المحامي محمد احمد الروسان يكتب: مشاة البحرية الامريكية إذ تجري مناورات مع المغاوير بالشرق السوري
المحامي محمد احمد الروسان* ( الأردن ) السبت 20/7/2019 م …
*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية …
السياسة الأمريكية تقوم على سياسة الأخطاء نفسها، بعبارة أخرى يقول السيد: كارل روف جنيّ البيت الأبيض: نحن امبراطورية الآن، وعندما نقوم بأي شيء فاننا نخلق واقعنا الخاص، وفيما يواصل الأعلام والمفكرون والباحثون دراسة ذلك، سنقوم بشيء آخر مجدداً لنخلق أشكالاً جديدة أخرى من الواقع، وسيكون بامكان الجميع دراستها أيضاً وبهذا الشكل سوف تترتب الأمور، فالتاريخ يصنعه صانعوا الحروب، أمّا كل ما يفعله الآخر من مراكز الدراسات والبحوث وحتّى في أجهزة المخابرات، هو دراسة ما نفعله نحن بعمق. الرئيس دونالد ترامب لا يصنع سياسة أو قرار وخاصةً في الشأن الخارجي لأمريكا وليس له أي تأثيرات تذكر، وحتّى أدواته وتأثيراته تحت السيطرة في صناعة السياسات الولاياتية في دواخل الولايات الأمريكية، وبالحدود الدنيا فيما يتعلق بالشأن الداخلي الأمريكي ورفاهية مواطنيه، وهو بمثابة ناطق رسمي باسم حكومة البلدربيرغ الأمريكي وذراعها المجمّع الحربي الصناعي الأمريكي، والتي من أفرع الأخير، الشركات المتعددة الجنسيات المتواجدة في كل أقاليم العالم الجغرافية، وما تعرف بمؤسسات المجتمعات المدنية المنتشرة كذلك في أنحاء المعمورة، والتي هي بمثابة نوافذ استخباراتية لمجتمعات المخابرات المعولمة، والتابعة لجنين الحكومة الأممية البلدربيرغ الأمريكي، تحت عناوين اجتماعية وثقافية وسياسية وحقوق انسان وتمكين المرأة وما الى ذلك، في ساحات تأسيسها وعملها وفعلها. والناطق الرسمي على شاكلة وزئبقية الرئيس دونالد ترامب، والذي يعبر في تموضع آخر، عن مصالح الأثرياء الجدد والماسون الجدد في بلاده، وكارتلات المال والشركات والسلاح، وهو القادم من قطاع المقاولات وقطاعات الملاهي والبارات وتنظيم مسابقات ملكات الجمال، والفاعل الجنسي الشبق ممارسةً مع الأباحيات من شواكل الأباحية ستورمي دانيالز – وقصتها معروفة وعلى كل لسان في العالم، وبالفعل هي بحد ذاتها عاصفة بمنحنيات جسدها، بوضعيات الكاماسوترا الجنسية المختلفة، بهذه المواصفات السابقة لناطق رسمي باسم الحكومة الأممية، شيء طبيعي أن يخرج في كثير من الأحيان، عن السياقات والمسارب والمسارات المرسومة له، بصبغة استنسابية متناقضة درجة الجنون والهوس والخلاعة السياسية. وما قاله سابقاً ومنذ أشهر هذا الدونالد ترامب، من أنّه سينسحب من سورية ويترك لباقي الأطراف فعل ما يحلو لهم الى باقي تصريحاته التي لا تقنع ساذج، ما هرف به هو نتاج وفعل وايعاز مدروس، من نواة جنين الحكومة العالمية، لممارسة استراتيجية الأيحاء بالفشل في سورية والعراق عبر خدعة جديدة، وبالتالي الأنسحاب والقصة ليست هنا انظروا الى أسفل الأشياء يا رفاق، الأمريكي لن يخرج من سورية أو أي منطقة دخلها في العالم، الاّ بعد أن يجرّب كافة الخيارات، والمطلوب سورياً تعجيل خروجه باستنزافه وحلفائه وتعميق فشله(وان كان قادراً على تعطيل أي حل سياسي في سورية وغيرها)وجعل كلفة بقائه مكلفة جداً ومثيرة، وما مقتل بعض جنوده هناك مؤخراً دون الاعلان عن ذلك، الاّ أول الغيث أو الرقص والفعل المقاوم والقادم أعظم، والتغلغل الأستخباري المشترك السوري الروسي الأيراني حزب الله، في شرق نهر الفرات وفي الرقة والتنف السوري، وعلى خطى عمليات عام 1982م في لبنان بضرب قاعدة للمارينز وأخرى للمتعددة الجنسيات، حيث أكثر من 450 جندي أمريكي عادوا الى بلادهم بصناديق خشبية، وفي القواعد العسكرية الأمريكية في الشمال السوري، وطبع صور الرئيس الأسد على جدران ثكنات العسكر الأمريكي، الاّ مؤشرات أولية وفي الأتجاه الصحيح للفعل السوري المقاوم والمتفاعل مع واقع الميدان السوري واستراتيجيات وتكتيكات المحتل سواء كان الأمريكي أو التركي أو عبر مجاميع الأرهابيين. وترامب بايعاز من البلدربيرغ يمارس استراتيجية بث الرعب وشحن الأجواء لجلب المكاسب من الخصوم الذين سيلجاؤون لدرء الكارثة المحتملة أو