نتنياهو في ورطة … وسيناريوهات مرعبة تنتظر اسرائيل / د. خيام الزعبي

255

د. خيام الزعبي ( سورية ) – الخميس 2/5/2024 م … 

تيقن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو أن الفشل في غزة  هو سيد الموقف وإنه إن لم يتم تدارك الأمر فان أحلامه بالسيطرة على فلسطين ومستقبل دولته المصطنعة في خطر ، وأن الجهد الذي بُذل طوال السنوات الماضية سيذهب إدراج الرياح وسيتغير وجه المنطقة ومسار الصراع، فكان لا بد من استثمار الإرهاب من جديد، فراهن على دخول قطاع رفح وإسقاط المقاومة هناك لمنع محور المقاومة من الدخول في مرحلة هزيمة المشروع الغربي، وتوجيه ضربات إليه إن أمكن.

نتنياهو الذي لم يبقى لديه شيء ليخفيه، يفضل استمرار الحرب على عودة الأسرى، لكن غرابة هذا المنطق يبددها تصريحاته المستمرة عن رفح وأهمية المدينة التي تضخمت لتصبح أكبر بكثير من حجمه، وكأنها معركة الحسم مع دولة عظمى وكأن الحرب المدمرة المتواصلة منذ السابع من أكتوبر ليست بشيء إزاء تلك المعركة.

وفيما تبدو الحكومة الاسرائيلية مشغولة بملابسات الهزائم المتلاحقة والتحولات الاستراتيجية في الحرب، حيث  إرتفع الجدل وسط إتهامات مباشرة لنتنياهو من داخل الحزب الحاكم بأنه هو الذي ورط اسرائيل في مُستنقع المقاومة نتيجة طبيعية لفشله السياسي.

نتنياهو اليوم يحصد نتائج سياسته الفاشلة المنكسرة في غزة، ويحاول دخول مدينة رفح للملمة الكارثة التي سقط فيها دون أن يحيد عن حلم إسقاط المقاومة وإستباحة المدنيين، بإصرار جنوني على مشروع لا يبدو أن واشنطن تملك بدائل أخرى لإنقاذ إسرائيل وإطالة حياة مشروعها المتعثر والفاقد لقدرة الإستمرار، ومن هنا فإن  حرب نتنياهو الجديدة لن تخرج عن حروب الكيان الصهيوني التي تبدأ ولا تعرف نهاياتها أو يتحقق فيها نصر، وإستمرار هذه الحروب يبدو هدفاً في حد ذاته.

ببساطة، أن الحرب بالنسبة لنتنياهو هي مجرد بقاء في السلطة، ومصالحه تعني استمرار الكوارث والحروب  التي بدأت بسبب أنانيته السياسية وحب السلطة، ومن هنا يعود ليورّط نفسه متجاهل دروس الماضي لكنه مضطر إلى لعب هذا الدور لتحقيق أهدافه.

فنتنياهو غير قادر على ما يبدو، على فهم الحقيقة وهي بأن المقاومة تقاوم السقوط، وترفض الاستسلام ، بعد أن أصبح لديها حلفاء جدد في اليمن، فالمقاومة اليمنية أجبرت الملاحة البحرية على حرف طرقها عن قناة السويس نصرة لأهل غزة،  بالإضافة الى المقاومة الإسلامية في العراق التي قصفت مواقع حيوية في تل أبيب ،  وبالمقابل تجمدت الجهود الدبلوماسية لتطبيع العلاقات بين إسرائيل وجيرانها من المغرب إلى الإمارات العربية المتحدة، وفي الوقت نفسه أصبحت اتفاقيات أبراهام ميتة، وبذلك تلاشى حلم نتنياهو بتحقيق كتلة إقليمية اقتصادية معها التي كان يسعى الى تحقيقها

وهنا يمكنني القول أن اسرائيل باتت على المحك، وأن  فتح حرب على جبهات “ايران وحزب الله والمقاومة العراقية واليمنية” سيترك تداعيات كبيرة على اسرائيل، أمناً وإقتصاداً ومن الناحية العسكرية، وهناك حرب إقليمية يخوضها المحور سوف تكون نتيجتها هزيمة كيان الاحتلال وإنهاء الوجود الأمريكي في المنطقة ،وهذا من شأنه تعميق ورطة نتنياهو مع  محور المقاومة وهي ورطة مُرشحة لأن تتفاعل في اتجاه وضع تل ابيب على خط النار، وبقاء الباب مفتوحاً أمام سيناريوهات متعددة، ستكون لها تداعيات مباشرة على مصداقية نتنياهو، قد تساهم في إحداث شرخ في حزبه الذي لم يتعاف حتى اليوم من جروحه بعد الاستقالات التي مر بها.

مجملا، يبدو أن اسرائيل حالياً على أبواب سيناريوهات “مرعبة” لما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع في ظل العدوان على غزة وموقف أمريكي متباطئ فيما يحصل هناك، ومن هذا المنطلق يجب على اسرائيل أن تتأهب لمرحلة جديدة، فإضطراب الأوضاع في اسرائيل مسألة وقت، وان النار تحت الرماد.

وأختم بالقول،  لقد ظن نتنياهو وحلفاؤه إن الفلسطينيين غير قادرين على سحق الجيش الإسرائيلي، فإذا بالفلسطينيين يثبتون للعالم أجمع بأنهم قادرين على هزيمة هذا الجيش ومن يقف وراءه، و اليوم تفشل كل محاولات إسرائيل في القضاء على حركات المقاومة الفلسطينية بكل الوسائل، بل على العكس ما حصل هو صعود وازدياد قوة المقاومة في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي التي شلت المخططات الصهيونية في المنطقة، ومن هنا لقد أصبحت إسرائيل ضعيفة ونهايتها ستكون قريبة جداً، وستثبت غزة إنها مقبرة الاحتلال الصهيوني.

[email protected]