الصين من “نمر من ورق ” الى اكبر قوة في العالم / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) – السبت 8/10/2022 م …
اعترف مسؤول سابق في الدفاع الاسترالي ان الحقبة التي كانت تهيمن فيها البحرية الامريكية على البحار في غرب المحيط الهادي تشارف على نهايتها بعد ظهور القوة البحرية الصينية كما الروسية والتنسيق والتعاون بين الجانبين والذي املته احداث اوكرانيا التي قربت بين بكين وموسكو حد التحالف والعمل على ظهور قطب اخر ليتحول العالم الى عالم متعدد الاقطاب.
ورغم اطلاق بعض التسميات الغربية في حقبة الحرب الباردة بين الشرق والغرب على الصين منها ” نمر من ورق” لكن بعض الاخصائيين في الشان الصيني اضافوا لها في حينها ” نمر من ورق وله انياب” بل تحول الى وصف ” التنين الصيني “مثلما كانوا يطلقون مسمى ” الدب القطبي” على روسيا واذا به اسدا هب من عرينه بعد صمت ليضع حدا لاستخفاف اولئك الذين يخدعون شعوبهم في دول الغرب الاستعماري التي استخفت عقودا من السنين بالنمر والدب القطبي .
الصين الان وفق مصادر غربية استخباراتية اصبحت تمتلك اكبر قوة بحرية عسكرية في العالم بعد ان صنعت ” حاملات طائرات” الى جانب امتلاكها مئات الصواريخ البالستية طويلة المدى ومتوسطة والاف الطائرات المقاتلة واكبر قوة بحرية في العالم متقدمة على الولايات المتحدة بعد ان وضعت حاملتي طائرات في الخدمة.
اما الرؤوس النووية التي بحوزة الصين الان فتقدرها الاستخبارات الغربية ب 700 راس نووي وقد يتضاعف هذه العدد جراء بناء المزيد من الصوامع النووية.
والى جانب هذه القوة العسكرية الهائلة فان الشعب الصيني لن يسمح لاي قوة خارجية ان تستعبده او تظلمه وان من يقدم على ذلك سيتحطم امام “سور فولاذي عظيم بناه اكثر من مليار مواطن صيني” وفق كبار المسؤولين الصينيين وان زمن التنمر على الصين قد ولى.
وامام هذا العملاق الذي برز للوجود لم يبق امام الولايات المتحدة سوى الاستفزازوالابتزاز كما حصل خلال زيارة رئيسة الكونغرس الامريكي بيلوسي الى جزيرة تايوان التابعة للصين واجراء مناورات عسكرية قرب مياهها الاقليمية او محاولة اشعال الفتن بين الصين وبين الهند واشغالها عسكريا واستثمار ذلك امريكيا فضلا عن مسالة ” اكذوبة ” حقوق الانسان” المفقودة في الولايات المتحدة نفسها حيث تعاني الاقليات من السود والمكسيكيين الاضطهاد ولن يغرنكم اختيار وزير دفاع اوستن ببشرة سوداء او مسؤول امريكي من اصحاب البشرة السواء في موقع ما فان ذلك ياتي من باب ” الديكور” فقط.
والقوة العسكرية الصينية ليست وحدها التي نمت بشكل مذهل بل هناك الاقتصاد الصيني هو الاخر الذي يفوق اقتصاد الولايات المتحدة وتحولت الصين الى دولة تمتلك اقتصادا قويا الى جانب القوة العسكرية المتنامية التي باتت تحسب لها دول الغرب الاستعماري وفي المقدمة الولايات المتحدة الف حساب الى جانب تعداد نفوسها الكبير .
لقد تعمدت واشنطن وبحكم حماقتها وغطرستهاوبطريقة غبية ان تقرب بين موسكو وبكين واصبح البلدان العملاقان يمثلان نموذجا لوضع حجر اساس لعالم جديد بعد ان انضمتا الى منظمة شنغهاي وقد يتحول هذا التحالف الى تحالف عسكري دولي مع مرور الزمن وبسبب سياسة الولايات المتحدة الامريكية المتغطرسة التي كانت تسعى الى ايجاد شرخ بين الدولتين لكن الذي حصل هو العكس تماما جراء استفزازات واشنطن التي لم تتوقف ضد بكين الذى دفعها نحو موسكو وعواصم اخرى وسوف تشكل الصين وروسيا وبقية اعضاء منظمة شنعهاي القطب العالمي الجديد تظرا لقدراتها العسكرية والاقتصادية والبشريه الهائلة.
التعليقات مغلقة.