إسرائيل تصحو بعد سكرتها / د. خيام الزعبي
د. خيام الزعبي ( سورية ) – السبت 16/3/2024 م …
الكيان الصهيوني ومستوطناته منذ السابع من أكتوبر تحت نيران وصواريخ المقاومة الفلسطينية، اليوم تصحو تل أبيب وتعطي تقييماّ دقيقاً للوقائع والأحداث، لتجد نفسها على حافة الهاوية والفضل الأول والأخير يعود لمحور الردع الذي آمن بقضيته حتى النهاية.
اليوم إسرائيل تخسر الحرب في غزة ونتنياهو يرفض الاعتراف بالأمر، ولا يمر يوم إلا ونحن نشاهد بالصورة عمليات نوعية ينفذها أبطال المقاومة في أكثر من جبهة ونكسات تطال مواقع الجيش الاسرائيلي، ولكن الإنتصارات الأخيرة في غزة كشفت الكثير من الحقائق، وأثبت المقاوم الفلسطيني شجاعته في تحرير بلاده، هذه الحقائق تتجلى كل يوم وتعززها المعطيات التي هي في مجملها بالأساس صدمات لم يكن في حسبان الذين خططوا للعدوان على غزة، لتكشف إسرائيل والدول التي تدعمها حجم الهزائم والخسائر التي أصابتهم، وليكتشفوا أنهم على وهم، وما يتحدثون عنه من إنجازاتهي في الحقيقية أحاديث الوهم والسراب.
ولا شك إن الرئيس الأمريكي “بايدن” ومن لف لفيفه، أكثر المتفاجئين بعظمة وصمود غزة، لذلك تتلعثم سياساته تجاه موضوع الحرب على غزة، بعد أن كان قد أعطى الضوء الأخضر لنتنياهو وقواته للدخول الى قطاع غزة ونشر الفوضى والدمار هناك، ظناً منه بأن هذه العملية تستطيع كسر قوة رجال المقاومة، وفي هذا المشهد بات تقدم المقاومة الفلسطينية من جديد هو المعادل الطبيعي لطرد الاحتلال الصهيوني من هناك.
وفي المقابل، هناك مقاومة على أشدها لضرب جميع القواعد الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، التي أصبحت أهدافاً مشروعة لمحور المقاومة في المنطقة، فعمليات المقاومة مستمرة لغاية إيقاف الحرب الهمجية الصهيونية على قطاع غزة وخروجها من العراق وسورية، بذلك أثبت المقاومة أن وحدتها الوطنية بين جميع الفصائل هو الحل الأمثل لوقف المخططات الأمريكية- الإسرائيلية الرامية إلى تفتيت أبناء الوطن الواحد
ويبدو أن الكيفية التي سيتم بها ضرب الكيان الصهيوني ومستوطناته ستكون مفاجئة لإسرائيل وداعميها، حيث هناك خططاً تم إعدادها بدقة، وتحضيرات واسعة ستشارك فيها دول محور المقاومة بشكل فعال، التي ستجري في أكثر من محور وأكثر من جهة، استعداداً للهجوم الشامل على الكيان، ومن هنا أن العمليات العسكرية تمضي بخطى ثابتة نحو الهدف المخطط له، وبالتالي كل هذه الإنجازات ستغيّر كافة الموازين العسكرية على الأرض لصالح رجال المقاومة.
وهناك خطوات جديدة مفاجئة من المقاومة الاسلامية في اليمن وهي منع السفن الاسرائيلية من العبور عبر المحيط الهندي نحو طريق الرجاء الصالح هذا مما يشكل أسلوب ضغط على الكيان الصهيوني وتفرض الخناق عليه، بذلك سترضخ إسرائيل لمطالب المقاومة بالانسِحاب الفوري من غزة وايقاف الحرب هناك.
في الاتجاه الآخر، يعرف الكيان الصهيوني أنه في ورطة كبيرة لا يستطيع أن يمنع المقاومة من تحرير المنطقة من عصاباته الإرهابية وفي نفس الوقت يدرك عواقب فشله في غزة نتيجة مغامراته اللامسؤولة ، بالتالي سيبتلع نتنياهو مرغماً عنه ما تلقاه من هزائم حتى الآن، وسيتقبل بحدود الدور المقرر له بعد التطورات الميدانية في غزة، كما يعرف أن القادم أصعب بالنسبة له كونه يدرك أن التراجع في غزة يعنى الهزيمة الصعبة التي وصلت إليها مغامراته هناك.
مجملاً….إن المقاومة اليوم تصنع تاريخها من جديد، على يد رجالها لتهزم الكيان المتطرف، وهي تخوض مختلف الجبهات نحو التحرير الكامل، وسيمثل ذلك إنكساراً كبيراً لإسرائيل وعملاؤها ، وفي الوقت نفسه سترسم ملامح شرق أوسط جديد يصنعه مقاومو لبنان وإيران واليمن والعراق ومعهم جنود الجيش العربي السوري في الميدان.
أختم مقالي بالقول، يقظة متأخرة لدى إسرائيل وذيولها بعدما تمكنت المقاومة في وقت قياسي من تحقيق الانتصار تلو الانتصار، وما يعيشه الأعداء من خيبة في ظل الإنتصارات التي تحققها المقاومة، نقرأ واقعنا فيها أن المقاومة أسقطتهم وحافظت على غزة من السقوط، بالتالي إن لعبة عض الأصابع تشارف على نهايتها .. وإن الأسابيع القليلة القادمة ستكون شاهدة على تغييرات جذرية في الحرب على غزة.
[email protected]
التعليقات مغلقة.