المخاطر المحتملة، ويمارس استراتيجية الرقص على حافة الهاوية مع ايران، لكنه لن يخوض حرباً مع ايران، ويقرن استراتيجيته السابق ذكرها هنا، وبايعاز من ذات الحاكم الفعلي لأمريكا والعالم، باستراتيجية الأبتزاز مع السعودي والأماراتي وباقي الجوقة، وهو لن يخوض حرباً من أجلهم، لا مع ايران أو مع روسيا في سورية، وهو لا يراهم هؤلاء سوى حرّاس كنوز مغارات أمريكا الذهبية في نجد والحجاز، وكل مشيخات القلق العربي على الخليج. ترامب يستحلب ويوظف ويستثمر في الهوس السعودي المعادي لأيران، لجلب الرياض الى أحضان تل أبيب لتمرير صفقة القرن عبر مفهوم جديد الحل الأقليمي تحايلاً على حلفائه من العرب الأنبطاحيين الى درجة الكفر بكل شيء، كما يسعى الى توفير المظلة المالية والسياسية لصفقة القرن مع الأمارات والسعودية، عبر مساعدات لوجستية من دحلان وزمرته ومن كافة الليبراليين العرب والمسلمين، وترامب كذلك لن يخوض حرباً من أجل عيون ربيبته اسرائيل الصهيونية بالمعنى الحقيقي للحرب، وهو لم يبادر بالمعنى العسكري الحرفي لقواعد الهجوم بالعدوان على سورية وتحويل تهديداته الى فعل وفاعل، ولم يتراجع عنه، وكل ما يقوم به حتّى اللحظة مجرد اختبارات هنا وهناك للعواء، وانتظار هروب الخصم والحليف للحاق بهما. الأمريكي، والبريطاني، والفرنسي، والصهيوني، والبعض العربي، وخاصةً مملكات القلق العربي على الخليج، يحاولون تفجير المنطقة ثأراً لهزيمة مشروعهم في المنطقة وخاصة في سورية والعراق المحتل، ومنعاً للمحور الخصم لهم(محور المقاومة)من استثمار الأنتصارات الميدانية في السياسة وعلى الواقع الميداني العملياتي، ومنعاً لدمشق وحلفائها من فتح معركة شرق الفرات ومنبج وعفرين، بعد اتفاق ادلب الذي تم بين تركيا وروسيا بالتفاهم مع إيران وسورية، حيث الأمريكي يعمل على محاولة تعطيله عبر التركي، حيث الأخير ما زال في مسارات الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة وأسيا الوسطى وفي سورية، وهو بمثابة القاعدة العسكرية الأولى للناتو المتقدمة، للعبث في أسيا الوسطى وروسيا، كما يعمل المحور الأمريكي من منع خصومه في تفعيل المقاومات المسلحة في شرق نهر الفرات، وفي التنف السوري، وفي الرقّة، وعلى كل القواعد الأمريكية في الشمال السوري، بجانب المشاكل الداخلية لعناصر المحور الأمريكي والتي تدفعهم لتفجير المنطقة من جديد، إن في أمريكا، وان في “إسرائيل”، وان في بريطانيا، وان في فرنسا، وان في مملكات القلق على الخليج. ثمة تصعيد محدود للنزول عن الشجرة للتفاوض والضغط على موسكو لأجبارها على الدخول في تسوية سياسية وعسكرية في سورية، تلحظ هذه التسوية، مصالح عناصر العدوان على سورية، ولا تراعي الواقع الميداني ولا تترجم الأنجازات العسكرية والأنتصارات التي حققها الجيش السوري، نعم هي تسوية تشكل حلاً وسطاً بين مهزوم بعمق لا يقر بهزيمته ومنتصر بكبرياء وشموخ يراد له أن لا يستثمر انتصاره، ولكنهم فشلوا وبانت صواريخهم كصواريخ كلامية صوتية. هناك مشهد إقليمي ودولي ومحلي سوري تحقق، بفعل محور المقاومة في الداخل السوري والمنطقة، وهذا ما جعل عناصر العدوان على سورية إلى عرقلته وشطب صرفه سياسيّاً، كنتيجة لفعل المحور الخصم(المحور المقاوم)لجلّ السفلة من أمريكان، وفرنسيين، وبريطانيين، وصهاينة يهود، وصهاينة مسيحيين، وصهاينة عرب، وصهاينة مسلمين، وجميعهم ذو تيه فكري بنطلوني متفاقم. القطبة في العلاقات الأمريكية الروسية، أنّ الرئيس ترمب رجل موسكو في الداخل الولاياتي الأمريكي، وافق البعض هذا الرأي أو اختلف معه: هذه هي التهمة التي تلاحقه كظلّه وفي فراشه ومساكنته لزوجه الجميل ميلانو كماسوتريّاً بعمق، فهو مستعد أن يقوم بأي فعل أو تصريح ليدفع عنه هذه التهمة، انّها عقدة رئاسة طرامب للمتبقي من حكمه، يوظفها ويولفها ويستثمر فيها ضدّه جلّ خصومه والديمقراطيين وصقور الجمهوريين والأيباك(المعلومات تقول: أنّ لجنة أمريكية اسرائيلية حددت أهداف التصعيد القادم بعد اتفاق ادلب، تصعيد عبر الأمريكي البريطاني الفرنسي الصهيوني الخليجي المتأسرل على سورية، وعدوان خارج قرار الشرعية الدولية