ماذا نعرف عن “صحراء مصر” في إيران!

326

مدارات عربية –  السبت 9/3/2024 م …

إن الصمت الغامض للصحراء، و الليالي المرصّعة بالنجوم و الملهمة، و الصباح المثير و الحالم، و غروب الشمس المذهل ، و أخيراً ربيع الصحراء الملون ، كلّها مظاهر أخرى لسحر البيد.

و بهذه الطريقة تلعب الصحراء دوراً جديداً في كل مرة.. فتترك المدى للخيال الذي يدور في ذهن الرياح و الماء و الشمس فيتلاقى مع  وجد وحماسة المعجبين و المشجعين، و ينال الشرف و الكرامة التي يستحقها.

الرمال الناعمة لما يسمى “صحراء مصر المحلية”  مع مزيج جميل من الرمال العاصفة هي واحدة من جمالها ، الرمل هو عامل الجذب الرئيسي لصحراء مصر، في منطقة “أصفهان” في إيران.

كثبان رملية متدفقة خلف جدران منازل القرية، ستكون تجربة مشاهدة الامتداد الأصفر للرمال في “صحراء مصر” من أكثر الأشياء التي لا تنسى و التي يمكن أن تراها أي عين بشرية عند السفر إلى “صحراء مصر” في إيران.

وتعتبر صحاري إيران من أكثر الأماكن السياحية جاذبية  هدوء ليالي الصحراء ، والنجوم التي تتألق في الليل ، والمشي على الرمال الناعمة والناعمة ، وركوب الجمل في الصحراء الرمادية والبنية ، والإثارة بركوب دراجة نارية وركوب على الطرق الوعرة على التلال المتموجة والاختلاط الشعور بالخوف والسرور وسط الصحراء ركن الإثارة .. وسحر تسلق الصحراء.

طبيعة مذهلة!

تعد “صحراء مصر” في أصفهان من أشهر الصحاري في إيران ولها طبيعة مذهلة. تُعرف هذه الصحراء أيضاً باسم “خور” و”بيابنك” ، وهي مشتقة من أسماء مدينتي خور وبيابانك.

تقع “صحراء مصر” في مدينة أصفهان بالقرب من قرية مصر الواقعة غرب محافظة أصفهان إلى جانب قريتي أمير أباد وفرحزاد في قلب صحراء ايران المركزية.

 لوْلوْة الصحراء، بعد أن تعبر 240 كيلومتراً “نايين ” المدينة الصحراوية  في قلب إيران و علي بعد 45 كيلومتراً شرق مدينة جندق الصحراوية و أيضا 30 كيلومترا شمال مدينة خور تقع هذه القرية الجميلة التي يقطنها حوالى 120 شخصاً .

وطبعاً… تجذب الصحراء  انتباه عشاق الصحراء بطبيعتها المدهشة ورمالها الناعمة  و.يمكنك تجربة متعة المشي على الرمال الناعمة في الصحراء المصرية.

أكبر البحيرات المالحة

تعتبر بحيرة ناماك خور المالحة من أبرز المعالم السياحية في الصحراء المصرية، ولكن هذه البحيرة ليست دائمة وتعتبر أكبر بحيرة ملح موسمية في إيران.

ملح هذه البحيرة هو أقدم ملح مستخرج في إيران.  وعندما تصل إلى هذه البحيرة ، سترى أن لها مظهراً خاصاً وأن قاعها يتكوّن من أشكال خماسية مغطاة بالملح.

وفي الشتاء تتحول هذه الأشكال إلى اللون الأسود بسبب الاختلاط بالطين وتتحول إلى اللون الأبيض في الصيف.

من بين عوامل الجذب الأخرى في “الصحراء المصرية” هو “نزار مصر” ، الذي يحيط به قصب جميل ويقع في وسط الرمال المتدفقة. تقع هذه القصبة على بعد 6 كيلومترات شمال شرق قرية مصر ويصل ارتفاع هذه القصب إلى 4 أمتار. وقد أصبح ارتفاع القصب مكانًا آمناً لحيوانات هذه المنطقة.

ويحكى وفق ما تورده الوكالات الإيرانية، أن  مؤسس هذه القرية كان راعياً ثرياً يدعى يوسف ، وكانت القرية تدعى باسم مزرعة يوسف، وحين جفّت قنوات المياه في القرية اضطر يوسف لحفر بئر عميق ، ولهذا أطلق أهالي القرى المجاورة على هذه القرية اسم “البئر الطويل”.

