تجربة مواطن عربي فلسطيني في مصر المحروسة … الحرص الرسمي المصري عل الكيان الصهيوني / عمر أبو ريّا
عمر ابو ريّا ( فلسطين المحتلّة ) السبت 20/7/2019 م …
قبل عشرين سنه المت بي ازمه قلبيه وعند خروجي من المشفى نصحني الاطباء بقضاء اسبوعين نقاهه .
نصحني ( ابو ابراهيم مصطفى ) ان ارتاح في مصر .
سافرت الى مصر وكانت زيلرتي الاولى لهذا البلد .
اردت ان اطمئن ابنائي على وصولنا بالسلامه .
ذهبت الى مكتب بريد وطلبت كرت للاتصال.
يوجد كرت يا عزيزي لكن التلفون معطل .
ذهبت الى مكتب بريد اخر، قال الموظف لايوجد كروت عندنا .
سألته : هل التلفون يعمل ؟
اجاب: نعم يعمل .
اقترحت على زوجتي التي كانت برفقتي ان نذهب نشتري كرت من البريد الاول ونعود ونتصل من هنا .
فكره ..تاكسي تاكسي .
احضرت البطاقة ( الكرت ) وما ان هممت بالنزول من من التاكسي واذا برجلي امن يزجراني ويضعان القيد في معصميّ .
اصطحباني الى تخشيبه على قارعة الطريق لا تبعد اكثر من عشرين مترا .
اجلساني على الكرسي مقيدا وبدا الاستجواب .
لم تتحمل زوجتي الجريئه ما حصل فاخذت تصيح بهم: ماذا فعلنا لكم؟ … نحن سواح جئنا لنساهم في رفع مستوى اقتصادكم … ماذا فعل زوجي حتى تعاملوه بهذه الطريقه؟
.طلبت من زوجتي التروي لنعرف ماذا حصل وماذا اقترفت من ذنب .
سالتهم ماذا فعلت قالوا ( بعدين بتعرف )، نحن بانتظار الضابط الكبير لنعرف ماذا سيفعل بشانك.
وعندما اصريت ان اعرف سبب الاعتقال ، اقترب مني شرطي يبدو انه اقل درجه وقال: انت يا سيدي كنت تنظر الى سفارة اسرائيل بطريقه مريبه .
أجبته: يا سيدي لا اعرف سفارة اسرائيل، واذا ( تخّنتوها ) ساطلب حالا سفير اسرائيل ليفك وثاقي .
زغردي يا اسرائيل وافرحي وارقصي، انهم في مصر يحبسون الذي ينظر اليك .
( بلا لماظه ) ، صرخ الشرطي .
لم احتقر في حياتي رجال امن او شرطه كما احتقرت هؤلاء الثلاثه
.ضحكت من شدة الغضب وقلت في نفسي: ليكن ما يكون، انا الان بحضرة بني ادمين يشبهون البني ادمين .
كانوا يلبسون الزي الابيض، نظرت الى كبيرهم وبابتسامة ملؤ ها القرف، قلت له: يا سيدي ما لون هذا الزيّ الذي ترتديه ؟ أليس من الأفضل ان تلبسوا زيا احمرا على لون الوحل الذي يغطى ملابسك من ان تلبس الزي الأبيض ؟
ساكلم رئيسكم ان يغير ملابسكم باللون الأحمر؟
أجابني: هل تريد ان تصلى على النبي او ان تنام بضعة ايام في ضيافتنا ؟
تمتمت الله يلعن نصيحتك يا مصطفى ابن عمي، هل نسيت انك ارسلتني الى دوله عربيه قيمة الانسان فيها كقيمة البعوضه؟
الله يسامحك يا ابن عمي، لماذا لم تقترح علي ايطاليا او فرنسا او حتى الكونغو ؟ وبينما نحن في هذا الجدل واذا بالضابط الكبير بلباسه الابيض المطعم بالأحمر يقترب مني ويامرهم بفك وثاقي ثم يعتذر مني.
خرجت من التخشيبه على غير هدى من شدة القرف واذا بمتسوّل وما اكثرهم في مصر ينادي يا بيه يا بيه!!
سألته: هل تخاطبني يا هذا؟
قال: نعم ارجوك سيدي انا لسا ماتغدتش، يعني لم اتناول طعام الغداء بعد …
دفعته بغضب حتى كدت ان القيه على الارض وقلت هل ترى هذه التخشيبه؟ … ادخل اليها هناك تجد من يغديك ويعشيك.
لم اتعشّ تلك الليله، واقسمت ان لا ابقى دقيقه واحده في هذا البلد ، وذهبت الى منظم الرحله وكان زوج اختي بالمناسبه .
حاول اقناعي بالبقاء ولكني اصرّيت على الرجوع إلى بلادي ، فحجزت على اول طائره بعد يومين واكملت نقاهتي في فلسطين .وكانت هذه اول واخر زياره لي الى مصر المحروسة…
تجربة ، كانت مريرة ، أرجو ألاّ يجرّبها غيري!!!
التعليقات مغلقة.