ألم نقل ان اردوغان كذاب وناكر للجميل لايؤتمن جانبه؟ / كاظم نوري الربيعي

ما ان وطات قدماه ارض اوكرانيا حتى نسي نفسه واخذ  يهذي امام المسؤولين فيها عن شبه جزيرة القرم  التي اختارت الانضمام الى روسيا الاتحادية  هذيانه  انصب على انها ارض تابعة لاوكرانيا دون ان يشعر بالخجل او حتى نسي كل ما قدمته له روسيا من دعم  اثر محاولة الانقلاب الفاشلة في تموز من العام الماضي مثلما يحاول الحصول على تقنيات صاروخية روسية  للدفاع الجوي   ترفض حتى دول حلف شمال الاطلسي وفي المقدمة الولايات المتحدة  تقديمها له رغم عضوية تركية في حلف ناتو العدواني فتخيلوا اي كره يضمره له  الاخرون حتى حلفائه.

 انه بالمختصر المفيد” اي اردوغان”  شخص ” ناكر للجميل” ” وكذاب ” من الطراز الاول  ولا يؤتمن جانبه ” ومستعد ان  يعض اليد التي تمتد لمساعدته ولم يكن مخطئا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عندما اعتبر اسقاط السوخوي  من قبل الطائرات التركية  عملية طعنة في الظهر وهاهو يكرر طعن موسكو عندما زار كييف ليردد مقولة القرم  ويتحدث عن  وحدة الاراضي  الاوكرانية ودون وجل.

 انها طعنة اخرى لاتختلف عن طعنة اسقاط السوخوي  وسترون ان هذا  الرجل وبقية المحيطين به سيكررون مثل هذه المواقف  لانه عديم  المصداقية حتى في الملف السوري  وان اعطائه دورا  مميزا في ادلب وغيرها من المدن السورية سوف يستغله استغلالا بشعا  ينسجم مع تطلعاته  واحلامه المريضة باحياء السلطنة المقبورة.

 روسيا لم تنتظر وجاء ردها على لسان عضو مجلس الاتحاد الروسي  اليكسي بوشكوف الذي اكد فيه ان وضع” شبه جزيرة القرم الروسية لن يتغير سواء اعترف الرئيس التركي اردوغان بعودتها الى روسيا ام لا.

ويعد هذا  الرد حجرا يلقم فيه بوشكوف اردوغان  انه اول تعليق من الجانب الروسي على حديث  مسيلمة انقرة خلال مؤتمره الصحفي مع نظيره الأوكراني بيترو بوروشينكو، بعد لقائهما في كييف  عندملا قال “أن تركيا تدعم سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها ولن تعترف بتبعية شبه جزيرة القرم إلى الاتحاد الروسي”..

وكتب بوشكوف على حسابه في “تويتر” “سواء اعترف أردوغان بتبعية القرم إلى روسيا أم لا، لن يتغير بذلك وضع القرم، إنه يعرف ذلك ويفعل ما يرضي بوروشينكو لا أكثر.

وفي مارس/آذار 2014 عادت القرم إلى الاتحاد الروسي نتيجة الاستفتاء، حين صوت أكثر من 95% ممن شاركوا في العملية لصالح العودة إلى قوام روسيا.

ونظمت سلطات القرم الاستفتاء على خلفية الانقلاب الذي شهدته أوكرانيا في فبراير/شباط 2014.

وكان الرئيس فلاديمير بوتين، قد شدد في 3 سبتمبر 2016، على أن مسألة عودة القرم إلى روسيا أغلقت نهائيا، موضحا أن أمر العودة إلى المنظومة السابقة التي كانت القرم بموجبها جزءا من الأراضي الأوكرانية، غير وارد.

بعد كل هذا   يطلع علينا اردوغان بتصريحه النشاز  في لقاء جمعه في كييف  مع بورو شينكو.

هذه طعنة اخرى يوجهها اردوغان الى موسكو وسوف ترون موقف هذا الرجل من احداث سورية  وكيف سيتصرف لاحقا ما ان تستتب الامور ويتم التخلص من الارهاب بكل اشكاله ليجر الحديث بعدها عن طموحات تركية غير  محدودة سواء  في سورية او  العراق ومن يراهن على اعتدال في الموقف الاردوغاني  حول الاوضاع في المنطقة فهو واهم  تماما .

لقد اعطت  موسكو  الى انقرة فرصة جديدة تضاف للفرص  السابقة تتمثل في تهدئة الاوضاع في ادلب لكن الذي يحصل لاحقا جراء سياسة ” اردوغان” سوف يجلب المتاعب الى موسكو وحلفائها خاصة سورية وايران مثلما سيشهد الوضع في  العراق تطورات غير متوقعة جراء تدخل انقرة التي لم تسحب حتى هذه اللحظة جنديا واحدا من قواتها المرابطة في بعشيقة  العراقية رغم المطالبات المتكررة من بغداد  ليات موقف  بارزاني الاخير حول الاستفتاء  ويزيد الطين بله مما دفع  العراق  مرغما الى اجراء مناورات مشتركة مع تركية في محاولة  لممارسة الضغوط على بارزاني..

 اردوغان لايفهم سوى لغة  واحدة هكذا عودنا وللتذكير فقط  كيف لزم الصمت وعرف حجمه الحقيقي عندما ردت موسكو عسكريا على اسقاط السوخوي  فضلا عن اتخاذ اجراءات اقتصادية وفي مجال السياحة جعلته يتوسل  وعلى طريقة” الشحاذين” كيف لا وهو الشحاذ بامتياز والمبتز دوما للحصول على الاموال من الاتحاد الاوربي بعد تهديدها بارسال ”  المزيد من المشردين والمهاجرين الذين ارغموا على ترك اوطانهم جراء سياسته الداعمة للارهاب في سورية  والعراق بتنسيق مع انظمة الفساد في المنطقة وبدعم امريكيى.

هذا هو اردوغان  وسيبقى يحلم ب” السلطنة” هذا الداء الذي لايفارقه وسيبقى ” كذابا وناكرا للجميل” .

 وحري بالعالم  المتحضر والمدافع عن الانسانية ان ينظر الى ما حل بسورية والعراق  من موت ودمار  وان يبحث عن وسيلة  تمكنه من ايصال اردوغان  الى بوابة ” لاهاي” للمثول امام المحكمة الدولية جراء الجرائم التي تسبب بها في كل من سورية والعراق.