 

ودعا الشاب يوسف السكان إلى تسمية القرية بـ “مصر” ، لأن اسمه كان يوسف وقصة “النبي يوسف” حدثت أيضاً في أرض مصر. لذلك أطلق القرويون على هذه القرية اسم “مصر” لأنهم كانوا يحترمون يوسف كثيراً، والآن يزورها الكثير من السواح هذه القرية وهي من أهم مقاصد السياحة الطبيعية في إيران.

من المعالم السياحية لقرية مصر وجود بئر مياه عميقة وخضرة المنطقة الصحراوية وزراعة شجرة الأَثْل. من أجل منع حركة الرمال السائبة، تم إنشاء شارع بعرض حوالى 50 متراً داخل القرية ، وأيضاً  منازل قديمة وإعادة بنائها للاستخدام السياحي اوركوب الدراجات النارية  والجمال في الصحراء، والأهم وجودها من القصب الشاسعة والخضراء على بعد 5 كيلومترات من القرية ووجود الكثبان الرملية حولها من العوامل التي جذبت السياح في قلب الصحراء.

إذا كنت من محبي التصوير الفوتوغرافي في الصحراء ، فيمكنك التقاط صور لا تنسى بين قصب مصر. من عوامل الجذب للبقاء في الصحراء المصرية هو أنه يمكنك استخدام منازل القرية المرممة وأماكن الإقامة التقليدية في القرية المصرية. بالتأكيد ، سيذكرك البقاء في هذه المنازل الريفية والمساكن التقليدية بحياة كبار السن ويثير لك شعوراً غريباً.

وتحظى منطقة خور وبياناك في محافظة اصفهان وسط إيران بمناخ جاف وسماء حافلة بالنجوم في الامسيات والليالي، كما أن الصحراء شرقي خور هي منطقة جاذبة للسائحين الراغبين بممارسة رياضة التزحلق على الرمال.

الأشكال المتغيّرة للرمال!

وتحتوي هذه الصحراء على مرتفعات يتغير شكلها على الدوام بسبب الرمال التي تحركها الرياح، وكل من هذه المرتفعات له اسمه الخاص، مثل (ريك جن) و(تخت عباسي).

وهناك أماكن اخرى ذات جاذبية سياحية مثل بحيرة الملح والبحيرات الصغيرة التي تمتلىء بالمياه في فصل الأمطار.

وتوجد فيها بناية أو قلعة باسم (نارنج قلعة) التي يعود بنائها الى قبل (1000) سنة وكانت في القرن الخامس هــ.ق. واحدة من مراكز الاسماعيلية.

كما يوجد مسجد بياضة الجامع بجانب القلعة والذي جرى ترميمه في القرن السابع هـ.ق. بواسطة الاستاذ دهنوي.

وهناك أيضاً مسجد جندق الجامع الذي بنيّ قبل العام 960هـ.ق. ذو القبة المصنوعة من الآجر، ومسجد فرخي الجامع الذي بناه في العام 1256هـ.ق. الحاج سيد ميرزا جندقي، المجتهد والقاضي.

تاريخ في صحراء!

وتحتوي المنطقة على قلعة جندق، وعمرها بضعة آلاف من السنين، ولا يزال يقطنها أحفاد أحفاد ابنائها، ويقول سكان المنطقة انها كانت سجناً يعود لـ(انوشيروان). لكنها استخدمت في الاساس كمحل للسكن.

كما تحتوي على قصر (ديوان خانه ارديب) الذي كان مقراً لحكومة امير اسماعيل خان عامري، الذي كان يطالب بالملكية، وهذا القصر تعود ملكيته لعائلة ثابتي  (السيدان فرهنك وجلال).

في هذه المنطقة توجد طاحونة مائية فريدة بجماليتها، تقع على عمق 50 متراً على مسار قناة ماء قديمة في قرية مهرجان.

وتوجد أيضا قلعة كرمة – كرمة هي واحدة من الأماكن الجميلة بالمنطقة. وربما كانت هذه القلعة تعود للعهد الساساني وكانت تستخدم للسكن وكقلعة للدفاع.

أخيراً نجد في المنطقة قلعة إيراج، وهي احدى القرى المستعملة للاصطياف، والتي تقع على سفح جبل قليل الارتفاع، توجد أعلاه قلعة صغيرة ليست بالقديمة، والتي دمرت في العام 1327هـ.ق. في الحرب بين القوات الحكومية وبين رمضان خان باصري.

التعليقات مغلقة.