“هكذا هي الحياة” !! / حنان بديع

371

حنان بديع ( لبنان ) – الثلاثاء 2/4/2024 م …

خدعونا فقالوا أن الضربات التي لا تقتلنا تجعلنا أقوى، في الواقع هي تتركنا أقوياء لكن فاقدين الشعور بالأمان والثقة، وحيدين وسط الزحام، نقف على أنقاض أرواحنا بشموخ مزيف، لا شىء يسعدنا حقاً دون أن ندرك السبب.

الضربات التي لا تقتلنا تغيرنا، توقظنا من غفلتنا ومثاليتنا ومعتقداتنا البريئة الساذجة، فما نراه على أرض الواقع لا يشبه حسن ظننا فيه أبداً..

نعم ، تعلمنا أن حبل الكذب قصير لكنه أحيانا يطول بلا حدود، ونعم السرقة جريمة لكنها تفيد البعض بل ويبقى طليقاً إلى أن يموت! وكم من القتلة نجو من العدالة ومن العقاب، بل وكم من الأشرار عديمي الضمير عاشوا بلا معاناة!

الحياة الحقيقة لا عدالة فيها، وتناقضاتها كفيلة بأن تخلخل قناعاتنا وثوابتنا بلا استئذان أحياناً،،

الحياة الحقيقية متناقضة قاسية لا رحمة في ساحاتها، حتى تبدو محاولاتنا لفهمها عبثية غير مجدية.

لا تحسنوا الظن كثيراً وتوقعوا الخذلان الكبير، إنه قادم لا محالة..

ما دام هناك أطفال في غزة تبتر أطرافهم بلا تخدير وما دام هناك مرضى يموتون ألماً وجوعاً في عالم ملىء بالبذخ والمسرات،فإن الخذلان ينتظرنا حتماً على أي مفرق طريق أو في أي مرحلة من حياتنا،،

وما دام كان ولا يزال هناك الملايين من البشر الذين اختفوا في إبادات جماعية دون أن يشعر بهم أحد وفي أحسن الأحوال يظهرون كأرقام إحصائية على شاشات التلفاز فلا يجب أن ننتظر العدالة أو نتوقعها في هذا العالم.

ما دام الآلاف ما زالوا في مناطق الحروب والنزاعات يموتون ميتة بشعة دون أن يشعر أو يسمع بهم أحد كأضرار جانبية لخطط وتسويات سياسية فلا خير في هذه الدنيا.

مقولة أن (الحياة ليست عادلة فلتعود نفسك على ذلك)، إنما هي طريقة مثلى لتخدير الوعي، لحمايتنا من حرقة الشعور بالظلم والعبثية ليس إلا.

وإذا كان أينشتاين على حق في مقولته الشهيرة (أن الله لا يلعب النرد)، فهل علينا أن نتقبل غموض الحياة وتناقضاتها بروح رياضية ونبقى فقط على الحياد نهز رؤسنا ونتمتم “هكذا هي الحياة”.

ترى كيف نجد الهدوء والسكينة إذا كان الصراخ مصدره أعماقنا المثقلة بالأسئلة؟

التعليقات مغلقة.