وأصاب عمل الأمم المتحدة في مقتل، وعدوان ليستهدف أهداف مدنية، ليعزز التسوية السياسية المنشودة والتي تلحظ مصالح عناصر العدوان على سورية، وعدوان لينزل عن الشجرة التي صعد اليها عناصر هذا المحور العدو، عدوان قد يقود الأمريكي، لا أقول الى انسحابات من الجغرافيا السورية والمنطقة، بل الى اعادة انتشار للقوّات الأمريكية حيث العراق أولوية أمن قومي أمريكي بالدرجة الأولى بعد الفشل الأنجلوسكسوني في سورية، وعدوان انطلقت وستنطلق بعض طائراته من مشيخات القلق العربي على الخليج، ومشيخة قطرائيل – قطر + اسرائيل الصهيونية)وباقي كارتلات الحكم الولاياتي في المجمّع الصناعي الحربي وحكومة الأثرياء الجدد في أمريكا الذين جاؤوا به رئيساً عبر اللعبة الأنتخابية والرأي العام، والتي ما هي في الواقع الاّ ديكتاتورية الحزب الواحد. التصريحات الأمريكية ازاء حيثيات ومعطيات المسألة السورية تماماً مثل عمل البورصة، تنخفض وتيرتها حيناً وترتفع حد السماء حينا آخر، وأمس الشخص مؤشر لغده، وكما كان ينقلب ترمب المقاول على شركائه في المقاولات بالأمس القريب، سينقلب بذات السرعة على شركائه السياسيين والعسكريين فهو انفعالي غير عقلاني يقوده الى حمق عميق، وهذه بحد ذاتها نعمة لخصومه، ان لجهة الداخل الأمريكي، وان لجهة الخارج الأمريكي. الولايات المتحدة الأمريكية بكارتلاتها العسكرية والمخابراتية والأعلامية والأقتصادية المختلفة والمتنوعة، قلعة هائلة من الفولاذ، ويزداد سطحها شروخاً وشروخاً مع مرور الوقت، والحد الأدنى المطلوب منّا كعرب أن لا نزيدها شروخاً تلو الشروخ كون هذا ليس بمقدورنا، لكن على الأقل ألاّ نعمل على رتقها لتلك الشروخ، وعرب روتانا الكاميكازيين ومن دار في فلكهم من باقي البعض العربي المنبطح بالأربع، يحاولون الرتق سياسيّاً واقتصاديّاً وماليّاً، وبدل من مكافأة هذا البعض العربي الأنبطاحي المتصهين على فعلهم هذا من قبل اليانكي الأمريكي، أخرجوا لهم قانون جاستا لاستحلابهم حتّى أخر ريال وآخر دولار، (ونلحظ الآن سعي واشنطن الى تأسيس تحالف الشرق الأوسط الجديد – ميزا MESA وهي اختصار : Middle East Strategic Alliance) وتحت عناوين مواجهة ايران ونفوذها وخاصةً بعد ارسال واشنطن لأكثر من خمسمائة جندي مارينز يانكي الى السعودية وصدور موافقة العاهل السعودي على ذلك، وهو تحالف عسكري مخابراتي عميق بجوهره، يتكون من دول الخليج بجانب مصر والأردن، وسيكون نطاق عمله الجغرافي: مياه الخليج والبحر الأحمر والبحر المتوسط وحتّى المحيط الأطلسي في حال اقناع المغرب وموريتانيا الأنظمام له، وسيركز على المعابر المائية الأستراتيجية كمضيق هرمز وباب المندب وقناة السويس كممر مائي ومضيق جبل طارق، وكل ذلك تحت عنوان مواجهة ايران ونفوذها الحيوي كدولة اقليمية تعبر عن فائض قوّة، وسيكون تمويله كما يصرح الرئيس دونالد ترامب من الدول الأعضاء باستثناء أمريكا، وسيعقد اجتماع في واشنطن نهايات هذا العام 2019 م، لأشهاره في حال تم الأتفاق على التفاصيل والكلف، وسيكون على مستوى رؤساء الأركان ومدراء المخابرات ووزراء الداخلية والمالية أيضاً، والجنرال أنتوني زيني مبعوث ترامب لهذا المسار يعمل ويزور المنطقة مراراً وتكراراً). إن شروخ هذه القلعة صارت أكبر من محاولات الترميم لا الرتق، لذلك واشنطن تدفع باتباعها للمشاكسات التصعيدية سياسياً وقانونياً وميدانياً لتحصل على مكتسبات قابلة للصرف على طاولة المفاوضات، ولكنها في لحظة الأقتراب من المواجهة العسكرية المباشرة تعود لأستخدام استراتيجيات المكابح لديها، تمهيداً لجولة تصعيد جديدة وتوظيف الجميع ضد الجميع. اليانكي الأمريكي يسعى الى تحويل تعزيز وجوده في العراق المحتل، لغايات فرض كارتل شخصيات عراقية سياسية وعسكرية ومخابراتية عراقية من كافة الطوائف، كونه أو كونها يمثل الأتجاه الولاياتي الأمريكي في الداخل العراقي المحتل، وإلى تحويل وتموضع هذه الحالة، بحالة حصان طروادة لينفذوا من خلالها الى المشاركة الفاعلة في رسم وترسيم مستقبل العراق المحتل، بعد أن صار العراق المحتل أولوية أمن قومي أمريكي متفاقم لغايات العبث بايران