ليس بالرياضة وحدها تتالق وتتقدم الشعوب والامم؟؟ / كاظم نوري

381

كاظم نوري ( العراق ) – الأحد 21/1/2024 م …

يعكس فوز المنتخب الوطني العراقي لكرة القدم على منتخب اليابان او اي فوز يحققه الشباب العراقي يعكس صورة مفادها ان ابناء العراق مبدعون ما ان تتاح لهم الفرصة رغم الظروف التي يعيشونها في ظل وضع اقل ما يقال عنه انه ماساوي جراء النهج السياسي الهجين والمتخبط الذي افضى الى تهميش كفاءات عراقية تم عزلها وعدم اعطائها الفرصة للمشاركة في البناء في حقول مختلفة مما جعل العراق يتراجع مقارنة ببقية الشعوب الاخرى بعد ان كان يتقدم الصفوف.

صحيح ان للرياضة دورا مهما في تنمية قدرات الشباب الجسمانية والعقلية والذهنية والانفتاح على العالم لكن الصحيح ايضا ان التركيز على الرياضة وحدها دون سواها لايكفي في العراق الذي يعاني تخلفا وتراجعا على مختلف المستويات والاصعدة جعلته يعود القهقرى ” الى الوراء در” كما يستخدمون العسكر هذا المصطلح في التدريب.

ان العراق ومنذ عقدين من السنين يعاني من عدم توفير مستلزمات العيش الكريم للمواطن كبقية الشعوب الاخرى المحيطة حيث البطالة التي تضرب اطنابها في صفوف الخريجين رغم امكاناته المالية الهائلة التي جرى تبديدها سواء من قبل مسؤولين في السلطة من الذين تناوبوا على المسؤولية منذ عام 2003 حتى الان او من خلال نهب ثروات البلاد التي تفتقد ليس للسيادة الوطنية بل حتى السيطرة على المال الذي يرد من خلال عقود ثرواته النفطية الذي يذهب الى بتوك امريكية او غير امريكية حيث يجري التحكم بوضع البلاد اقتصاديا وسياسيا وحتى عسكريا بحكم وجود الاف العسكريين الاجانب وفي المقدمة ” الامريكيين ” في قواعد تحولت الى قرى امريكية لا احد يعرف ما يدور بداخلها .

لقد تراجع العراق في مجالات التعليم والثقافة وفنون الحياة الاخرى جراء انتشار الامية والبطالة واشاعة الجهل كما برزت وسط المجتمع ظواهر سلبية عديدة منها الفساد المالي والاداري في معظم مؤسسات الدولة ليطال حتى المؤسسات العسكرية والامنية وهذا النوع من الفساد يعد الاخطر على وضع العراق الامني وسيادته .

نعم للرياضة اهمية خاصة لكن هذا لايعني ان يتم اهمال مفاصل الحياة الاخرى الاساسية التي يرتكز عليها المجتمع والتي تهدف الى بناء وطن خال من الظواهر السلبية التي انتشرت في صفوف الشباب ومنها ” المخدرات” بكل صنوفها .

نحن مع الترحيب والاشادة بالانتصارات التي تحققها الفرق الرياضية العراقية والتي كان اخرها فوز المنتخب العراقي بكرة القدم على منتخب اليابان والذي اعتبره البعض تالقا عراقيا نتمنى ان نلمس تالقا عراقيا على الاصعدة الاخرى وفي مقدمتها التخلص من الظواهر السلبية التي تعشعش في صفوف المجتمع العراقي منها البطالة وبقاء جيوش الخريجين بلا فرصة عمل رغم الوعود الحكومية ووضع حد للفساد المالي والاداري والتلكؤ في انجاز المشاريع ومحاربة الامية وانتشار المخدرات في صفوف المجتمع وتوفير الخدمات اللائقة بالعراقيين واستعادة السيادة المفقودة التي تتعرض للانتهاكات دوما والبحث عن السبل الكفيلة لاستعادة دور العراق الريادي عالميا واقليميا بعد الصورة القاتمة التي اعقبت الغزو والاحتلال والتخلص من الوجود الاجنبي بكافة اشكاله ووقف التدخل في الشان العراقي .

ومرحى لفوز منتخب العراق بكرة القدم ضد المنتخب الياباني؟؟

 

التعليقات مغلقة.