لماذا أشار “أبو عبيدة” إلى تعمير غزة؟ مقترحات جديدة لـ”صفقة”.. حماس والمقاومة تحت حبال الضغط و”الابتزاز” ببند “إعادة الإعمار”.. الجواب الوحيد “كل المسائل قابلة للنقاش لكن بعد وقف العدوان”
مدارات عربية – الإثنين 1/1/2024 م …
الحصار بدأ يشتد خلف الستائر على قادة حماس السياسيين للتقدم بتصور واضح يجيب على سؤال موقف الحركة من بناء عملية سياسية تعقب وقف العدوان .
والقصد طبعا في بطن كلمات وأحرف السؤال هو ان تخرج حركة حماس من المعادلة في إدارة قطاع غزة ثم في ادارة مشاريع إعادة الاعمار تحديدا لان المجتمع الدولي” لن يوافق” كما يقال في عمان والقاهرة الان على اي مشروع لإعادة اعمار قطاع غزة.
وقبل ذلك على اي مشروع لوقف العدوان أصلا إلا اذا وجدت حكومة فلسطينية بعيدة عن حماس ولا علاقة لها بحركة حماس او بالمقاومة.
الضغوط إشتدت أكثر في هذا الإتجاه مؤخرا على هامش عودة وفد سياسي من حركة حماس للقاهرة بهدف إستعراض ما سمي بـ”مقترحات وأفكار جديدة لصفقة تبادل”.
ولأن الجناح العسكري شعر عمليا بتلك الضغوط تضمن خطاب الناطق أبو عبيده الأخير إشارات مباشرة لأن حماس في الداخل “لن تخضع” للإبتزاز على هامش مفاوضات الأسرى تحت بند “إعادة الإعمار”.
لذلك قال “أبو عبيدة” نصا تلك الإشارة التي تلفت لأن المقاومة ستتقاسم اللقمة مع الشعب وتعيد البناء.
ولأن المقاومة أصلا تعتبر “إعادة الأعمار” من شروطها الأساسية لإتمام أي صفقة شاملة يتم تذكير جناحها السياسي في مصر وقطر وغيرهما بأن تنفيذ ذلك الشرط قد يتطلب “إبتعاد حماس عن واجهة الإدارة في غزة”.
وبأن عملية إعادة الإعمار حتى بعد وقف العدوان وإستئناف مفاوضات الأسرى من الصعب ان تجد تمويلا بإشراف الأمم المتحدة أو تقديم منح مالية حتى عربية عبر حكومة حماس او تشرف عليها حماس في داخل القطاع.
تلك بكل حال مرحلة صعبة ومعقدة على الأرجح تفطنت لها قيادة الحركة مبكرا وبقيت طوال ايام العدوان لأكثر من 87 يوما تجيب على هذا السؤال السياسي بالإشارة الى مسألتين.
الاولى هي المبادرة من أربعة بنود التي أطلقها في بداية العدوان الشيخ اسماعيل هنية .
والثانية تتمثل في ان مسالة إعادة الإعمار ووجود تصور سياسي لما بعد غزة بعيدا عن حماس ليست من الأولويات وان نظام الاولويات محصور فقط الان بوقف العدوان ثم إدخال كميات هائلة من المساعدات ووقف العلميات العسكرية.
الجديد في هذا السياق هو حجم الضغط وإعتبار الأطراف الضاغطة ان موافقة حماس على تصور سياسي ما في السياق هي محطة أساسية لإقناع المجتمع الدولي عشية العام الجديد 2024 بوقف العدوان.
وهو أمر يضع قيادة حماس تحت الضغط الشديد طبعا .
لكن حتى الان هوامش المناورة تبدو في اطار لعبة سياسية ضاغطة و ما تقوله حماس حتى اللحظة هو انها قابلة لمناقشة كل الأفكار لكن بعد وقف العدوان وما يقترحه الضاغطون وخصوصا في دول مثل مصر وقطر والاردن هو ان النقاش ينبغي او يبدو انه ينبغي ان يسبق وقف العدوان على إعتبار ان ذلك متطلب إلزامي لمرحلة إعادة الإعمار ولأنضاج صفقة شاملة أصلا.
التعليقات مغلقة.