إسرائيل: المُسيَّرات الإيرانية قلبت الموازين بالشرق الأوسط.. “شاهد 136” قادرةٌ على ضرب الكيان مُباشرةً وتحولّت لتهديدٍ استراتيجيٍّ كبيرٍ لإسرائيل لا يقِّل خطورةً عن الصواريخ والقذائف… الطائرات بحوزة حزب الله وحماس وسوريّة
مدارات عربية – الجمعة 03/11/2023 م …
بحسب مؤسس مشروع منظومات الدفاع الجوي الإسرائيليّ، الجنرال احتياط عوزي روبين، فإنّ الطائرات بدون طيار التي تنتجها إيران، قد قلبت موازين القوى في منطقة الشرق الأوسط، بل وباتت تهديدًا استراتيجيًا يماثل تهديد الصواريخ الباليستية.
وقد أعدّ روبين دراسة حول هذا الموضوع، نشره موقع (معهد القدس للإستراتيجية والأمن)، جاء فيها “رفعت قدرات الطائرات الإيرانية غير المأهولة المتزايدة في خطر، من مستوى الإزعاج إلى المستوى الاستراتيجيّ، على قدم المساواة مع القذائف الصاروخية لطهران وصواريخها”.
و”تعمل إيران على تطوير وتوسيع أساطيل الطائرات بدون طيار منذ الثمانينيات. وهي تتألف الآن من مجموعة واسعة من الأنواع، التي تتراوح في الحجم والوظيفة، من حجم الطائرات المأهولة وطائرات الاستطلاع بدون طيار عالية التحليق، إلى الطائرات الصغيرة منخفضة التكلفة الانتحارية بدون طيار”.
ولفت إلى أنّ عاموس هاريل، المحلل العسكري لصحيفة (هآرتس)، أفاد أنّ “إيران تعتمد على الطائرات بدون طيار كقوة موازنة لتفوق إسرائيل الجوي”، مضيفًا أنّ “القيادة العسكرية العليا لإسرائيل قلقة من انتشار قدرات الطائرات بدون طيار الإيرانية إلى المزيد والمزيد من وكلاء إيران”.
كما كشف وزير الأمن الإسرائيليّ السابق، بيني غانتس في خطابه عام 2021، أمام معهد مكافحة الإرهاب بجامعة رايخمان، أنّ “أحد أقوى أسلحة إيران هو أسطولها من الطائرات بدون طيار”. ووفقًا لغانتس، إنّ “هذه مجموعة من الأسلحة الفتاكة والدقيقة، مثل الصواريخ الباليستية، يمكن أنْ تعبر آلاف الكيلومترات، وينتج الإيرانيون هذه المركبات الجوية ويزودونها بوكلائهم، الذين يستخدمونها بدورهم بالتنسيق مع وتحت قيادة الحرس الثوري وقوة القدس التابعة له”.
وبحسب روبين:”في الواقع، رفع غانتس الطائرات بدون طيار الإيرانية إلى أعلى مرتبة من التهديدات، على قدم المساواة مع تلك التي يشكلها برنامج طهران النووي.”
كما أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت كان أكثر فظاظة، ففي خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، صرح بشكل قاطع أنّ “إيران قد أنشأت مؤخرًا وحدة أسلحة إرهابية جديدة، أسراب من الطائرات بدون طيار المسلحة، التي تحمل أسلحة فتاكة يمكن أنْ تضرب في أي مكان وفي أي وقت”، علاوة على ذلك، حذر من أنّ “إيران استخدمت بالفعل هذه الطائرات بدون طيار الفتاكة، المسماة (شاهد 136)، لمهاجمة السعودية، والقواعد الأمريكية في العراق، وسفن الشحن في عرض البحار. محذراً من أنّ “إيران تعتزم تسليح وكلائها في اليمن والعراق وسوريّة ولبنان بالمئات، ولاحقًا بالآلاف، من هذا النوع من الطائرات بدون طيار”.
لذلك فإنّ تصريحات بينيت وغانتس مجتمعة، تشهد على القلق المتزايد في إسرائيل، بشأن تهديد الطائرات بدون طيار الإيرانية، وهو تهديد حقق الآن نوعًا من “الكتلة الحرجة”، رغم أنه ليس جديدًا، مما يجعله معادلاً للتهديد النووي، ويطغى على التهديدات الصاروخية من إيران ووكلائها.
وأوضح روبين: “تم إثبات كفاءة الطائرات بدون طيار الإيرانية ومشغليها، مرارًا وتكرارًا في المنطقة، منذ بداية الحرب في اليمن عام 2014. حيث تعمل الطائرات بدون طيار الإيرانية في سماء السعودية والخليج العربي والعراق وسوريّة، وقد تمّ استخدامها على نطاق واسع في مجموعة واسعة من العمليات”.
وأفادت مصادر إعلامية إسرائيلية أنّ مدى “شاهد 136” قد تضاعف بالفعل، إلى 1500 كيلومتر، ومع مثل هذه القدرة على المدى، يمكن لـ “شاهد 136” مهاجمة إسرائيل مباشرة من إيران، التي تبعد حوالي 1200 كيلومتر عن إسرائيل في أقرب نقطة لها. ربما كان هذا ما كان يدور في ذهن غانتس، عندما حذر من الطائرات بدون طيار الإيرانية الفتاكة “التي يمكن أنْ تعبر آلاف الكيلومترات”.
وشدّدّ روبين على أنّ “إن تحسين أداء الطائرات بدون طيار الإيرانية، فضلاً عن الخبرة المتزايدة للمراقبين الإيرانيين، يحولونها إلى تهديدٍ استراتيجيٍّ كبيرٍ لإسرائيل، وسرعان ما أصبح هذا التهديد، لا يقل خطورة عن الصواريخ والقذائف الإيرانية ووكلائها.”
في خطابه الذي ألقاه أمام الأمم المتحدة أشار رئيس الوزراء الإسرائيليّ السابق بينيت إلى الهجمات على السفن الإسرائيلية، كتأكيدٍ على الأهمية الحاسمة لتهديد الطائرات بدون طيار الجديد، وكان واضحًا تمامًا بشأن طبيعته: أسراب من مئات، إنْ لم يكن بالآلاف، من الطائرات بدون طيّار الإيرانية، التي تمّ توفيرها لوكلائها في اليمن والعراق وسوريّة ولبنان، يمكن استخدامها لمهاجمة إسرائيل.
ورأى روبين أنّ الإيرانيين يُفضِّلون الطائرات بدون طيار الانتحارية، حيث يمكن تصنيعها في ورش العمل المرتجلة لوكلائهم في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني في قطاع غزة، وهكذا، كما أشار بينيت، فإنّ الجانب الأكثر خطورةً لتهديد الطائرات بدون طيّار لإسرائيل، هو إمكانية شنّ غاراتٍ جماعيّةٍ بأسرابٍ متزامنةٍ من مئات، إنْ لم يكن الآلاف، من الطائرات بدون طيار.
واختتم قائلاً: “لم يعد من الممكن النظر إلى الطائرات بدون طيار الإيرانية على أنّها أنظمة أسلحة ثانوية تُستخدم لـ “المضايقة وجمع المعلومات الاستخبارية والردع”، وبدلاً من ذلك، فقد نمت إلى نظام سلاحٍ رئيسيٍّ يمكن، عند تطبيقه بشكل صحيح، أنْ يُغيِّر قواعد اللعبة من تلقاء نفسه، وبقوة الجيل الجديد من الصواريخ والقذائف الدقيقة لإيران.
التعليقات مغلقة.