المناضل الزاهد ضافي الجمعاني في ذمة الله / أسعد العزوني
أسعد العزوني ( الأردن ) – السبت 4/4/2020 م …
….ومن أطهر من الله وأرحب من الله وأضمن من الله ذمة،ومن أكرم من الله الذي إختار الأخ المناضل الزاهد الشريف التقي النقي ، الذي عمل من أجل فلسطين لوجه الله تعالى وتنفيذا لقناعاته الصادقة، ورفض فقيدنا تقاضي رواتبه لخمسة وعشرين عاما قضاها في المعتقل ،في حين أن البعض أنهك ميزانيات الثورة الفلسطينية بأعطياته ورواتبه الخيالية بحجة انه مناضل أردني.
قضيتان مهمتان سيطرتا على تفكيري بإنتقال فقيدنا النقي التقي إلى الرفيق الأعلى ،وهما انه حرمنا من وداعه وتشييع جثمانه الطاهر إلى مثواه الأخير ليرقد معززا مكرما برعاية رب عظيم عادل كريم ومقتدر.
لقد حرمنا الفيروس الأمريكي كورونا من هذا الفضل ،ولم أتمكن انا شخصيا من تقبيل تراب لحده الطاهر الذي سيؤويه جسدا، لأنه آوى عفيفا طاهرا نقيا زاهدا عروبيا حرا،ضرب أشرف أمثلة النضال وجسد صفات المناضلين الحقيقيين،ولا انكر ان ورق هذا المقال قد “ترنخ”بدموعي وانا أرثيه لحجم محبتي وتقديري له ولحجم نضاله ولإخلاصه لعروبته والأردن وفلسطين،وقد كان الرجال عزيزا على قلبي وله مكانة خاصة كونه كان يمثل وجها قبليا عشائريا طاهرا.
أما القضية الثانية فهي أن الله ربما إختار الأفضل بإستضافة فقيدنا التقي النقي في مثل هذا اليوم بالذات ،حتى يقطع الطريق على المنافقين الذين سيرمون بجثثهم في تشييع جنازته ويظهرون أنهم يحبونه وربما كانوا قريبين منه ،وهم كانوا له حسادا لمواقفه وتضحياته وطيبة نفسه وطهارة خلقه،فالله والجمعاني يعرفان حقيقة الأمر،ولذلك إختار الله الأفضل حتى لا يتعطل دور الملائكة وهي تنظر بإستغراب لهؤلاء المنافقين وتقلبات وجوههم وتسمع ما تسر به أنفسهم.
لا شك ان فقيدنا الغالي الشيخ ضافي الجمعاني محظوظ جدا لأن الأردنيين والفلسطينيين وأحرار العرب، يرفعون أيديهم إل الله وتتعلق قلوبهم بالله وهم يلهجون بالدعاء له بالرحمة وبحسن المقام ،واأن يلهم الله ذويه الصابرين المحتسبين غيابه السابق واللاحق عند الله العلي القدير، الصبر والسلوان.
صحيح أن أجسادنا الفانية لم تكن بوداعه ،ولم لا فهو الشريك الإستراتيجي لنا بلغة اليوم ،في الإنتماء والولاء لقضايانا المهمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية ،ولكن أرواحنا لن تفارق اللحد الذي يؤويه،فنم قرير العين يا صاحب السيرة العطرة ويا أطيب قلب وأنقى سريرة عرفناها،ويا من عملت من أجل فلسطين والأردن والعروبة ،وليس من أجل الشيكات والمناصب التي تمتع بها المنافقون.
في ذمة الله يا ضافي فأنت مدرسة للنضال والوفاء ولن ننساك ما حيينا…في جنات الخلد أنت وبرعاية الله تبقى …وها أنت تحصد ما زرعت،ولا عزاء للمطبعين المتخاذلين.
التعليقات مغلقة.