واستقرارها. الرسم والترسيم الأمريكي سيكون عبر الجغرافيا العراقية التي تغلغلت فيها داعش في السابق، وهذه الجغرافيا بديمغرافيتها ذات طابع سنّي حيث لداعش وجلّ الأرهاب حواضن فيها. بعبارة أخرى، أمريكا تسعى وبثبات إلى خلق وتخليق قوّة سنيّة ضخمة تكون قادرة على فرض الأقليم السنّي، الذي طالما بحثت عنه أمريكا وأدواتها الأقليمية والبعض عراقية عنه عبر مجاميع الأرهاب الداعشيّ. الجبهات الحربية في المنطقة مترابطة رأسيّا وأفقياً بعمق، من جبهة ريف حلب، وريف ادلب، وحرب الشمال السوري والشمال الشرقي لجل سورية، وريف دير الزور الشرقي والرقّة، إلى معارك الجيش العراقي والحشد الشعبي مع بعض بؤر الإرهاب، والمتضرر من رتم انجازات الجيش العربي السوري وحلفائه، يلجأ إلى الميدان ولغته، وها هو الأمريكي الوقح، يزود السفلة الأرهابيين بأسلحة كاسرة للتوازن مضادة للطيران، ويجري مناورات مع ما يسمى بفصيل المغاوير بالشرق السوري ومشاة البحرية الأمريكية، وهنا قد يلجأ الروسي إلى أفغانستان ويزود حركة طالبان بأسلحة نوعية مضادة للطيران، عبر توظيفها من جديد ضد طائرات الأمريكي وطائرات الناتو، كما سيلجأ إلى اليمن ويزود الجيش اليمني وأنصار الله بأسلحة فتّاكة، وها هو الأمريكي يقوم بمحاولات وقف العدوان السعودي الأمريكي البعض العربي على اليمن العروبي العربي، كل ذلك حتّى لا يصير الرد الروسي فاعلاً متفاعلاً ومجديّاً على الرد على الرؤية الأمريكية القديمة الجديدة المتجددة ومضمونها: على المتضرر من رتم زمجرة الجيش العربي السوري العقائدي وحلفائه، اللجوء إلى لغة الميدان السوري، شيفرة سهل فكّها من قبل السذّج فكيف بالمتابع والنخب؟!. نواة العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي صدى المجمّع الصناعي الحربي الأمريكي ذراع جنين الحكومة الدولية، تجترّها اجتراراً للأستراتيجيات الولاياتية الأمريكية السابقة التي طبقت بالماضي البعيد والقريب على حد سواء، مع تعديلات وتحسينات واضافات هنا وهناك، وتجديد للأدوات من دول وظيفية وحركات وأحزاب وتيّارات تنفذ الخطط والعمليات القذرة، مع تحسينات للمبرّرات واستخدامات للمصطلحات بكثافة على شاكلة المعزوفات التالية: الحرية والتحرر، وحقوق الأنسان والأنعتاق من نير الظلم، والديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية، والحاكمية الرشيدة وتطوير الموارد البشرية، والشفافية والنزاهة، ومحاربة الفساد، وما الى ذلك من مصطلحات وكلمات تستلذ لسماعها الأذن البشرية وتطرب، وتسترخي الأجساد الذكورية والأنثوية لها على حد سواء. جزء من هذه الأستراتيجيات الأمريكية حول العالم بعناوين فرعية لكنّها هامة، تتمفصل في تشجيع واسناد جلّ الحركات الجهادية المسلّحة في أماكن النفوذ الأمريكي وما يعتبر مجال حيوي وجزء من أمنه القومي، على المطالبات بالأنفصال وتشكيل الكيانات او الدويلات وعلى طول الحدود ما بين تواجدها ومراكز الدول التي تطالب بالأنفصال عنها. الولايات المتحدة وحلفائها من الغرب وبعض من عرب مرتهن، تعمل على توظيفات وتوليفات لسوق الجهاد الأممي كفردوس جهادي في تعزيز الفكر الأنفصالي الذي تنادي به الحركات المسلحة، في الرغبة بالأنفصال والأبتعاد عن مراكز الدول التي تفعّل عملها العسكري فيها، وتحت معزوفات الأستراتيجيات الأمريكية السابق ذكرها خدمة لمصالحها ومصالح حلفائها، بعبارة أخرى البعض يوهبن الحركات وبالتالي الثورات، والبعض الآخر يعمل على أخونة بعضها، أمّا الأمريكي فيوظّف ويولّف فيستثمر ويحصد، والولايات المتحدة الأمريكية مستعدة لتأمين الاعتراف الذي يتيح للحركات الإسلامية السنية الانفصالية أيّاً كانت الغطاء القانوني الدولي، وعلى وجه الخصوص عدم اتهامها بواسطة أمريكا والاتحاد الأوروبي وحلفائهم بالإرهاب، طالما انّ ذلك يخدم المصالح ويحقق لها نقاط ربح في ساحات الخصوم. واشنطن وحلفائها من غرب وبعض عرب(كرّرنا ذلك مراراً وتكراراً وفي أكثر من قراءة وتحليل، لجلّ احداثيات المشهد الأقليمي والدولي)، يريدون دولة عربية قطرية جديدة مبنية على فرز ديمغرافي وجغرافي، بأساس التجانس المذهبي وليس التجانس