كابوس صواريخ المُقاومة: ارتفاعٌ حادٌّ بنسبة المُصابين بالصدمات النفسيّة جنوب الكيان والاحتلال يُخفي المُستوطنات بالأشجار ونصف المصانع بطريقها للإغلاق
385
شارك
مدارات عربية – السبت 20/7/2019 م …
الناصرة – “رأي اليوم” – من زهير أندراوس:
على الرغم من عدم تكافؤ القوّة بين جيش الاحتلال الإسرائيليّ وبين المُقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزّة، على الرغم من ذلك، فإنّ المُقاومة أثبتت بشكلٍ غيرُ قابلٍ للتأويل بأنّها قادرة، نعم قادرة، على إلحاق الأضرار الجسيمة بالدولة العبريّة على جميع الأصعدة، العسكريّة، الاقتصاديّة، الاجتماعيّة والنفسيّة أيضًا، هذا من جهة، ومن الناحيّة الأخرى، أكّدت جولات الـ”عنف” الأخيرة محدودية القوّة الإسرائيليّة واختفاء ردعها، وفي هذا السياق، وبعد الارتفاع الحّاد الذي اعترفت فيه إسرائيل بعدد سُكّان المُستوطنات الجنوبيّة المتاخمة للشريط الحدوديّ مع غزّة، بسبب خوفهم ورعبهم من صواريخ المُقاومة الفلسطينيّة، قالت القناة الـ (13) في التلفزيون العبريّ، نقلاً عن محافِل سياسيّةٍ واسعة الاطلاع قولها إنّ المستويات الأمنيّة لدى الاحتلال الإسرائيليّ قررت زراعة أشجار حول منازل في مستوطنات غلاف غزة خلال الفترة القريبة.
وبحسب المصادر عينها، تابع التلفزيون العبريّ، تأتي هذه الخطوة ضمن الإجراءات التي يتخذها جيش الاحتلال لمواجهة الصواريخ الموجهة التي تطلقها المقاومة الفلسطينيّة من قطاع غزة، مُضيفةً في الوقت عينه إنّ ضباطًا كبار من لواء الجنوب في جيش الاحتلال أجروا خلال الأيام الماضية جولةً في ما يُطلَق عليها مستوطنات غلاف غزة، حيث شاهدوا المستوطنات المكشوفة بشكلٍ مباشرٍ أمام الصواريخ الموجهة من قطاع غزة، عُلاوةً على ذلك، شدّدّت المصادر ذاتها، بحسب التلفزيون العبريّ، على أنّ هذه الإجراءات التي يجريها جيش الاحتلال تأتي بعد مقتل مستوطن في صاروخ موجه استهدف سيارته خلال جولة التصعيد الأخيرة مع المقاومة في بداية شهر (أيّار) مايو الماضي.
على صلةٍ بما سلف، كشفت دراسة استقصائية للشركات الصغيرة والمتوسطة في مستوطنات جنوب كيان الاحتلال حول قطاع غزة أنّ التوترات الأمنية أدت إلى إغلاق ما يقرب من نصف أعمالهم. وأفاد أكثر من 75 بالمائة منهم انخفاض في المبيعات في الأشهر الستة الماضية، وزعموا أنّ تعزيز قوتهم والحفاظ على قوتهم الاقتصادية هي مهمة وطنيّة، على حدّ تعبيرهم
وأفاد الاستطلاع الذي جرى لصالح في وزارة الاقتصاد والصناعة في الكيان هذا الأسبوع، ونشره موقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ، أنّ 43 في المائة من أصحاب الأعمال في المستوطنات يفكرون في إغلاق الشركة بسبب الوضع الأمنيّ، بالإضافة إلى ذلك، جاء في الاستطلاع المذكور أنّ 33 بالمائة من أصحاب الأعمال أكّدوا على أنّهم تأثروا بالوضع الأمني في وقت اتخاذ القرار بشأن ما إذا كان سيتم فتح شركة في المنطقة المحيطة، في حين أن 33 بالمائة آخرين نظروا في إغلاق الشركة وعادوا و 10 بالمائة آخرون يعتزمون إغلاق الشركة في المستقبل القريب.
بالإضافة إلى ذلك، جاء في الاستطلاع أنّ أكثر من 75 بالمائة من الشركات أعلنت انخفاض مبيعاتها في الأشهر الستة الماضية على خلفية الوضع الأمني، ومع ذلك، على الرغم من البيانات، زعم ما يقرب من نصف أصحاب الأعمال متفائلون بشأن وضع أعمالهم.
بالإضافة إلى الوضع الأمنيّ، يُواجِه أصحاب الأعمال الإسرائيليين في المستوطنات حواجز مادية إضافية، فقد أشار 40 بالمائة من المجيبين إلى أنّ العثور على العملاء، والإفراط في تحميل البيروقراطية والتنظيم، ودفع الضرائب والحصول على التمويل، كانت الحواجز الرئيسيّة.
يُذكر أنّه في مستوطنات قطاع غزة يوجد 7000 شركة، 42 بالمائة منها تقع في سديروت، وتنتشر بقية الشركات في مناطق مختلفة في المنطقة، وأبرزها عين هابسور (4.6٪)، نتيف هعسارة (3.5٪)، يافول (2.7٪)، ميفتاشيم 2.2٪، ياشيني 2.2٪، يشع 2.2% وديكل (2 %).
عُلاوةً على ذلك، تمثل الأعمال التجارية في المستوطنات المجاورة لغزة حوالي 1.2 بالمائة من جميع الأعمال التجارية في الدولة العبريّة، لكن الأعمال الزراعية في المنطقة تشكل 6.7 بالمائة من إجمالي الأعمال الزراعية في الكيان.
وتعتبر الأعمال التجاريّة في المنطقة المُحيطة مخضرمة فيما يتعلق بالصناعة، بمتوسط عمر 13 عامًا، والمجالات الرئيسية لنشاط الأعمال في المنطقة المجاورة هي محاصيل الخضروات أيْ 13.9 بالمائة.
ومن الجدير بالذكر في هذه العُجالة أنّ المُستوطنين في جنوب الدولة العبريّة، يقومون في الأشهر الأخيرة بعمليات احتجاجٍ ضدّ سياسة رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، كما يتهمّه العديد من السياسيين والمُحلِّلين بأنّه يدفع الإتاوة لحركة حماس، عن طريق الأموال القطريّة لـ”شراء” الهدوء، مُشدّدين في الوقت عينه على أنّ المُقاومة الفلسطينيّة، هي التي غدت تُحدِّد قواعد اللعبة والاشتباك في الحرب الدائرة بين الطرفين.
التعليقات مغلقة.