حذار، فإن السيف وحده هو الأصدق إنباءً وأنباءً، إضاءة على بوابة السماء في فلسطيننا / الدكتور سمير محمد ايوب

355

الدكتور سمير محمد ايوب ( الأردن ) – الإثنين 1/1/2024 م …

في الذكرى التاسعة والخمسين لانطلاقة حركة فتح، نسأل عما بقي من تراث الماضي؟ ونحن نراهن على وطنية الكثير من اخوتنا المناضلين في فتح المتمسكون بالثوابت الوطنية والقومية، وعلى قلة من قياداتها المعادية بالفعل قولا وعملا، لمستنقع اوسلو وتبعاته، وبعد مرور ما يقارب الاشهر الثلاث من حرب الابادة على غزة العزة، نقول:
بالقطع وبالتأكيد، تحقق ملحمة غزة، كل يوم نصرا مبينا، بجبابرة جبهة المقاومة، وحلفائهم واصدقائهم وانصارهم، ممن أقسموا على رصاص القوة، لتحقيق النصر بالتحرير او الاستشهاد، وكنس أيتام حقب التطبيع، وسلام الشجعان، وحملة أغصان الزيتون وخدم التنسيق الامني .
ملحمة غزة العزة، نصر للجبابرة الصابرين في كل فلسطين، من أقصاها إلى اقصاها، الذين يواجهون صلف القتل وعنجهة التدمير، وجنون الاعتقال والقهر، بعنفوان وكبرياء، يليق ببيت المقدس وأكناف الاقصى والقيامة.
ملحمة غزة العزة، نصر لأحرار امة العرب، الذين رغم كل المعوقات المفتعلة، زحفوا وما زالوا يرحفون من كل حدب وصوب، الى مشارف فلسطين، رغم منعهم من العبور الفذ ومن الاقتراب الحميم الى عتباتها، والذين يواصلون الليل والنهار، في عمل كل شيء يخدم الصراع الوجودي على اكثر من جبهة، مع معسكر الاعداء المتمدد في كل ارجاء الدنيا القريبة والبعيدة والممعنة في البعد.
ملحمة غزة العزة، نصر لكل احرارالعالم الذين يتدفقون بمئات الالوف وبالملايين في شوارع وساحات عواصمهم، يشقون عنان السماء بهديرهم دعما لفلسطين وتنديدا بالمشاركين في حرب ابادتها، بالتواطئ الغادر لدود الخل، وخذلانهم المعيب وصمتهم السفيه وعجزهم المتآمر.
ما يجري في غزة العزة، نصر لاحرار المفكرين والاعلاميين ونشطاء التواصل الاجتماعي الذين ما زالوا ساهرين، سياجا ورماحا تتصدى لافك الاعداء والمنافقين والمشككين والمرتبكين.
ونحن نبارك لصناع النصر، ونترحم على كل من مضى منهم بالمواجهة اوغيلة وغدرا، عربا وغير عرب، من ابعد نقطة ماء في فلسطين الى اول الماء في الاردن، ومن مضيق هرمز وباب المندب في اليمن العظيم، والعراق وسوريا ولبنان وكل مكان يضم حرا في ثناياه، نشكر كل من اسهم في هذا النصر، ولو بقطرة دم، أو حبة عرق، او بكلمة نصوح او مال طاهر مبارك، ونهنئ باقات المنتصرين، نرى لزاما علينا أن نقول لكل منهم:
حذاري حذاري، وكما أن للنصر ابطاله وانصاره، فان ضفافه وحوافه جاذبة لقطعان المنافقين واللقطاء واللصوص، والنهاشين من ضباع وذئاب وكلاب وذباب، سيحاولون ان عجزوا عن سرقته او المشاركة فيه، تفريغه من مضامينه ودروسه وعبره او التهوين منه .
حتى لا تهنوا ولا تحزنوا وتبقون أنتم الأعلون، إفتحوا عيونكم على اتساعها، وابقوا جيوبكم مكتظة برصاص القوة، وخلوا السلاح صاحي، والأصابع متحفزة على الزناد، فمن طباع العدو الغدر، وطالما ان شيئا من فلسطين محتل، بالتأكيد ان النصر في جولة طوفان الاقصى، يؤسس لجولات متوالدة، حتى تحرير كل حبة تراب في فلسطيننا وخارجها.

التعليقات مغلقة.