مستقبل العلاقة بين حماس والسعودية بعد ” أحكام السجن ” الأخيرة على أعضاء من حماس

397

 

أثارت الأحكام الأخيرة التي أصدرتها محكمة سعودية بحق ممثل حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في الرياض، محمد الخضري، وعدد آخر من النشطاء الفلسطينيين بتهمة “دعم المقاومة” تساؤلات حول مستقبل العلاقة بين الحركة وبين الرياض.

ويرى مراقبون أن الأحكام “القاسية” بحق الخضري ورفاقه، لن تثني “حماس” عن السعي لرأب الصدع وإعادة العلاقات مع الرياض، في إطار سياسة الحركة في التقارب مع الجميع بما يخدم القضية الفلسطينية.

وكانت المحكمة الجزائية السعودية قد قضت في 8 أغسطس/آب الجاري، بالسجن لمدة 15 عاما بحق الخضري، ضمن أحكام بحق 69 أردنيا وفلسطينيا بتهمة “دعم المقاومة”، تراوحت بين البراءة والسجن لمدة 22 عاما.

علاقات تاريخية

ويرى مدير مؤسسة فيميد للإعلام، إبراهيم المدهون، أن هذه الأحكام “جاءت لإرضاء ضغوطات أمريكية مورست على السعودية لتظهر موقفها من قضية فلسطين ومقاومتها”، لافتا إلى أن “واشنطن باتت تنظر إلى القضية الفلسطينية بعيون أمنية وليست سياسة”.

وقال المدهون لـ”قدس برس” إن” حركة حماس تحاول طرق الأبواب من أجل الذهاب إلى حل هذا الملف مع الرياض وطيّه، بل إنها تسعى لإبقاء العلاقة بين الطرفين وتطويرها وفتح آفاق جديدة لها، وخصوصاً أن حماس باتت اللاعب الأساسي في الساحة الفلسطينية بعد معركة سيف القدس الأخيرة”.

ولفت إلى أن العلاقة التاريخية بين “حماس” والرياض “متينة وقوية، وهناك رأي عام داخل العائلة المالكة السعودية داعم لفلسطين وللحركة”، منوها بأن “السياسة العامة المعلنة للمملكة تقف ضد التطبيع، وتؤازر الشعب الفلسطيني”.

ومن الصعب التنبؤ بخيارات الرياض المستقبلية تجاه حركة حماس، وفق المدهون الذي أشار إلى أن المملكة “لم تتحدث بشكل رسمي إزاء الموضوع، ولم ترسل أي طلبات أو تلميحات أو إشعارات، في مقابل رسائل من حركة حماس بفتح صفحة جديدة مع السعودية”.

وكان رئيس حركة حماس في الخارج، خالد مشعل، قد طالب السعودية في تصريحات إعلامية مؤخرا، بإطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين في سجونها، وفتح أبواب العلاقة مع حركة حماس، الأمر الذي لم تعلق عليه الرياض.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني، أن حركة حماس ستبذل جهودها على مدار الساعة من أجل التواصل مع الملك سلمان وولي عهده؛ لبناء العلاقة مع الرياض مجددا بما يخدم الشعب الفلسطيني ومقاومته.

وقال الدجني لـ”قدس برس” إن “الشعب السعودي أشاد بدور حماس وقوتها، ودعم الحركة في معركة سيف القدس الأخيرة؛ لأنه يدرك أن قوة الحركة تمثل ورقة يمكن استثمارها سياسيا من قبل السعودية وبقية الدول العربية”.

ولفت إلى أن “حماس منذ تأسيسها وعلاقتها بالسعودية فوق الممتازة، عدا عن أن موقفها من حرب الخليج عزز هذه العلاقة إلى درجة أن أصبح لحماس مكتب رسمي في الرياض”.

بين طهران والرياض

وعن أثر علاقة حركة حماس بإيران على علاقتها مع السعودية؛ قال الدجني إن ذلك يساهم في التوتر بين الحركة والرياض، “ولكن على المملكة أن تقدر خصوصية الحالة الفلسطينية التي تقبع تحت الاحتلال، ما يجعلها بحاجة ماسة لتلقي الدعم من الجميع، وخصوصا مع غياب دعم أكثر الدول العربية السنية”.

من جهته؛ استبعد المحلل السياسي المدهون أن تربط الرياض علاقتها بحركة حماس، بعلاقة هذه الأخيرة بإيران، مؤكدا أن “العلاقات الدولية متشابكة، والمهم أن ثمة إدراكا عربيا بأن حماس لا تشارك في أي إشكالية إقليمية، بل ربما تكون هي أحد عناصر الحل والتوافق لهذه الإشكاليات”.

وكانت حركة حماس قد وصفت الأحكام القضائية السعودية بحق عدد من أعضائها ومناصريها بـ”القاسية وغير المبررة”، داعية إلى سرعة إطلاق سراحهم.

وأعربت الحركة في بيان عن “صدمتها” إزاء هذه الأحكام، مؤكدة أن المدانين “لم يقترفوا ما يستوجب هذه الأحكام القاسية وغير المبررة، فضلا عن المحاكمة، فكل ما فعلوه هو نصرة قضيتهم وشعبهم الذي ينتمون إليه، دون أي إساءة للمملكة وشعبها”.

وبينما رحبت بأحكام البراءة الصادرة في حق البعض؛ قالت الحركة: “إننا نستهجن الأحكام القاسية غير المستحقة بحق غالبيتهم، وندعو القيادة السعودية إلى سرعة الإفراج عنهم وإنهاء معاناتهم ومعاناة عائلاتهم التي مضى عليها ما يزيد على السنتين”.