أيُّها الشُّرَفاء في لبنان …حَذارِ من القفز في المجهول / د .بهجت سليمان

633

دام برس : دام برس | أيُّها الشُّرَفاء في لبنان ...حَذارِ من القفز في المجهول .. بقلم : د .بهجت سليمان

د. بهجت سليمان ( سورية ) الأحد 10/11/2019 م …

كم هم واهمون ، من يظنون أن صرخة الحراك الشعبي في لبنان.. سوف تجعل من حيتان المال والسياسة ، بشراً طاهرين في خدمة الشعب!!
إنّ حِيتانَ المال والسياسة ، سيمتطون هذا الحراك ، مُجَدَّداً ، لكي يُسَلِّموا لبنان بشكلٍ كامل ، و ب( الضُّبّةوالمفتاح ) إلى حُماة ” إسرائيل ” .
ومَنْ يَشُكّ في ذلك ، فلينظرإلى( سعدو الحريري )الذي يتدلَّل لاستلام الحكومة ، ويريد أن يفرض شروطاً !!! .
وكأنّ الحريرية ، الاقتصادية والمالية ، ليست هي المسؤولة عن الواقع الاقتصادي والمالي في لبنان ، منذ عام 1992 حتى اليوم !!
و مَنْ كانوا يُحَمِّلون ( السوري ) المسؤولية .. فالسوري خرجَ من لبنان منذ أيار عام 2005 .. إلى أنْ أعادَتُهُ الحريرية ، ولكن بشكلٍ مقلوب ، بقرارٍ سعودي ، من خلال مشاركة الجهات اللبنانية المعادية لنهج الصمود والمقاومة والممانعة ، ومن خلال جَلْب مئات آلاف السوريين إلى لبنان ، وتحويل مَنْ و ما يمكن تحويله منهم إلى إرهابيين ، واستخدام الباقين ، عناصر ابتزاز وضغط على الدولة السورية .
ومَنْ هم أكثر وَهْماً ، هم بعض الشرفاء الذين يظنّون انّ المُناخَ مُلائِمٌ للدَّفْعِ ب لبنان ، خطواتٍ حثيثةً إلى الأمام وصولاًإلى ( تغيير ثوري ) جذري ، من خلال المراهنة على بعض الأصوات الشريفة داخل الحراك ، بِغَرَضِ الخلاص من الطغمة المالية التابعة للاستعمار الجديد في لبنان !!
إنّ التركيبة الاجتماعية – الاقتصادية – المالية – الثقافية ، المزمنة في لبنان ، و المرتبطة بأوردتها وشرايينها مع الخارج ، تُنِيخ بكلكلها ، على القرار السياسي في لبنان ..
وأيّ مُرَاهَنَة حالية ، على إمكانية الاعتماد على ما يجري في لبنان ، والبناء عليه ، بغرض الخلاص من هذه الطغمة الفاسدة ، هو مراهنة على السّراب ..
لا بل هو خطوة في المجهول ، قد تُؤَدّي ب لبنان ، إلى هاوية جديدة لا مخرج منها .
ف يا أحِبَّتَنا ، من شُرَفاء لبنان والعرب .. لا تُكَرِّروا وتُراهِنوا ، على ما راهنت عليه ” القوى الوطنية ” في لبنان عام 1975 ، والتي استهانت حينئذٍ بالقوى اليمينية وتوهّمت أنها قادرة على القضاء عليها ووضع اليد على لبنان ، والتي أدْخَلَت لبنان في حربٍ أهلية دامت خمسة عشر عاماً .
إنّ الحفاظ على الواقع السياسي القائم في لبنان ، ومنع تفجير لبنان ، ومنع إلحاقه نهائياً ب ” إسرائيل ” ..
هو هَدَفٌ يجب أن تعمل له كل القوى الشريفة ، التي تفهم تركيبة لبنان ، وتعرف ماذا يعني محاولة تحويل لبنان بكامله ، سياسياً واقتصادياً ومالياً ، إلى قلعة معادية بشكلٍ كامل للمحور الصهيو – أميركي .
إنّ ( التغيير الثوري ) !! الجذري المنشود ، الذي لا تتوافر عوامِلُهُ الموضوعية والذاتية ، لا يَقِلُّ خطورةً عن محاولات القوى اليمينية التابعة للمحور الإستعماري الجديد ، والمتخادمة معه ، والخادِمة له ولسياسته في نهاية الأمر ..
لماذا ؟ لِأنّ الفشل الذريع الذي سَيُمْنَى به اليسار الطفولي والمُغامِرون والفوضويون والواهِمون – في حال المراهنة على تغيير ثوري جذري – .. سوف يَصُبُّ الماءَ ، بالنتيجة ، في طاحونة القوى الزحفطونية ، وسوف تتحوّل خسارَتُهُم ، حينئذًٍ ، إلى رِبْحٍ صافٍ لأعداء الوطن والشعب .

التعليقات مغلقة.