب بمعاول أمريكية اوروبية لتخريب العالم العربي.

خلاصة القول انه اذا كانت إيران تحارب حربها الخاصة من اجل مصالحها ونفوذها على حساب العرب ومصالحهم فهذا واقع. لكن الواقع الأسوأ ان العرب يتجاهلون عن ضعف او جهل حقيقة ان امريكا وبريطانيا وفرنسا هم أشد عداء للمصالح العربية وللامن القومي العربي بدعمهم اللامحدود للكيان العنصري النازي الذي تظهر نتائجه المدمرة بتغطيتهم لحرب الابادة في غزة بالسلاح وبالفيتو ..حرب هي المسؤولة عن كل هذا الدمار والخراب والمآسي الانسانية في غزة ، وعدم استقرار الشرق الاوسط كله منذ اكثر من ٧٥ عاما .