مصر والوضع في ليبيا .. “اخاك مكره لابطل” / كاظم نوري

451

مركز الدراسات الإستراتيجيّة و الدبلوماسيّة - الحرب على طرابلس ...

كاظم نوري ( العراق ) – الثلاثاء 7/7/2020 م …

لاشك ان من حق القيادة في مصر ان تتخذ الاجراءات التي تراها مناسبة لحماية البلاد من خطر  الحدود مع ليبيا هذا الخطر الذي سوف يضاف الى خطر شمال سيناء ممثلا بالارهاب بجميع مسمياته واشكاله  لاسيما وان مصر وشعبها تخلصا من نظام  الاخوان الذي كاد ان يجعل من مصر التي يتسم نهجها الديني ب” الوسطية والاعتدال ”  مركزا لتصدير الارهاب لكل دول الجوار فكانت المفاجاة ان تستحوذ على الحكم في طرابلس الليبية خاصرة مصر ذات المجموعة التي تخلصت منها مصر وشعبها  بعد تضحيات جسيمة   عندما وقف الجيش الى جانب الشعب  في ثورته  لوضع حد لترهاتهم الدينية المنافية للاسلام  ” .

ومنذ ذلك الوقت والتامر يتواصل على مصر جراء الاعمال الارهابية التي طالت العديد من المدن المصرية  ومراكز العبادة التي تخص المسيحيين والمسلمين ومؤسسات الجيش والامن وحتى المواطنين الابرياء في المدن والقرى والقصبات المصرية  .

   ولن يخامرنا  ادنى شك بان  اثارة  موضوع  سد النهضة مع اثيوبيا  الذي اقامته اديس ابابا  على نهر النيل ومحاولة وضع  العراقيل  لايجاد حل يرضي الاطراف” الثلاثة مصر والسودان واثيوبيا ”  في تقاسم مياه النهر  تقف  ورائها  جهات تستهدف مصر وشعبها وان هناك ايادي تحرك اللعبة لتتقدم المشهد الخطير فضلا عن الاوضاع التي استجدت في ليبيا بعد التدخل العسكري التركي المباشر الى جانب طرف بعينه .

المشهد الحالي في ليبيا يعيدنا بالذاكرة الى ذات  الحدث الذي سبق الحرب بين العراق وايران في الثمانينات وكيف جرى دفع النظام الحاكم في العراق في حينها من قبل اطراف معروفة بينها من يحث مصر على  الدخول في مواجهة  عسكرية مع تركيا على الاراضي الليبية خاصة وان هناك  اسبابا كانت ولاتزال مصر محقة فيها ربما  قد تدفع مصر لذلك  في مقدمتها الارهاب المدعوم من انقرة  و الاطماع التركية بمصادر الطاقة سواء في ليبيا او منطقة شرق البحر المتوسط الى جانب  ” الحماقة التركية” والصلف والعناد المشوب بالغباء لدى القيادة التركية التي تمارس ذات الصلف و  الاطماع التي اوصلت الاوضاع في سورية وفي المنطقة الى ما نراها اليوم جراء  التدخل التركي المباشر في الشان العراقي و السوري والتامر على الدولة السورية بعد ان فتحت سلطات انقرة الحدود  للارهاب وقدمت  للارهابيين الدعم العسكري واللوجستي .

بينما تكفلت انظمة خليجية  فاسدة في المنطقة بضخ مليارات الدولارات لتزويدهم بالاسلحة وتكفلت اجهزة استخبارات غربية وامريكية  وتركية بتدريب هذه الجماعات الارهابية التي لازالت تراهن انقرة على ما تبقى منها في محافظة ادلب السورية وتوفرالحماية لها ولم تكتف بذلك بل ارسلت الالاف منهم بعد الهزائم التي لحقت بهم في سورية  الى ليبيا لتنفيذ مشاريعها  .

لازلنا نتذكر ولن تغيب عن ذاكرتنا كلمات الاطراء التي وردت على لسان الملك فهد ملك السعودية عندما التقى  الرئيس  العراقي السابق صدام حسين  في بغداد خلال حرب الثمانينات مع ايران  وقلده ” قلادة ذهبية” حين قال ” منا المال ومنكم الرجال” وسوف نتقاسم رغيف الخبز معكم بدلا من ان يحثه على وقف سفك الدماء وحل المشاكل عبر الحوار بين  بلدين مسلمين جارين  وفي النهاية   تامرت ذات الانظمة والحكومات التي دفعته لمواصلة الحرب تامرت على العراق  واوصلته الى ما نحن  عليه الان.

 القلادة الذهبية قدمتها السلطات السعودية ايضا الى الرئيس الامريكي  دونالد ترامب الذي ما انفك يكيل الاهانات لال سعود  عندما زار الرياض مثلما قدموا القلادة ايضا ولاندري باية مناسبة الى مسعود بارزاني خلال زيارته للسعودية .

الموقف نفسه  ازاء العراق خلال الحرب مع ايران عبرت عنه  السعودية بالوقوف الى جانب مصر جنب الله مصر وشعبها شرور الاشرارالذين قد   يدفعوا الاوضاع في ليبيا الى نقطة اللاعودة بعيدا عن ” الحلول السياسية” لتضطر مصر التي طرحت حلولا سياسية لحلحلة الاوضاع في الدولة المجاورة  الى مواجهة اردوغان  المغامر  والحالم بالسلطنة عسكريا .

يتضح من خلال سلوك اردوغان والمحيطين به انهم سوف يجلبون الكارثة لبلادهم مثلما جلب صدام حسين المصائب للعراق جراء حروبه العبثية  وشعارات ” القادسية” وغيرها وهاهو اردوغان لم يخف هو الاخر” سلوكه ” واحلامه بالسلطنة  وبات حتى البعض من حلفائه الاوربيين في ” ناتو” لايطيقون  ممارساته  وتصريحاته التي  يهدف من  ورائها الى احياء امجاد اتى عليها الزمن.

  ولاندري ربما استبدل اردوغان  مكان  الصلاة من الجامع الاموي بدمشق في  سورية عندما كان يحلم  بذلك قبل 11 عاما  ولم يحققه ويسعى للانتقال   الى احد جوامع بنغازي في ليبيا لانه كما يبدوا يعشق ” الصلاة” المغمسة بالدماء ليذكرنا  بتاريخ  اجداده العثمانيين الذي يغرق بالمجازر والمذابح ولعل ” مذبحة الارمن التي تعتبر وصمة عار في تاريخ اسلافه واحدة من تلك الماسي.

وسوف يفشل اردوغان في ليبيا  لامحالة   في حال اتفاق   الليبيين بتوجيه سلاحهم الى الاجنبي  والحفاظ على وطنهم وشعبهم واقامة علاقات جيدة مع  دول الجوار لاسيما مصر مثلما  باتت هزيمة   ”  اردوغان ”   الكاملة  على الابواب ولابد ان تعود  ادلب وغيرها  الى احضان سورية  الام ؟؟

 انها مسالة وقت فقط؟؟