الساعة قد حانت / المحامي عبدالكريم الكيلاني

762

المحامي عبدالكريم الكيلاني ( الأردن ) – الثلاثاء 17/10/2023 م …
( يجب ان نكون مستعدين لحدث هائل في النظام الالهي ، نسير نحوه بسرعة ينبغي ان تثير كل المراقبين ، وقد اعلنت النبوءات المروعة ان الساعة قد حانت )
 كذلك قال رينيه غينو  الفيلسوف الفرنسي ، في خاتمة كتابه (ملك العالم ) .
يعد غينو و احدا من اهم الشخصيات و اكثرها تاثيرا ونفوذا  في علوم ( ما وراء الطبيعة ) metaphysical analysis .
وقد لقب  ب ( عقل فرنسا السجين ) فمؤلفاته لم تلاق انتشاراً واسعا بين العامة و بقيت محصورة  بالاهتمام من مراكز الحكمة في مطلع القرن العشرين .
وما لاشك فيه  ان تاثير هذا الفيلسوف اتخذ مظاهر عدة ، احداها ، النبوءات  المرتكزة على فهمه للعدل ، الانتصار للمظلوم.
 فقلب المفاهيم التي تتحدث عن قيام الساعة ، ونهاية العالم  واعاد تعريفها ليضعها في مكانها الصحيح من السنن الكونية .
فقيام الساعة و نهاية  العالم كما تصورها في كتابه (ازمة العالم الحديث )، تعني نهاية (عالم ما ) توافرت عناصر نهايته ، كالظلم و الطغيان و الاستبداد ، و تعني ايضا خلق  (عالم ما  ) جديد ، لاحت بروقه و التمعت ، من وراء السحب المحملة بالبشائر .
 ،  و لم تكن نبوءات رينيه ، ضربا من التخييل لكنه صاغ  نظرياته بناءا على البراهين و الادلة العقلية .
وبينما كان العالم غارقا  في ويلات الحروب العالمية ،  كان رينيه عاكفا في صومعته ، مشمرا لخوض معركة اخرى ، نقد من خلالها العقل الغربي ونظرته للشرق ،  عبر ابحاثه الجادة وعناوينه الموحية بطاقة هذا المفكر :
من ( كراهية السر ، كتاب شرق وغرب ، اللب و القشرة ،الليلان)
ورينيه الذي يحركه ظمأ روحي يحركه ايضا ايمان صادق ، بان  الشرق يمتلك ثراءا  تاريخيا وروحية خالدة فيه ، و لوكان في آخر الركاب مدنيا و علميا .
ومن هنا ، ادهش رينيه ، العالم الغربي المتبجح  بامتلاك اسرار التفوق ، و الاختراعات التي  ابهرت البشرية صارخا في وجه الحضارة التي نشأ فيها ، ان هذا التفوق يجعل العالم الغربي  ، في امس الحاجة الى التعامل مع ثقافة الشرق وفق علاقة ندية  لا فوقية ، لان هذه الثقافة القائمة على المساواة هي الكفيلة ، بان يبحر الربان في السفينة الى شاطيء الامان ،  من خلال العثور على الحقيقة المفقودة ،التي تربط الانسان بالكون الواسع وادراك التوازن الحكيم .
تلك الحقيقة التي انقطعت بعض خيوطها  ، تحت ضغط ثقافة العصر  ،  فاعاد  الشيخ رينية ، احياء مفاهيم العطف و المساواة و الحب ، عوضا عن القسوة و الاستعلاء و الكراهية
فنبذ الاحتلال و الاستعمار  واحل مفاهيم  التنمية و الحوار ، توقف طويلا في سرديته على الرموز و الاشارات في الكتب و الاسفار المقدسة  كالماء و النور ،  و الخاتم ، و الارض المقدسة ، قدس الاقداس التي رآها تحت ظل الحراب .
فسعى لترشيد الوعي الانساني، بالأمن و السلام العادل ، مهمته الكبرى التي عاش من اجلها في حياة تشبه حياة الرهبان ، وفي ( دار فاطمة ) بحي من احياء القاهرة استقر به الترحال الطويل،  لم  تكن تلك دار القرار فحسب ، بل دار المقام ايضا وأي مقام ؟؟ قضى عبدالواحد الشيخ رينيه نحبه شاهدا وشهيدا ، على موعد هناك،   وقد بلَّغ و بلغ منتهى الغايات  في سيره الى الله ، مرددا اسماء الله الحسنى اسما اسما باعتبارها مراتب السير، و يختبر استعداداه الباطني في الترقى (لمقام القربة)   ولفظ   مع انفاسه الاخيرة اعظم الاسماء ( الله الله) معلنا نهاية ساعته ، ليحتفي العالم بذكراه ، في شهر نوفمبر من كل عام .

فهل آن الوقت لساعة نبوئته ؟ اجل قد آن.

التعليقات مغلقة.