الردّ الوحيد البعيد عن الإقليمية … المجلس الاردني: تصريحات جبريل استفزت روح ومشاعر الاردنيين
الثلاثاء 28/2/2017 م …
الأردن العربي …
الردّ الوحيد البعيد عن الإقليمية … المجلس الاردني: تصريحات جبريل استفزت روح ومشاعر الاردنيين …
بيان صادر عن المجلس الاردني للسيا سة الخارجية الشعبية….
لقد سمعنا تصريحات احمد جبريل الاخيرة على قناة الميادين اثناء انعقاد المؤتمر السادس لدعم الانتفاضة الفلسطينية في طهران ،والذي هدد فيها بفتح الجبهة الاردنية خطابيا تحت شعار غضب من غضب وشاء من شاء ولكي لاتنعكس حالة الزهايمر الفكري والسياسي والتي يمر بها السيد احمد جبريل على العلاقات الكفاحية بين الشعبين الشقيقين (التؤام )الشعب العربي الاردني والشعب العربي الفلسطيني بشكل سلبي فلابد من تذكيره عسى ان تنفع الذكرى لمن فقد بوصلته وطريقة ادارة صراعاته ومعاركه الدونكوشتية في واقعنا المؤلم.
وبناء عليه لابد ان نؤكد ماهو مؤكد في تاريخنا فالاردن ما بين نهره الخالد وبادية بلاد الشام والتي صحرها الاستبداد العثماني بجوره وطغيانه وما بين لسان خليج العقبة على البحر الاحمر وسهول الخصب ومصدر القمح في لواء حوران مخزننا الاستراتيجي التاريخي ، لم يكن يوما معزولا عن حوضه الجغرافي والسكاني والثقافي عن بقية اجزاء بلاد الشام يفرح من فرحها ويتالم من الامها
فكان دائما متاثرا ومؤثرا في مصيرها ومستقبلها.
فلو اخذنا الحالة الاردنية جغرافيا وسكانيا قبل تشكل الهويات الوطنية المقزمة ما بعد اتفاقية سايكس وبيكو ، كان للاردن دورا مهما في الصدام مع المستعمر العثماني رفضا لتغولة واستبداده ومحاولات تتريك سكان البلاد الاصليين فكانت هية (ثورة الكرك )عام 1910 بقيادة ابنائها وتضحيات شبابها من اوائل الثورات المسيسة قوميا في مواجهة هذا الاستعمار وما خلفه على واقعنا من انحطاط حضاري فكنا من اوائل من حملوا شعله النهضة القومية وتحرير ارادة بلادنا من الاستعمار.
وشارك الاردنيون بوعي ومع بقية الوية وقائم مقاميات سوريا الطبيعية في انطلاق الثورة العربية الكبرى الذي بداء التحضير لها في دمشق العروبة وتم تسليم قيادتها للشريف حسين بن علي وابنائه لاسباب نعلمها جميعا ، واستمر نضالنا رفضا لاتفاقيات سايكس بيكو وشاركنا في كل الحروب ضد الاستعمارين الفرنسي والانجليزي فكانت مشاركة ابناء الاردن حيث هبوا للدفاع عن دمشق تحت قيادة وزير دفاعنا البطل يوسف العظمة بقرارهم وبقناعتهموحادي عيسهم يقول ‘شدوا على الركايب يا اخواني لا تستنوا على فراق الحبايب سوريا يا وطنا’.
ولم يقف الاردنيون مكتوفي الايدي في مواجهة الاستعمار البريطاني وقطعان المستوطنين الصهاينة وخاضو معركة سمخ في الاراضي الفلسطينية المحتلة بقرارهم وقناعاتهم وبدون الاستئذان من احد حيث قاتل اهلنا في سهل حوران وتجمع قرى الكفارات بقيادة الشيخ الجليل الشهيد كايد المفلح العبيدات ورفاقه وابناء حوران بكل شجاعة كمحاولة جريئة لاسقاط المشروع الاستعماري الاستيطاني الصهيوني المكفول من المستعمر البريطاني.
ورغم كل سياسات القمع والتنكيل الصهيوني والتفكيكي التي مارسها المعتمد البريطاني انذاك بقي الاردنيين قابضين على جمرة الوعي وحرارتها المتقدة في فهم خطورة المشروع الصهيوني ليس على فلسطين العربية فقط بل على الامة العربية ومستقبلها باسرها.
