هل تنجح روسيا في ترميم البيت الفلسطيني في هذه المرحلة ؟؟ / كاظم نوري

309

كاظم نوري ( العراق ) – السبت 2/3/2024 م …

سابقة هي الاولى في تاريخ روسيا وقد تاخرت كثيرا فقد دعت موسكو الفصائل الفلسطينية بما في ذلك ” فتح ” وحماس “الى اجتماع مصالحة بحضور وزيرالخارجية الروسي سيرغي لافروف.

وكانت مجازر الكيان الصهيوني في غزة والخطط الرامية الى تهجير المزيد من الفلسطينيين لاسيما سكان غزة في مؤامرة لتصفية القضية الفلسطينية تقف وراءها الولايات المتحدة وبريطانيا وانظمة فاسدة في المنطقة مدخلا لروسيا على خط القضية الفلسطينية وبقوة رغم اعتراض ” تل ابيب” على زيارات سابقة قام بها وفد من حماس الى موسكو التقى خلالها مسؤولين في الخارجية الروسية.

واشنطن وطيلة عقود انفردت وحدها بالقضية الفلسطينية و السعي من اجل تمزيق وحدة فصائل المقاومة متجاهلة بقية الدول الاعضاء الرئيسيين في مجلس الامن الدولي خدمة للكيان الصهيوني .

ان تحرك موسكو الايجابي نحو احياء مبادئ القضية الفلسطينية التي حاولت الولايات المتحدة ان تنفرد بها وتتحكم بمصير الفلسطينيين والاستمرار في تهميش دور الدول الكبرى الاخرى مثل روسيا والصين قد انتهى.

وياتي التحرك االروسي في اطار الاسس التي وضعتها موسكو والتي تتعلق باقامة نظام عالمي جديد خال من الاستهتار والاستغلال الامريكي الغربي وفي اطار مبادئ الامم المتحدة التي ارست اسسها الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية وفي مقدمتها الاتحاد السوفيتي الذي بقيت روسيا ملتزمة بها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 وبروز روسيا الاتحادية.

الا ان الدول الاخرى عملت على استغلال المنظمة الدولية من اجل تنفيذ اجنداتها الاستعمارية ومحاولة الانفراد بالقرارات الدولية على حساب حرية الشعوب والدول الاخرى التي تاسست الامم المتحدة من اجل اسعادها و ارساءنظام عالمي خال من الحروب لكن واشنطن استثمرت صمت روسيا على الكثير من القرارات التي استغلتها واشنطن وحليفاتها الغربيات لتنفيذ مشاريعها التدميرية في العالم.

وكان من المفترض بعد انهيار الاتحاد السوفيتي واختفاء حلف ” وارسو” ان يختفي في المقابل حلف ” ناتو” لكن الذي حصل ان الولايات المتحدة وسعت هذا الحلف العدواني واستمرت في توسيعه وضم دولا كانت ضمن حلف ” معاهدة وارسو” فضلا عن الزحف شرقا رغم تعهدها بعدم التحرك لمحاصرة روسيا الدولة الفتية التي برزت على انقاض الاتحاد السوفيتي المنهار.

ان اجتماع فصائل المقاومة الفلسطينية في موسكو خطوة ايجابية لكنها تاخرت كثيرا نامل ان تكون ماساة ” غزة” ومجازر الكيان الصهيوني المستمرة التي صمتت ازاءها واشنطن وعواصم الغرب وزعمائه الذين هرولوا نحو تل ابيب درسا للقيادات الفلسطينية وان تضع خلافاتها الشكلية جانبا خاصة فتح وحماس بعد ان اخذ بعضهم يكشف حتى عن توجهه ” الصهيوني بما في ذلك رئيس الدولة التي يحلوا للبعض ان يسميها سيدة العالم الحر لتتضح صورتها الحقيقية الوسخة خلال ماساة غزة الانسانية من انها ” سيئة العالم الحر”..