السياسي وخير مثال على ذلك: العراق وسورية، وباقي الدول التي يغلب عليها عدم التجانس الطائفي بدواخلها الأجتماعية ستؤول نحو التفكك والفرز الديمغرافي والجغرافي، في حين أنّ الدول التي يغلب عليها التجانس المذهبي كمصر وليبيا سيصيبها ضعف في المركز وعدم قدرة هذا الأخير(المركز)على السيطرة على الأطراف. وسلّة التحالفات الأمريكية ومن ارتبط بها، تعمل من جهة على محاصرة الأرهاب الآن ومحاربته في العراق وسورية، ومن جهة أخرى تحاول ايجاد حلول سياسية للحدث السوري فتتفاعل مع موسكو، في فوضى لقاءات ماراثونية وحمّى تصريحات متناقضة، حيث يمكن اعتبار الهدفان للعاصمة الأمريكية بمثابة حصان طروادة لأكمال مسيرة التفتيت والتقسيم للمنطقة، ولكن هذه المرّة في اطار البناء الجديد المتساوق مع مصالحها وليس الهدم، حيث الأخير كان المرحلة الأولى من مشروع استراتيجية التوحش، والآن بدأت المرحلة الثانية: البناء في اطار تقسيم المقسّم وتجزئة المجزّأ وتفتيت المفتت، فهي تعمل على انشاء قوّات فصل أو ان شئت دولة القاطع المؤقته لمحور المقاومة في الرقّة السورية، ليقطع التواصل الجغرافي بين ايران والعراق من جهة وسورية وحزب الله من جهة أخرى وعبر فردوس الجهاد الدولي. أروقة صنع القرار في العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، تسعى الى كسب حروب الولايات المتحدة الأمريكية سواءً في سورية أو أوكرانيا، وفي صراعاتها مع الصين وروسيّا، وفي فنزويلا وجلّ أسيا وفي كوبا عبر عودة العلاقات، عبر مخططات هندسة توريط حلفائها وأدواتها، من خلال اجتراح هندسة أنواع جديدة من حروب وغزوات يخوضها الآخرون(الأدوات)، بالنيابة عنها وعن المجمّع الصناعي الحربي وبلدربيرغه في الداخل الأمريكي، فيما تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بالجلوس حول موقد نار حروبها، تلتقط الكستناء وبيض الحجل الطازج من بين ما أشعلته آيادي حلفائها وأدواتها وعملائها، بتوجيه وايعاز من نواة ادارتها(جنين الحكومة الأممية)، وعندّ الأزورار بالكستناء والبيض المشوي تحتسي النبيذ المعتّق حتّى لا تموت بازورارها. تتصف عمليات مكافحة الإرهاب في الجمهورية العربية السورية ذات النطاق الزماني والمكاني بأهداف وغايات ذات طبيعة خاصة، عبر هندسة متتاليات التعاون السوري الروسي الأيراني، وتقاطعاً بالفعل والعمل مع حزب الله والمقاومات الشعبية، وجلّ السابق مدعوم باسناد صيني حقيقي كخط خلفي لم يظهر بعد للعامه بوضوح(بكين معنيه بالأيغور في الداخل السوري، وبمجاميع الحزب الاسلامي التركمستاني كصوفيي للسي أي ايه والأم أي سكس وللمخابرات التركية، كما هي روسيّا معنيه بالشيشان وبعض الشركس كبرابرة جدد وكصوفيي لتلك المجتمعات المخابراتية السالف ذكرها)، فهي ليست بحرب كلاسيكية ولكن ذو محتوى ومضمون مختلف وفريد من نوعه، ولم يظهر حتّى لا في الحرب العالميه الأولى ولا الثانية، ولا بالحرب على أفغانستان والعراق ولا في ليبيا أيضاً. فالقوّات الحكومية السورية وحلفائها على الأرض، مسنودة من الروسي تعمل على دحر الإرهاب وتدمير وتخريب تشكيلات المتطرفين من مراكز وقواعد تدريب وعزل المناطق القتالية، ووقف تدفق المسلحين والأسلحة من الخارج(عمليات عسكرية سورية روسية قادمة ناجعة في اعزاز على الحدود مع تركيا)، وفق عمليات تتصف بالدقة والنوعية لجهة الفعل والنتيجة، إلاّ أنّ حركة القوّات الأمنية وعلى الأغلب الأعم والأدق، مقيدة بظروف صعبة وموضوعية، فهي تتصرف كما لوكانت مكتوفة الأيدي، حيث البرابرة الجدد صوفيو المخابرات الغربية والأقليمية وصوفيو مخابرات الساحات الضعيفة والقويّة، يدخلون في صراع مع الجيش العربي السوري ضمن الأبنية السكنية المأهولة، ويستخدمون المدنيين كدروع بشرية في معركة ادلب الحالية، والتي بدأت حتّى اللحظة عبر الجو واطلاق الصواريخ من نوع أرض أرض متطورة، وعبر العلميات المخابراتية الميدانية من خلال اشراف ضبّاط المخابرات الميدانيين والعمل جاري. فحماية المدنيين والبنى التحتية سيمنعها ويمنعها(أي الدولة السورية)من استخدام الأسلحة الأكثر قوّة وفعالية في بعض المناطق في ادلب، كمسار