واستمر شعبنا بوعية لهذه المسالة القضية فكانت قرارات المؤتمر الاردني الاول في عام 1928خير دليل على ذلك بمقاومة المشروع الصهيوني والتحذير من بيع الاراضي لعناصره وادواته ومنع التطبيع مع منتجاته ونعتقد ان ذلك البرنامج لازال صالحا للنضال حتى الان ، فكان الاردنيون شركاء في ثورات الشعب العربي الفلسطيني بالقادة والمقاتلين المتطوعين والداعمين بما يملكون بعضنا من مال.
وبعد وحدة الضفتين توحد جهدنا كعرب اردنيين وعرب فلسطينيين بالصمود في مواجهة المؤامرات التي كانت تحاك على قضيتنا المركزية الواحدة ، فتشاركنا في المظاهرات وحمل السلاح دفاعا عنها
وعندما انطلقت الثورة الفلسطينية المعاصرة قبلنا وبوعي فطري غير مؤدلج ان تكون الحركة الوطنية الاردنية هي المحور الذي بنيت عليه الثورة الفلسطينية باغلب فصائلها.
ولازال الاردنيون على عهدهم يتعاملون مع القضية الوطنية والقومية قضية فلسطين ، هي قضيتهم الاولى وهم الاكثر قدرة على تحديد دورهم وشكل نضالهم في تحريرها ولم يعودوا قادرين على استيعاب الخطاب السياسي الاستعلائي او الارشادي او المزاود ايضا علينا.
وادرك الاردنيون خطورة المشروع الصهيوني وعرفوا من هم ادوات تمريره وهم لن يقبلوا بمن افشلوا مشروع التحرير الوطني بسياساتهم وتنازلاتهم وخذلانهم لاصدقائهم انصار الثورة واصطفاف اغلبيتهم المقيتة لمعسكر اعداء المقاومة ان يعودوا علينا بطروحات فجة وغير مقنعة وبخطاب سياسي انهزم اصلا في معركة اثبات دوره ووجوده ان يفرض علينا الشكل الذي يرغب به من اجل تحرير فلسطين .
وفي ضوء تصريحات احمد جبريل نود ان نؤكد ثوابتت الاردنيين وايمانهم بالعروبة وان الدولة الصهيونية تشكل خطرا وجوديا على الاردن والعروبة ، فالاردنيين هم الاكثر قدرة على صياغة مصالحهم الوطنية ضمن اطارها القومي وضمن محور المقاومة وتعلموا ان سياسات التنازلات والارتهان للمال الخليجي وكنز الثروات لا تؤدي الا الى ضياع الوطن.
ان ثراء بعض القيادات الفلسطينية وما تم تحصيله باسم النضال فاصبح الكثيرين لديهم ازدواجية في الخطاب السياسي فاصبح التحرير اخر همهم وتكنيز الثروات هو المبتداء والخبر ولم تعد هذه الانتهازية السياسية لاتغني ولاتسمن من جوع .
وكما نتمنى من احمد جبريل أن يقراء ما يجري في لبنان وكيف ان شعبه انتج مقاومة لبنانية مؤهلة للانتصار في كل معاركها ، وان يقرأ الواقع الاردني كيف اصبح ابناء المحافظات المهمشة هم من تصدح اصواتهم في مواجهة التغول والاستبداد من الراس مال المالي والتبعية والكل منا اصبح واعيا لمن تعود ملكيته واصوله.
ان الاردنيين المهمشين لا زالوا يخوضون صراعا مريرا ضد معاهدة وادي عربة وما جرت علينا من ويلات ولم يتهاونوا في الحرب ضد اتفاقيات اوسلو وما قدمت من تنازلات على حساب جوهر قضيتنا المركزية.
اننا ننصح جبريل بالتقاعد لان خطابه السياسي ، استفز روح الاردنيين قبل مشاعرهم وعلى القيادات الفلسطينية مغادرة هذا الخطاب السياسي ، لاننا اصبحنا نكره سماع صداه من بين جدران هزيمة مشروعكم المقزم رغم عدالته كمشروع تحرري كما انطلق في البدايات ونحن نؤمن بانه المنتصر بوحدتنا ووحدة قوى المقاومة ومحورها.
اننا نقول لاحمد جبريل انه حان وقت تقاعدك لانك لا تستطيع ولن تستطيع ان تفرض على احد في وطنه كيف يكون مناضلا ، ولايوجد اي اردني حر وشريف ينتظر منك او من غيرك شهادة حسن سلوك نضالي ، فنحن خلقنا من طين هذه الارض نحميها بقدر ما نستطيع وفلسطين لنا ولا نقبل ان تكون قيما عليها وبهذا الخطاب الذي سمعناه منك في تصريحاتك الاخيرة.
التعليقات مغلقة.