وحدات (حزب الله) النخبوية على الحدود غيرت قواعد الاشتباك مع العدوّ الصهيوني

566

 

اعتراف إسرائيل بخسارتها، أوْ كما تُسّميها “تعادل مُحبِط”، في حرب لبنان الثانية عام 2006، هو بحدّ ذاته انتصارًا لحزب الله، ومع أنّ الإقرار بالفشل جاء متأخرًا، إلّا أنّه كان صريحًا وواضحًا، ويتزامن مع تأكيد الاحتلال بأنّ حزب الله بات رقمًا صعبًا جدًا في المعادلة الشرق أوسطية، ويُشكّل تهديدًا إستراتيجيًا باعتباره من قبل قادة المنظومة الأمنيّة والعسكريّة في دولة الاحتلال جيشًا بكلّ ما تحمل هذه الكلمة من تبعاتٍ وتداعياتٍ.
مُحلِّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، وهو أحد الأبواق الرئيسيّة للمنظومة الأمنيّة في تل أبيب، أجرى لقاءً خاصًّا مع الجنرال شلومي بيندر، لمناسبة انتهاء مهامّه كقائدٍ لفرقة الجليل 91 في الجبهة الشماليّة بجيش الاحتلال، حيث قال إنّه خلال حرب لبنان الثانية بالتحديد، والتي استمرّت 34 يومًا، كان أداء المُستوى السياسيّ وأداء جيش الاحتلال مُقلقًا ومُحبِطًا للغاية، على حدّ تعبيره.
وتابع قائلاً إنّه من المُفارقة أنّ حرب لبنان الثانية، “التي اكتويت بنارها إسرائيل وأيضًا حزب الله، خلقت فترةً هادئةً جدًا، لم يسبق لها مثيل على الحدود الشماليّة”، لافِتًا إلى “أنّ الحرب أوجدت ميزان رعبٍ جديدٍ بين إسرائيل وحزب الله، والذي ما زال قائمًا حتى يومنا هذا”، وفق أقواله.
عُلاوةً على ما ذُكِر آنفًا، فإنّ الجنرال بيندر في حديثه لصحيفة (هآرتس) أقّر مرّةً جديدةً بتطوّر المقاومة عسكريًا، واصفًا إيّاها بالجيش، مُضيفًا أنّ “وصول عناصر الرضوان، قوة النخبة التابعة لحزب الله، إلى الحدود الشمالية وانتشارهم في جنوب لبنان بعد سنواتٍ هو التغيير الأساسيّ والمركزيّ في السنوات الأخيرة، مُشدّدًا على أنّ “حزب الله يمتلِك اليوم أدوات لم تكن بحوزته في الـ2006 وفي مُقدّمتها خطة وقدرة هجومية”.
الجنرال أضاف أنّ “حزب الله زاد منظومة النيران الموجهة نحو الجبهة الداخليّة الإسرائيليّة وقام بتحسين  قدرته الدفاعية أمام مناورة الجيش”، وإذ لفت إلى أنّ رئيس الأركان في جيش الاحتلال، الجنرال أفيف كوخافي، يصف حزب الله بـ”جيش الإرهاب”، رأى أنّ “إحدى أوضح علامات الانتقال من حرب العصابات إلى الجيش هي تطوير التشكيلات الهجوميّة الواسعة، وليس فقط هجومًا نقطويًا أوْ دفاعيًا”.
وطبقًا لبيندر، فإنّ “حزب الله يعرف كيف يتحرّك وكيف يتعامل مع الظروف الاستخباراتية والقوة النارية، وقد نجح في خلق أنماط دائمة كما قام بإنشاء أهداف للهجوم من قبل”، كاشِفًا النقاب عن أنّ “لدى حزب الله ترسانة كبيرة من الأسلحة المتطوّرة، وليس ممكنًا تصويره على أنّه جيش فقير يتعرّض فقط للضرب”، مُرجحًا أنْ تكون هناك مفاجآت باستمرار وأنْ يتخذ حزب الله خطوة غير متوقّعة.
وأضاف الجنرال أنّه في الحرب القادِمة “سنُحاوِل التقليل بشكل كبيرٍ من ترسانة الأسلحة التي يملكها حزب الله، والمسّ بقياديين وجنود، على أمل أنْ يؤدّي ذلك إلى ردعٍ طويل الأمد”، على حدّ تعبيره. بكلماتٍ أخرى، فإنّ الاحتلال تنازل قسرًا عن إستراتيجيتّه لاحتلال أراضٍ لبنانيّةٍ، وذلك كأحد الدروس المُستخلصة من حرب لبنان الأولى 1982 والثانية عام 2006، والأخيرة، أكّد المُحلِّل هارئيل انتهت بتعادلٍ مُحبطٍ، بحسب وصفه.
وفي الخُلاصة، لفت المُحلّل إلى أنّه منذ انتهاء حرب لبنان الثانية، ظهرت رغبةً ونزعةً في الجيش الإسرائيليّ لتعظيم قدرات حزب الله في المعارك، وتحديدًا الروح القتاليّة لأفراده، ولكنّ الجنرال بيندر يقترح، كما جاء في المُقابلة، عدم التضخيم فيما يتعلّق بترسانة حزب الله وقوّته، واكتساب أفراده خبرةً قتاليّةً لمشاركتهم إلى جانب الجيش الروسيّ في الحرب التي كانت دائرةً بسوريّة.

التعليقات مغلقة.