من د. خيام الى قادة قمة المنامة / د. خيام الزعبي

243


د. خيام الزعبي ( سورية ) – الأربعاء 15/5/2024 م …

تشدّ الزيارة المرتقبة للرئيس الأسد من أجل حضور القمة العربية التي تعقد لأول مرة في العاصمة “المنامة” الأنظار باعتبارها الحدث الأهم، لدرجة أن المواطن العربي اعتبر أن الرئيس الأسد سيكون “نجم القمة” حيث سيسرق الأضواء من الجميع، لذلك فإن هذه المشاركة قد تكون حافزاً كبيراً لرفع مستوى الحضور العام للدفع بزخم إضافي لحدث سيكون تاريخياً بالنسبة الى المنطقة والعالم العربي على السواء.
المتجول في البحرين هذه الأيام يشاهد بكل وضوح الاستعدادات والجهود الكبيرة التي تقوم بها المملكة لاستقبال الزعماء العرب وعلى الأخص الرئيس الأسد، والمتأمل في علاقات سورية بالبحرين يدرك إن البحرين هي دوماً الأقرب إلى سورية، وإنطلاقاً من ذلك يستمر الشعب البحريني على موقفهم المبدئي من علاقة بلادهم مع شقيقتهم سورية، بما تمثله سورية من ثقل في محيطها العربي والإسلامي وبوابة الوجود العربي والقومي في المنطقة ، فضلاً عن مواقفها المميزة تجاه القضايا القومية في معركتها ضد مؤامرة الشرق الأوسط الكبير.
تأتي القمة في وقتها المناسب وذلك لأنها تأتي وسط تحديات كبيرة وظروف معقدة تشهدها المنطقة منها، الحرب الإسرائيلية الدموية على غزة، فضلاً عن الوضع العالمي المضطرب بسبب الحرب الروسية الأوكرانية وأزمة الطاقة والغذاء، وحالة تمدد الصراع التي تشهدها عدد من الدول العربية مثل السودان وليبيا واليمن.
إن مشاركة الرئيس الأسد في القمة تؤكد على مكانة وأهمية ودور سورية على الصعيد العربي، بمعنى أن الموقف العربي سيكون قوياً وموحداً لأن تواجد دمشق في أي محفل عربي يعطي قوة لجميع الشعوب العربية للخروج بموقف موحد ومشترك لمواجهة التحديات التي يواجهها العرب في ظل المخاطر والحروب التي تنشب في عدد من المناطق.
اليوم إن الآمال معلقة على هذه القمة في التعامل مع عـدة ملفات وفي طليعتها، المصالحة العربية من حيث عودة جميع العرب إلى سورية، ولم شمل العرب كما كان سابقاً والتوجـــه نحـــو رؤيـــة جديدة، يكـــون أهمها انقاذ ما يمكن إنقاذه ، فسورية اليوم تتعافى من الحرب التي فرضت عليها، وتتخطى الظروف المعقدة.
حيث نتمنى من قادة القمة والحكومات العربية توحيد الصفوف والكلمة والموقف والخروج ببيان موحد ومشترك يدعو العالم أجمع لوقف الحرب على غزة، والعمل بكل الطرق لتحريك وتنفيذ قرار محكمة العدل الدولية، ووقف الإبادة الجماعية لشعب غزة، ومن ثم وقف خطة التهجير التي يعمل عليها الاحتلال من خلال أدواته الخشنة بإرهاب المدنيين، ودخول المساعدات للقطاع وإعادة الإعمار، والتمهيد لحل سياسي شامل وعادل يفضي الى إقامة الدولة الفلسطينية وفق حدود 1967، و نتمنى من الدول العربية القيام بواجبها تجاه الغطرسة الصهيونية وتجاه دور الولايات المتحدة الأميركية ومخططاتها الجديدة، كما نتمنى من هذه القمة أن تقف مع سورية وأن ترفض كل أشكال العقوبات المفروضة والجائرة على سورية والتوحد حول المشروع الكفيل بمجابهة الهجمة على بلدنا وشعبنا وبناء المستقبل الزاهر، بالإضافة الى تعزيز قيم التسامح والتعايش لمواجهة دعاوى التطرف والفرقة في المنطقة. وبالتالي إن لم يتحرك قادة القمة في هذه الملفات فلن تخرج القمة المنتظرة عن حال القمم العربية السابقة التي بات المواطن العربي لا يعول عليها وينظر إليها نظرة استخفاف.
هنا يمكن القول إن نجاح القمة العربية مرهون بإرادة القادة العرب في القدرة على اتخاذ مواقف موحدة نحو وحدة الصف العربي إذ لا بد أن يلتقي الزعماء العرب بنفوس صافية وإخلاص بالنوايا لأن هذه المصالحة هي البداية لحل القضايا العربية ومواجهة العالم خاصة أنه لا يوجد خلاف عربي في القضايا الأساسية، فلا توجد دولة عربية ترفض قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف إذن علينا أن نتفق تجاه القضايا المصيرية وأن نترك القضايا الخلافية، بالتالي أن الوئام العربي سوف ينعكس إيجابيا على المنطقة العربية بأكملها.
مجملاً… إن قمة البحرين، هي قمة تاريخية مهمة، كما أنني أتفاءل بنتائج القمة وقراراتها في ظل تزايد الحاجة اليوم إلى ⁠وحدة الرؤى والمواقف لتحقيق التطلعات المستقبلية ومواجهة التحديات والمشكلات القائمة في المنطقة.
وباختصار شديد إن حضور الأسد القمة سيشكل صفعة جديدة للأعداء وهو الذي يستطيع الآن أن يقيم توازناً جديداً في المنطقة وأن يحدث تغييراً مهماً في معادلة إدارة الصراعات، وعاملاً أساسياً في قيادة الدفة العربية،
[email protected]

التعليقات مغلقة.