أوكازيون الإستسلام العربي / أسعد العزّوني
أسعد العزّوني ( الأردن ) – الأحد 6/9/2020 م …
من يظن أن الأمور في مجال التطبيع مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية التلمودية الإرهابية،تسير هكذا على عواهنها يكون مخطئا وعليه مراجعة حساباته والتركيز على مجريات الأمور، وقراءة ما بين الأحداث كي يصل إلى المفصل المطلوب وهو أن السعودية هي أساس البلاء في العالمين العربي والإسلامي،ومثلما تنازل الملك عبد العزيز عن فلسطين للصهاينة مقابل تمكينه من حكم جزيرة العرب ،فإن حفيده محمد بن سلمان كرّس هذا التنازل مقابل ضمان وصوله إلى العرش بعد رحيل أبيه بطريقة أو بأخرى.
السعودية هي نافخ “الكير”وهي من تحمله أصلا،وقامت في البداية بدفع الرئيس السادات المقبور للوقوع في هاوية الإستسلام ،بهدف شطب مصر وتغييبها عن الساحة ،ومن ثم النسج على الوتر،وبعد ذلك خدعت القيادة الفلسطينية بأنهم في حال أوقفوا الحرب مع شارون في لبنان وغادروا إلى الخارج ،فإنهم سيحصلون على دولة فلسطينية وأنها تضمن ذلك،وإنتقلت إلى التخريب العملي على الأرض ،وورطت العراق في حرب مع إيران ،ثم ورطت الكويت مع العراق وجرى ما جرى،وشاركت الجيش الجزائري في عشرية سوداء لحرق الجزائر،وأشعلت النيران في سوريا لأن الرئيس بشار الأسد رفض عرضا مغريا قدمته له السعودية،بقطع العلاقات مع إيران وحركة حماس وحزب الله ،مقابل شيك مفتوح .
وبسبب الخدعة السعودية وقعت القيادة الفلسطينية أوسلو ،على طريق دفن القضية الفلسطينية في قبر التنازلات والإستسلام،وظهرت السعودية عام 1982 داعية سلام وصاحبة مبادرات إستسلامية مثل مشروع فهد للسلام والمبادرة العربية للسلام ،وبسبب سطوة السعودية المالية والدينة ،مرّرت هذه المشاريع من خلال القمم العربية المهزلة، وضمنت تبني جامعة الدول العربية لهذه المشاريع الإستسلامية التي تتطورت لتصل إلى صيغة صفقة القرن التي تشطب القضية الفلسطينية والحكم الهاشمي في الأردن ،إنتقاما لثارات قديمة.
لم تتوقف السعودية عن دفع الأنظمة العربية للسقوط في هاوية الإستسلام ،ومن يرفض السير في ركبها تزيحه عن الحكم ،كما فعلت مؤخرا مع الرئيس السوداني السابق البشير،وقد ظهرت الإمارات منافسة للسعودية في هذا المجال وغن كانت تساعدها في تحقيق أهدافها بطريقة او بأخرى ،وسنشهد قريبا إنفراطا للعقد العربي عندما توقع البحرين وسلطنة عمان والسودان ومن ثم السعودية على وثائق الإستسلام مع الكيان الصهيوني.
ما يهمنا هنا هو خروج السعودية السافر من السرية إلى العلنية في العلاقات مع الكيان الصهيوني ،فهي المرجعية الأخطر التي تمتلك تأثيرا مزدوجا ماليا ودينيا ،في حين ان المحروسة مصر كانت المرجعية القومية فقط ،وقد تحولت بسبب إنحدارها في خندق الإستسلام السعودي إلى دولة تابعة للسعودية ،بينما نجد الدول العربية الأخرى بعد السعودية ومصر جاهزة للإعلان الإستسلام ،والحجة هي مساعدة الشعب الفلسطيني ،علما أنهم بإستسلامهم المهين حفروا قبرا للقضية الفلسطينية،وقيّدوا آمال وطموحات الشعب الفلسطيني إلى حين.
التعليقات مغلقة.