شتاء اوربي ” اسود” مقابل”  ربيعهم العربي” المنهار” / كاظم  نوري

384

كاظم  نوري ( العراق ) – السبت 12/11/2022 م …

الكل يعلم ان الدول الغربية الاستعمارية وفي المقدمة الولايات المتحدة وبريطانيا و فرنسا اطلقت مسمى” الربيع العربي” على الفوضى التي لحقت بمنطقتنا والتي كانت تقف  وراءها  اجهزة الاستخبارات الامريكية وحليفاتها الغربيات بتنسيق وتعاون مع حكومات وانظمة  فاسدة في منطقتنا  معروفة بولائها للمستعمرين.

 وكان من نتائجها تدمير ليبيا   والحاق الاذى  بدول عربية اخرى  من خلال شن الحرب العدوانية  ضد اليمن  حتى وصل ربيعهم الاسود الى سورية والعراق فكانت ” داعش” واخواتها وهو ماكلف  السوريين  والعراقيين في تصديهم لفلول ربيعهم المنهار الاف الشهداء وتشريد الملايين وتدمير مدن بكاملها  والحاق الاذى بالبنية التحتية للعراق وسورية فضلا عن نهب ثروات البلدين وسرقة الاثار.

فرامل ” ربيعهم الغربي الاسود” توقفت بفضل   تضحيات سورية  والعراق و ودعم حلفائهم واصدقائهم  لكنهم لازالوا يحلمون بتحقيق مشروعهم التدميري في المنطقة بالمراهنة على بقايا الارهابيين ” داعش”  بالعراق و مجموعات ارهابية  في محافظة ادلب السورية  التي تتجمع فيها  بقايا فلول القتلة   والسفاحين من الذن يتسترون بستار الدين.

ومع  دفن  مشروعهم التدميري وربيعهم الاسود في منطقتنا  اندلعت تظاهرات كبيرة في معظم المدن  الغربية ”  تظاهرات سلمية” مطالبة بحقوق مشروعة بعد الازمة الاوكرانية  ولاحظنا كيف تصدت السلطات الفرنسية التي تدعي الديمقراطية ” ديمقراطية الغرب الكاذبة” التي صدعوا رؤوسنا  بالحديث عنها للمتظاهرين ووصلت حصيلة  الاعتقالات الى الالاف .

  وفي الوقت الذي  اقتصرت فيه بعض الاعمال المناهضة  للسلطات الفرنسية  على ارتداء    ” الستر الصفراء”  ورفع الشعارات  مع حدوث بعض اعمال الشغب البسيطة لكننا لم نسمع ب” انتحاريين” وسيارات مفخخة” او انغماسيين وهو مصطلح جديد بات يتردد لم نسمع به من قبل  هو مصطلح  من صنع مخابرات الغرب واعتبروها قوى مشروعة و ” معارضة مسلحة ” في منطقتنا لكنهم بعدون ذلك في دولهم مجرد ارهاب  غير مسموح به  .

 مع هذا ورغم الموقف الروسي الرسمي  الذي اعتبر ان ما حدث في فرنسا  وغيرها هو شان  طبيعي جراء الاوضاع الاقتصادية والمعيشية المتردية  اثر الازمة اوكرانية هناك من اتهم موسكو بالوقوف وراء هذه التظاهرات وقد صدقت باريس ذلك وعلى الطريقة البريطانية والامريكية المعادية لروسيا.

ان اكثر ما يثير السخرية هو ان فرنسا  ودول الغرب هرولت وراء ” رواية اطلقها المتصهين و كلب الحراسة ” القابع في اوكرانيا ” مفادها ان روسيا تقف وراء الاحداث في فرنسا وفي اوربا  وان المخابرات الاوكرانية” تفتقت  عبقريتها لتكتشف ان موسكو هي التي حركت الشارع الفرنسي في عشرات المدن  مثلما يزعمون ان روسيا تدخلت وتتدخل في الانتخابات الامريكية .

باريس من جهتها  ودون تدقيق ان تمحيص هرولت وراء الرواية الاوكرانية واخذت تتحدث عن دور روسي في التظاهرات  مثلما تتحدث واشنطن عن تدخل روسي مزعوم في الانتخابات “.

شيئ مثير للسخرية ان تاخذ  فرنسا تهم كييف لموسكو ماخذ الجد وهي دولة محسوبة على الدول  الكبرى  انه الحقد  والكراهية التي تعتمل في دواخل حكام  هذه  الدول ضد روسيا التي اثارت بظهورها الدولي وتصديها للمخططات الاستعمارية في اوكرانيا   حنق وحقد هذه الدول التي كانت وراء  الخراب والدمار الذي حل في  منطقتنا  و معظم   قارات العالم التي تعاني شعوبها المجاعة والامراض الناجمة عن مختبرات سرية تقيمها الاستخبارات الامريكية على اراضي تلك الدول  وقد تكشف ذلك في اوكرانيا بعد وقوع وثائق بيد القوات الروسية . 

 

التعليقات مغلقة.