مقابلة خاصة … ضابط عمليات في المقاومة اللبنانية: هذا ما ينتظر جيش العدو
ليس بعيداً عن شمال فلسطين المحتلة، وفي نقطةٍ مغطاةٍ برداء شجري أخضر، طَلَب منا أحد مجاهدي الإعلام الحربي المركزي أن نركن سيارتنا ونترك فيها كل أجهزتنا الإلكترونية والهواتف.
انتقالٌ من نقطة إلى نقطة جنوب نهر الليطاني برفقة الإعلام الحربي، حتى وصلنا إلى “الأستديو” في عمق إحدى الأحراج التي لا نعرف عن موقعها سوى أنه قريب جداً من جدار الفصل الإسرائيلي بين لبنان والمستعمرات الصهيونية. كل شيء كان جاهزاً: الكاميرات، كرسيان متقابلان، ويافطة اختيرت كلماتها بعناية:
“حربنا ضد الاحتلال مفتوحةٌ حتى التحرير الكامل”
سألتُ مرافقنا من الإعلام الحربي: “ما المقصود بالتحرير الكامل؟ لبنان أم فلسطين؟”، ابتسم وأجاب: “دعْ الإسرائيلي يتكهّن”. كان هذا الجواب بداية اتخاذ إجراءات تمويهية لعدم السماح للعدو باكتشاف أي تفصيل صغير مرتبط بالمقابلة: المكان – التوقيت – هوية الشخصية، فعلى سبيل المثال تم تعديل التوقيت الظاهر على عقارب الساعة التي كنتُ أرتديها والتي قد تظهر على الكاميرا أثناء طرح الأسئلة، هذا أحد التفاصيل الدقيقة ويمكنكم تخيل الباقي.
لم يمرّ وقتٌ طويل ووصل “الحاج”
“الحاج رضا” كما عرّفه الأخوة في الإعلام الحربي، بدا واضحاً جداً أنه من رعيل زمن التأسيس للمقاومة، وأيضاً، بدا جليّاً أنه يعرف أدق التفاصيل في المكان الذي كنا ننتظره فيه، بل صاحبَ إمرةٍ عسكرية فيه.
ابتسامة – توصيف – نقاط قوة – نقاط ضعف
ابتسامةُ جيل الثمانينات لم تغبْ عن ملامحه طوال فترة ما قبل البدء بالتسجيل، أسئلةُ اطمئنانٍ عن العائلة والعمل و”الأخوة” في قناة المنار، وكأن بينك وبين الحاج “رضا” معرفةٌ قديمة وليس التعارف الأول، مزاحٌ جميل متبادل مع الأخوة في الإعلام الحربي، مراجعةُ بعض النقاط المكتوبة في قصاصة ورقية…ثم بدأت المقابلة. سألتُ: “ما هو الفارق في قوة المقاومة بين تموز من العام 2006 والعام الحالي 2023؟”.
بعد هذا التوصيف لقراءة المقاومة الإسلامية لنتائج انتصار تموز، لخص الحاج “رضا” فارق القوة لدى المقاومة بين 2006 و2023 بعبارة بالغة الدلالة: هو كالفارق بين حزيران 1982 وأيار 2000.
أمام هذا التوصيف في تنامي قوة المقاومة وقدراتها، يكشف الحاج “رضا” – دون أن نسأله – واقع القوة لدى العدو الإسرائيلي مقارنة مع العام 2006. فهذه القراءة تصبح أيضاً عاملاً إضافياً لفهم واقع قوة المقاومة، وبالتأكيد يختلف التحليل بين ما إذا كانت القوتان المتصارعتان في حالة تنامٍ متوازٍ للقدرة، أو في حالة تعاكس.
وهكذا، يصبح سهلاً توضيحُ خصائص وعوامل القوة التي تميّز قدرة المقاومة الإسلامية على خوض أي مواجهة عسكرية مع العدو الاسرائيلي في الوقت الراهن، ولعلّ أبرزها التفاف بيئة المقاومة حول خياراتها بكل ما في ذلك من استعداد للتضحية.
مفاجآت من العيار الثقيل
وبناءً على هذا التوصيف في القدرة المتقابلة، ما الذي ينتظر جيش العدو وألويته في أي مواجهة محتملة مقبلة؟ إجابة الحاج “رضا” كانت مفاجئة وغير مسبوقة.
أثار هذا المقطع جرأتنا لنطرح على ضابط غرفة العمليات في المقاومة الإسلامية السؤال التالي: “ما هي مفاجآت الحرب المقبلة؟”
معادلة الجليل
“معادلة الجليل” أو “كابوس الجليل” بحسب التوصيف الإسرائيلي. لماذا أصبحت هذه المعادلة التي أطلقها سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في العام 2011 تحمل كل هذا النقاش الداخلي الصهيوني؟ الحاج “رضا” يكشف عن حجم التحولات الذي أحدثته هذه المعادلة لدى الكيان الصهيوني… أخطر هذه التحولات كان في تغيير “العقيدة القتالية” لجيش العدو.
حادثة انتزاع الكاميرات
وبرغم أن العدو الإسرائيلي أعاد في 17/07/2023 وتحت جنح الظلام تركيب كاميرات المراقبة البديلة من الكاميرات التي أزالها الشبان اللبنانيون عن الجدار الفاصل في بلدة كفركلا الحدودية، فإن الحاج “رضا” يعتبر أن ما حصل هو فضيحة مدويّة لجيش العدو.
في خلاصة المشهد: إستعدوا أيها الصحفيون للتغطية في الداخل!!!
“طوع يديك”
المقابلة في الذكرى الـ17 لانتصار تموز لا يمكن أن تمرّ من دون توجيه رسالة من المقاومة الإسلامية في الميدان إلى “القائد المفدّى” سماحة الأمين العام، في تحديثٍ سنوي للرسالة الشهيرة التي وجهها المجاهدون لسماحته في خضم المعارك في 2006. فماذا حملت الرسالة في العام 2023؟
التعليقات مغلقة.