اجباري للدولة على تحويل جهد كبير في حماية الموارد المائية والسكنيه والأقتصادية والطرق من هجمات العناصر الأرهابية، ومناطق أخرى مفتوحه ويتواجد فيها البرابره الجدد صوفيو مجتمع المخابرات الأمريكي والمخابرات الغربية ومن تحالف معهم، يكون القصف فيها سجّاديّاً(قريباً سيكون الشمال السوري وادلب وعلى طول الحدود مع تركيا، القصف فيه سجّاديّاً من الجو مسنوداً من الروسي والسوري والطيران الأيراني أيضاً – ننتظر لقاء أردوغان بوتين روحاني القادم ومفاعيله)مع بدء عملية بريّة يقوم بها الجيش السوري وحلفائه لحسم وانهاء التنظيمات الأرهابية المسلّحة، والتي تم تليينها وتذويب نواتها عبر القصف الروسي منذ بدء فعله المؤثّر. الحكومة السورية تحارب مجموعات مسلحة ذات تشكيلات وتنظيمات متعددة وأخطرها المنظمات الإرهابية التي تشكلت في دول الخليج ذوات اللحى، والتي يتمتع أعضاؤها بمهارات قتالية وتكتيكية اكتسبوها خلال تدريبهم في معسكرات خاصة، كما أنهم يتميزون بالانضباط وقدرتهم على التأثير في القضايا ذات الطابع الديني والعرقي، وكسب ثقة السكّان المحليين لتوريد الأسلحة والمقاتلين والمؤن، وفئة أخرى أقل تنظيماً ومعنوية قتالية، يعتمدون التعصب الطائفي والقتل والنهب والسرقة والارهاب الوحشي، عبر حبوب الكبتاغون كوقود للبرابرة والخوارج الجدد. فصوفيو وكالة المخابرات المركزية الأمريكية(البرابرة الجدد)يهدّدون روسيّا والصين وايران، وضرب هياكل الأمن القومي في هذه الدول وجلّ أسيا ضمن استراتيجية الأستدارة بعد الأفراغ من السيناريو السوري، والأخير يهدد الأمن القومي الروسي من قبل البرابرة الجدد صوفيو المخابرات الدولية وعلى رأسها الأمريكية، فمن الواضح أن سورية هي حقل التجارب الجديد لتدمير مفهوم الدولة، وقد ظهرت نتائج هذه التكنولوجيا في(ليبا والعراق ويوغوسلافيا)، وأنّ مصير كل من روسيّا وإيران والصين واليمن وحتى الاتحاد الأوروبي، يتوقف على نجاح أو فشل هذه التجارب، فسورية أصبحت الخط الأمامي المتقدم الذي يسعى الكل للحفاظ عليه ولكن كل حسب مصالحه، روسيّا تحاول الحفاظ على سوريا كدولة، لأن الوجود الروسي العسكري في سورية وبالقاعدة العسكرية في طرطوس وحميميم وغيرهما، وحياة الآلاف الروس الذين يعيشون في سورية، والمصالح الاقتصادية والعسكرية على المحك، إن لم نقل مستقبل روسيّا نفسها على المحك وأمنها القومي. لذا الروس دخلوا بقوّاتهم سورية بطلب من الدولة الوطنية السورية وتحت راية العلم الروسي، حتّى لا تقول أمريكا والناتو وثكنة المرتزقة اسرائيل أنّ هذا كاسر للتوازن العسكري في المنطقة، وهناك مبدأ هام في العلوم العسكرية تدركه موسكو والصين وايران يقول: اذا لم تتمكن من منع الحرب فعليك المبادرة الى شنّها، فعدم مبادرة روسيّا وايران والصين الى شن الحرب على صوفيي وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ومن تحالف معها، سوف يتيح للناتو استلام الزمام ونقل الحرب الى حدود روسيّا والصين وايران وجلّ أسيا وضرب هياكل الأمن القومي فيها. في حين نرى واشنطن والعواصم الغربية، يدافعون عن مصالحهم عن طريق محاولة شطب سورية أو على الأقل كسر سورية لتكون دولة فاشلة للحفاظ على ثكنة المرتزقة اسرائيل وأمنها، من خلال التزييف الإعلامي والحرب الدبلوماسية والعقوبات الاقتصادية، وإضعاف الموارد البشرية والمادية، ناهيك عن الدعم العسكري المعلن لبرابرتها الجدد دواعش الماما الأمريكية، صوفيو المخابرات الدولية الذين يحاولون كسر الدولة السورية من خلال القتل والتفجيرات. فحسب إستراتيجية البلدربيرغ الأمريكي جنين الحكومة الأممية ورمزه الجمجمة والعظمتين – الماسونية العالمية، أنّه بعد سقوط سورية وإيران فإن احتمال الحرب في القوقاز وآسيا الوسطى كبير جداً، فالناس الذين يحملون النسخة المحرّفة من الإسلام سيكونون موجهين ضد روسيّا والصين وأوروبا أيضاً، لشطبها واعادة صياغتها، والتفجيرات التي حدثت وتحدث وستحدث، في جلّ الجغرافيا الأوروبية خطوة أولى على طريق ارهابي طويل سيضرب هياكل الأمن القومي الأوروبي، وفي أيدي هؤلاء الناس مخزونات ضخمة من الأهداف، فروسيّا