بيان الحزب الشيوعى المصرى حول الجرائم ضد المسيحيين في سيناء

149

الأربعاء 1/3/2017 م …

الأردن العربي …

بيان الحزب الشيوعى المصرى حول الجرائم ضد المسيحيين في سيناء …

*ذبح وحرق المواطنين المسيحيين في سيناء جريمة إرهابية نكراء

*نطالب الدولة بتقديم كل أشكال الدعم للمواطنين النازحين

اقترفت عصابات داعش الإرهابية جريمة نكراء جديدة, تمثلت فى قتل وحرق عدد من المصريين الذين يدينون بالديانة المسيحية فى مدينة العريش. مما أدى الى إجبار باقى المواطنين من أصحاب هذه الديانة على النزوح وترك منازلهم وأعمالهم وممتلكاتهم ومدارس أولادهم, وتأتى هذه الجريمة ضمن جرائمها البشعة المتلاحقة فى حق رجال الشرطة والجيش, ولم تستثن أحدا, حتى المواطنين العزل.

إن الخطورة الاستثنائية لهذه الجريمة بالذات تكمن فى كونها تقوم على ممارسة القتل والترويع على أساس الهوية الدينية, وهو الأمر الذى ينذر بخطر داهم على وحدة وتماسك شعبنا, إذا لم تتم مواجهته بكل حزم وحسم من قبل أجهزة الدولة، خاصة وأنها تأتي ضمن مخطط كشف عنه بيان “داعش” الذي يعتبر المسيحيين عدوا مستهدفاً في كل مكان، ويحذر حزبنا من أن هؤلاء الإرهابيين يستهدفون المسيحيين ليس في سيناء فقط ولكن في مصر كلها. ويستهدف الإرهابيون من هذه الجريمة أيضاً زعزعة ثقة المواطنين عامة, والأقليات الدينية خاصة, والجهات الدولية, فى قدرة الدولة على حماية مواطنيها مما يفتح الباب واسعا لكل المخططات والتداعيات التى من شأنها تهديد الأمن الداخلى وإتاحة الفرصة للتدخلات الخارجية.

ويطالب حزبنا بمراجعة السياسات التى تنتهجها السلطات فى معالجة مشكلة الإرهاب فى سيناء, وذلك بما يمكنها من الإجهاز على الإرهابيين بشكل باتر ونهائى. وفى الوقت نفسه يلفت الحزب النظر إلى ضرورة العمل على تجفيف البيئة الحاضنة للإرهابيين فى هذه البقعة من أرض مصر, بما يحقق ضمان ولاء المواطنين من أهالى سيناء للدولة والوطن, خاصة فى هذه الظروف المعيشية العصيبة وتداعيات الحرب على الإرهاب, وذلك بالتخفيف عنهم ودعم صمودهم, وتقديم كافة الخدمات اللازمة لهم وعدم أخذهم بجريرة ما يقترفه الإرهابيون, حتى ولو كانوا من أبنائهم أو يمتون لهم بصلة، فما كان للإرهابيين أن يصمدوا طوال تلك المعارك وأن يقترفوا كل تلك الجرائم مالم يكن لديهم دعم محلى وبيئة حاضنة, من بعض السكان على الأقل.

كما يلفت حزبنا النظر إلى ضرورة المواجهة الشاملة للإرهاب والتعامل الحازم مع قوى التطرف الدينى التى تكمن فى بعض دوائر الأزهر الشريف والجماعات السلفية والجمعيات الدينية، والتى تحمل أيديولوجيا التطرف والإرهاب وإن كانت لاتمارسه على نحو مادى (حتى الآن)، تلك التى تبقى عليها الدولة على الرغم من كل تصريحات وممارسات قادتها التى تهدد وحدة وتماسك النسيج الوطنى. إن هذه الدوائر والجماعات والأحزاب إنما تمثل الرافد والظهير والغطاء الفكرى لكل الممارسات الإجرامية للإرهابيين.

إن جريمة ذبح وحرق المواطنين المسيحيين فى سيناء هى محصلة طبيعية لطريقة المعالجة الرخوة لجرائم الاعتداء الطائفى التى تمارس بحق المسيحيين منذ أزمان بعيدة وقريبة، وماهى إلا حلقة فى مسلسل لا ينتهى من الانتهاكات والجرائم التى تمر بلا رادع إلا فى أقل القليل من الحالات، وهى لا تنفصل عن جريمة ذبح التاجر المسيحي بيد أحد السلفيين بالاسكندرية, عشية رأس السنة فى ديسمبر الماضى، كما لاتنفصل عن الجريمة الشنعاء التى اقترفت بحق سيدة قرية الكرم بالمنيا, ولا عن مسلسل الاعتداء على المسيحيين وحرق بيوتهم وإجبارهم على النزوح من قراهم فى بنى سويف والفيوم والعامرية .. الخ. والرضوخ (فى أعلب الحالات) لأحكام الجلسات العرفية الظالمة, برعاية رسمية وتهاون الواضح فى إنفاذ القانون ومحاكمة الجناة وردعهم.

إن حزبنا إذ يدين هذه الجريمة المعادية للوحدة والتماسك الوطنى, فضلاً عن كل القيم والأخلاقيات والنواميس الإنسانية, فانه يدعو كافة الجهات والهيئات الرسمية والمنظمات المدنية إلى تقديم كل الرعاية والعون والدعم المادى والمعنوى لهؤلاء النازحين المكلومين من أبناء مصر.

القاهرة في 26 فبراير 2017

الحزب الشيوعى المصرى

المكتب السياسى

التعليقات مغلقة.