تعقيب على مقال معالي سميح المعايطة ( تبرعات استعراضية ) / عبد الرحمن الصوفي
عبد الرحمن الصوقي ( الأردن ) الأربعاء 2/4/2015 م …
1)) ننتبه جيدا لما يكتبه معالي الوزير الأردنيّ الأسبق لشؤون الإعلام السيد سميح المعايطة ، وهو بالمناسبة يشغل الآن منصب رئيس مجلس إدارة جريدة الرأي الرسمية ( أو شبه الرسمية كما يحب البعض أن يطلق عليها ).
فهو كاتب ليس ببعيد عن مطبخ صتع القرار في الأردن ، ولا يمكننا إلا أن نعتبر كلامه ( صدى ) لما يتردد في أروقة ذلك المطبخ .
والسيد سميح المعايطة ، من خلفية إخوانية ، ولكنه الآن ، وبعد أن قطع علاقته التنظيمية مع الإخوان المسلمين ، يعتبر على نطاق واسع في الأردن إسلاميّا معتدلا ، وسطيّا ، لا يمكننا تجاهل رأيه في مجريات الأحداث … ومن هنا تأتي أهمية ما يكتب … ، فعندما نستعرض ما جاء في مقاله المنشور في جريدة الرأي الأردنية ( تبرعات استعراضية ) ، نلمس أن هناك ما هو أكثر من عتب على دول الخليج لعدم التزامها بما هو مطلوب منها من تبرعات وهبات للأردن لتساعده في تحمّل أعباء اللجوء السوريّ .
بل هناك ( في مقال السيد المعايطة ) اتهام مباشر لتلك الدول بأنها كانت السبب المباشر لهذا اللجوء عندما أسّست للفوضى في سورية ، وعندما شجعت وحشدت وموّلت وسلّحت تلك العصابات من القتلة والمجرمين والتكفيريين الظلاميين التي تسببت وكانت وراء هذا اللجوء والتشريد لمئات الآلاف من الأشقاء السوريين …
ودعونا نقتبس بعض الفقرات من مقال السيد سميح المعايطة المومى إليه …
يقول السيد المعايطة : ” مؤتمرات المانحين للشعب السوري والدول التي تحملت اعباء ازمتهم فيها مواقف جادة تستحق الشكر ، لكن فيها تبرعات وأرقام لا تصلح لاغاثة أسر منكوبة او تمويل جمعية خيرية نشيطة وبخاصة عندما تكون هذه التبرعات من دول مقتدرة جدا وبعضها أنفق مواقف سياسية وعسكرية كبيرة ومكلفة لاسقاط النظام، لكنها عندما يكون الامر متعلقا بكلفة الحرب التي اشعلوها وزودوها بكل انواع المقاتلين بمن فيهم قوى التطرّف نسمع عن ارقام تثير الحزن وربما لا يراها بعضهم كافية لو أراد ان يشتري يختا او قصرا في احدى عواصم العالم الاول ” …
ويضيف : ” ونحن لسنا من الدول التي أشعلت النار في سوريا ، ولم تكن حدودنا ولا اموالنا تقدم تسهيلات لادامة سيلان الدم السوري ومعه ملايين المشردين ، ولهذا فالازمة السورية ازمة العالم وبخاصة الدول التي كانت ومازالت شريكا في تلك الحرب بل وفي استيراد التطرّف من كل مكان الى حدودنا ، وواجب العالم وهؤلاء ان يقدموا ما عليهم ليس صدقة على الشعب السوري وعلى الاْردن بل جزء من واجبهم ، ولهذا فازمة من هذا الحجم لايكفي فيها من البعض حملات اغاثة تقدم مواد غذائية وصوبات وبطانيات وصناديق التمر بمبالغ لاتزيد عن عشرات الملايين مع ان هذه المبالغ رمزية امام ما تم دفعه وماهم مستعدين لدفعه ثمنا لاسلحة او تجهيز تنظيمات تقاتل النظام، ليدفعوا لمن يشاؤون لكن عليهم ان يدفعوا ماعليهم من واجب لتمويل مساعدة الشعب السوري والدول التي تحملت عبء حروبهم، لكن اللجوء الى التبرعات الاستعراضية والارقام الرمزية قياسا لحجم الاعباء امر يكشف اولا حقيقة المواقف “…
نكتفي بهذين الإقتباسين ، حيث أنهما كافيان تماما لجعلنا نعتقد راسخين بأن من كان يتهم ( النظام السوري ) بالتسبب بهذه الحرب الكونية الظالمة على سورية وشعبها ، أصبح الآن يعترف ( ولو على استحياء ) ، بأن هناك من خطط لهذه الحرب ومن موّل وسلّح واستورد المرتزقة وشذاذ الآفاق من كل ركن وصوب الى سورية .
هل هو ( عودة الوعي ) ؟
هل سيكون مقال معالي سميح المعايطة بداية لاستدارة واضحة في المواقف ؟
الأيام القادمة ستحمل الجواب .
التعليقات مغلقة.