والصين قد تكونان الحلقة الأضعف هنا ضمن استراتيجية البلدربيرغ الأمريكي، خاصةً وأنّ روسيّا الاتحادية تعاني من المشاكل ونقاط الضعف، والحل الوحيد لتفادي روسيّا من الوقوع في الهاوية هو إنقاذ سورية من صوفيي وكالة المخابرات المركزية الأمريكية. أنقرة استمرت في لعب دور هام في التعاون الأوروبي الأطلسي، ومنذ لحظة انضمامها إلى حلف الناتو في شباط من عام 1952، وخلال الحرب الباردة لعبت الجغرافيا التركية دور الجناح الجنوبي في سياسة الناتو في مواجهة الاتحاد السوفيتي، ونلاحظ أنّه منذ تفكك الاتحاد السوفيتي وانضمام بلدان سوفيتية سابقة إلى الحلف الأطلسي، أصبحت الجغرافيا التركية موضع تساؤل من الناحية الإستراتيجية. ولكن بعد هجمات 11 أيلول لعام 2001 م وتبني الناتو لسياسة جديدة، أدت إلى تدخل الناتو في أماكن بعيدة جغرافيا عن أوروبا والأطلسي، استعادت تركيا بعض من تلك الأهمية نتيجة تدخل الناتو في تلك المناطق، حيث ساعدت الأوروبيين وسهلت غزو أفغانستان، و قامت أيضا بإرسال قوات تركية وإدارة معسكر قوات التحالف في كابول عامي 2002 و2005. وهنا لا بدّ من التأشير إلى أنّه، بلغ عدد الجنود الأتراك الذين شاركوا في عمليات الناتو المختلفة أكثر من أربعة آلاف جندي، منهم ألفي جندي عاملون مع قوات التحالف في أفغانستان، كما أرسلت أكثر من ألف عنصر كجزء من التحالف الذي أنجز عمليات الناتو في ليبيا، والمتبقي متواجد في آماكن وبؤر نزاع دولي وإقليمي أخرى، مع مجموعات استخبارية ومخابراتية مترافقة، مع جلّ الكتلة البشرية العسكرية التركية المتشاركة مع الناتو إزاء بؤر النزاع المختلفة. وتشير المعلومات، ومع عملية إعادة هيكلة الناتو ولا نقول هندرة الناتو، حيث الأخيرة غير الأولى، سيتم تخفيض عدد مقرات قيادة قوات الناتو العاملة في الخارج، من ثلاثة عشر قاعدة إلى ثمانية أو سبعة من القواعد العسكرية، ونتيجة لذلك سيتم استبدال قاعدة القيادة الجوية الواقع في أزمير، لتصبح قاعدة قيادة جديدة للقوات البرية النيتويّة، وبذلك ستستضيف تركيا إحدى أكبر مقرات القيادة للناتو على أراضيها في القريب العاجل، وتحت عنوان مكافحة النصرة، وبسبب تصعيدات لعمليات العصابات المسلحة في الشمال السوري الداخل السوري وعلى أطراف حدوده، إن لجهة تركيا، وان لجهة قاعدة التنف وبعض مناطق دير الزور، مع وجود استراتيجيات للعصابات العاملة المسلحة الأرهابية في بعض مناطق الداخل السوري، بإيعاز سعودي أمريكي مشترك، لتسخين مثلث الحدود المشترك في التنف السوري المحتل، وبأنّ داعش صار يعود من جديد، وضرورة ارسال قوّات عربية الى شرق الفرات مثلاً. والتساؤل هنا يلح علينا مع استضافة أنقرة لقوات بريّة من الناتو في قاعدة أزمير التركية، هل لذلك علاقة بعملية معركة ادلب مثلاً؟ كذلك عبر تسريبات جديدة تقول ثمة طلب تركي حديث وعاجل في نشر بطاريات صواريخ باترويت رغم وصول الاس 400 الروسي الى تركيا(استخدامه الان مقيد من قبل الروس وادارته وتشغيله حصرية بالروس فقط)، وما يؤشّر ذلك إلى عسكرة واضحة للحدود التركية – السورية، وبغض النظر أنّ تلك الصواريخ هي دفاعية أم هجومية، فالشيطان يعيش في التفاصيل وملحقاتها وتداعياتها!. الرئيس التركي يرى، إن إستراتيجية الناتو قد تطورت في مرحلة ما بعد الحرب الباردة، وتطورت معها النظرة الإستراتيجية التركية، وتركيا تطمح إلى لعب دور إقليمي أكبر، في مشاكل القوقاز والبلقان والشرق الأوسط، إن لجهة إيران، وان لجهة سوريا ولبنان، وان لجهة ملف الصراع العربي – الإسرائيلي وارتباطاته، لكن من ناحية أخرى يهيمن التوتر على علاقة حزب العدالة والتنمية الحاكم مع بلدان كأرمينيا وقبرص، قطعاً بجانب العراق وسورية، كما تشير معلومات إلى وجود قيادات وكوادر من الصفوف الثانية والثالثة، وخاصةً في جهاز الاستخبارات العسكرية التركية رافضة وبقوة، وغير راضية عن موقف الحزب الحاكم إزاء الحدث الاحتجاجي السوري، وتضم تشكيلة متنوعة من العلماني إلى القومي التركي المتطرف إلى الإسلامي إلى المستقل، في عناصر المورد البشري الأستخباري التركي، ولجهة جهاز المخابرات المدني الداخلي، وتؤكد المعلومات أنّ هناك فجوة صارت تبدو عميقة بين الاستخبارات العسكرية التركية، وجهاز المخابرات التركي بسبب الموقف الجديد المتطور من سورية وما يجري فيها، لكن بوجود خلوصي أكار كوزير دفاع وحقّان فيدان كمدير مخابرات تركي، صار ثمة تقليص لتلك الفجوة بين الأستخبارات التركية والمخابرات التركية. مع أنّ ساحات الدولة التركية الداخلية المختلفة، وبسبب ظروفها وتأثرها بتداعيات الحدث الاحتجاجي السوري، مهيأة لمستويات عالية من العنف والعنف المضاد، أكثر من لبنان نفسه. يشير مجموعة من الخبراء الدوليين، أن شعبية الغرب والناتو عند الرأي العام التركي تناقصت، وبالرغم من ذلك بالإضافة إلى اختلاف وجهات النظر مع الناتو في العديد من الحالات، استمرت السياسة التركية بالتماهي مع سياسات الحلف الأطلسي، وقد بدا ذلك واضحا في مسألتي التدخل في ليبيا والدرع الصاروخي وحسب الشرح التالي: منذ انطلاق ما يسمى بالربيع العربي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عارضت تركيا مرارا وتكرارا أي تدخل في ليبيا، وذلك على لسان رئيس الوزراء في حينه رجب طيب إردوغان على شاكلة تساؤله:- “ما شأن الناتو وليبيا؟ تدخل الناتو في ليبيا أمر مستحيل ونحن نعارض هذا التدخل”، لكنه سرعان ما تراجع بعد قرار مجلس الأمن وبدعم من الجامعة العربية، حيث الأخيرة شرّعت احتلال ليبيا حينما كان مرشح الرئاسة المصرية الخاسر عمرو موسى أميناً عاماً لها، فقرر أرودوغان المساهمة في ذلك التدخل وشاركت تركيا بغواصات وسفن حربية وجنود كثر وخبراء استخبارات ومخابرات. لذلك تصاعد الدور الإقليمي التركي، يجعل من أنقرة حليفا استراتيجيا في حلف الشمال الأطلسي ولها مكانة “الطفل المدلل” داخل الأسرة النيتويّة، والتي تعيش هذه العائلة الحربية الأممية حالة فريدة من ممارسة الجنس الجماعي بالمعنى السياسي، وخاصة بعد التحولات الدراماتيكية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وبالرغم من موقع تركيا الهام لكن العلاقات مع الناتو ستشهد نوعا من التأقلم المتبادل، ومواجهة تحديات أمنية جديدة وتحول في الحقائق الجيوسياسية، ومسألة متانة العلاقات التركية مع الناتو وجهوزيتهما في مواجهة التحديات، فالإجابة على هذا السؤال ستبقى للمستقبل. كما يرى خبراء دوليين من جهة ما، أن الدور التركي في المنطقة، أمر حيوي للإستراتيجية الجديدة والشراكة المستقبلية للناتو وخاصةً الهيكلة الجارية، ليس فقط نتيجة حجم تركيا وموقعها، بل أيضا نتيجة الثقافة التركية وخبرتها التاريخية مع دول الجوار(نقصد بذلك قترة الحكم العثماني)، ومن جهة ثانية يرى وزير الدفاع التركي أن مميزات تركيا تسمح لها بتقديم النموذج للعديد من البلدان في المنطقة، وقال: “من خلال التعاون يمكننا إحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط”…. مهمة تحققت في ليبيا – التدخل الاماراتي السعودي عبر حفتر ومجاميعه يعمل على نسف ذلك الان محاولاً اقتحام طرابلس العاصمة! ولحلف شمال الأطلسي مصالح فوق إستراتيجية نستولوجيّة، لجهة ما وراء المستقبل الفضائي للناتو في العالم، ما بعد بعد ما يسمّى بالربيع العربي، والربيع موسم يذهب وسرعان ما يعود، وذلك عبر توظيفات للدور التركي في حلف الناتو، هو دور هام للمصالح الإستراتيجية للحلف الساعية إلى تطوير الدرع الصاروخي وحماية الأراضي الأوروبية من تهديد الصواريخ البالستية. هذا وقد اتفق أعضاء الحلف على تبني الدرع الصاروخي، وهي مبادرة أمريكية للدفاع المشترك مع أوروبا، موجهة ضد الصواريخ البالستية الإيرانية وغيرها، وقد وافقت تركيا على إنشاء محطة على أراضيها، وقد تم فعلا بناء رادار إنذار مبكر في مدينة مالاتيا جنوب شرقي أنقرة وهي الخطوة الأولى لبناء الدرع الصاروخي، ويجيء الطلب التركي الحديث ان صدقت التسريبات في نشر بطاريات صواريخ باترويت تعزيزاً لمحطة الرادار في مالاتيا وبالرغم من وصول الاس 400 الروسي.
عنوان قناتي على اليوتيوب حيث البث أسبوعياً عبرها:
طلقات تنويرية – المحامي محمد أحمد الروسان
|
هاتف منزل \ عمان : 5674111 خلوي:0795615721
سما الروسان في 21 – 7 – 2019 م.
التعليقات مغلقة.