المحامي محمد احمد الروسان يكتب: لا سياسة خارجية لإسرائيل .. فقط أمنية وسيقانها من قش … الغرب يتراكض لشد عصب الكيان .. فهو واقع في الحفرة

528

 

المحامي محمد احمد الروسان* ( الأردن ) – السبت 21/10/2023 م …

*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية …

= = الكشف عن الحمض النووي الاستخباري المعادي للشعوب …

= = هولوكوست فلسطيني ماثل وإسرائيل واليانكي جزّارا العصر …

= = العنكبوت يتفاخر أنّ بيته على ضعفه أقوى من إسرائيل …

ذبح غزّة الآن، من الوريد إلى الوريد، يريح بعض عربنا، وجاء بغطاء أمريكي، وبغطاء من بعض هذا الغردق السياسي الأستخباري العربي، والأخير صار يلملم دواعشه من جديد، ويؤمن بمقولة: من يقطع رأس الأفعى سيكون سيّد الحيّ، وبعض هذا الغردق السياسي العربي المرتهن، وفّر المعلومات النقيه والدقيقة، لصنّاع القرار في نواة الغردق اليهودي، كما وفّر تقيم استخباري دوري، للمستويين العسكري والسياسي المهني والأمني، لذات مكنونات وميكانيزمات الغردق العبري، وقام بعمل نوعي استخباري، تمثل بجمع سري للمعلومات، منها الخام ومنها النقي، عن جلّ حركات المقاومة في المنطقة، وعن حماس والجهاد الإسلامي، وحزب الله وباقي الفصائل، كما عمل بعض غردقنا السياسي على تطوير علاقات سريّة خاصة، جهد على صيانتها ورعايتها، من أجل تدفق المعلومات وسيلها وسلالها، حول جلّ حركات المقاومة في الداخل الفلسطيني المحتل، وفي الخارج الفلسطيني وتصنيفها، فالعدوان الحالي على غزّة، كشف عن الحمض النووي الأستخباري المعادي في المنطقة، لحركات المقاومة وللشعوب.

 

“إسرائيل” هي دولة، من دون احتياطي جغرافي استراتيجي، حجمها وشكلها، يعدّان كابوساً استراتيجياً: هي صغيرة وضيقة وطويلة، بحيث إن النسبة بين طول حدودها ومساحتها سيئة جداً، ويوجد فيها مراكز سكانية ومراكز قوة واضحة ونقاط ضعفها معروفة، وهي تجاور دولاً معادية علانية(سوريا ولبنان)، وفي صراع متواصل مع الفلسطينيين الذي يسيطرون على أجزاء واسعة شرقها وفي قطاع غزة، وهي تحاذي دولة حيادية الى حد ما في ظاهرها(الأردن)، ولكنها الدولة الأردنية بعمقها، ليست صديقة لهذا الكيان، بل يشكل العدو الاستراتيجي لها، في عقيدة جيشها الأردني العربي، ومنظومتها الأمنية، وتستطيع الى حد ما، أن تعارض بالقوة، استخدام أراضيها محوراً لتحرك العدو، وتحاذي اسرائيل أيضاً مصر، التي يمكن أن تكون صديقة أو معادية وفقاً للحاجة، وهي تثبت في الأعوام الأخيرة عداوتها على الأغلب(وأمام خسارة إسرائيلية محتملة لن تبقى بالتأكيد لا مبالية).

إضافة إلى كل ذلك، في إسرائيل شريحة سكانية كبيرة تتردد بين ولائها للدولة أو للفلسطينيين، أو الدول العربية الأخرى، فولاء عرب الشمال الفلسطيني المحتل للدولة “إسرائيل”، يتناسب مباشرة، مع بُعد الدبابات السورية عن الحدود، ومن الطبيعي أن يكون كذلك.

 

ومن هنا: تنشأ سيناريوهات حربية متعددة، تدمج بين تعدد الجبهات، والذي يفوق قدرة عمل الجيش الحالية، ومحاور تحرك عديدة لقوات العدو ـــ بعضها خفي وبعضها مفاجئ ـــ واستخدام قوات شعبية متوفرة ومسلحة(الفلسطينيون وجزء من عرب “إسرائيل” – أي عرب الشمال الفلسطيني المحتل)لإحباط عمليات الجيش الإسرائيلي، والتوغل إلى داخل الحدود الإسرائيلية، وعمليات واستهداف نقاط استراتيجية، والحصول على معلومات استخبارية تكتيكية…. الخ، وإنّ احتمالات نشاط العدو كثيرة، وقدراته تزداد عاماً بعد عام.

 

في الواقع، إن الاستعداد، وفقاً لهذه الخطوط، يجري الآن عملياً على مستويات عديدة، على سبيل المثال، قبل سنوات وقبل الازمة في سوريا وأثنائها، وقّعت كلّ من إيران وسوريا على عديد اتفاقيات دفاع مشترك، وكذلك وقعت دمشق وموسكو على مثيلاتها، وتعمل إيران اليوم بتصميم، وبمساعدة مداخيلها النفطية الهائلة، على تسليح سوريا بسلاح روسي، بجانب المرسل من موسكو الى دمشق، وهناك عدد غير قليل من مواطني “إسرائيل” من أصل عربي، وبعضهم جنود نظاميون في الجيش، قبض عليهم في الأعوام الأخيرة، وهم يتجسسون لمصلحة حزب الله وايران وسوريا، تأهيل حزب الله والفلسطينيين، وتزويدهم بالسلاح، من جانب إيران وسوريا رغم عشرية النار السوداء، معروفان لدى الجميع، وهما في ازدياد.

 

 عندما تفشل الدبلوماسية في تحقيق أهدافها، في مسألة إستراتيجية حيوية محددة، في العلاقات بين الدول، أو بينها وبين منظمات حزبية وسياسية وعسكرية، بحجم بعض الدول، أيّاً كانت هذه المسألة ومفاعيلها، تمتد نتائج ذلك الفشل، إلى إمكانية اندلاع الحرب، وحالما تنتهي الأخيرة وبغض النظر عن نتائجها، نذهب إلى الدبلوماسية من جديد لترتيب الأوضاع، وأي عملية عسكرية، لا تؤدي إلى نتائج سياسية، هي عملية فاشلة وفوضوية وغير محسوبة، وقيل أنّ السياسة استمرار للحرب، ويعتقد أنّ العكس صحيح.

 

كل المؤشرات السياسية والدبلوماسية تؤكد: أنّ دبلوماسية ما تسمى: “بإسرائيل ” فشلت في تحقيق أهدافها، وعلى كافة مسارات اشتباكاتها السياسية والدبلوماسية الإقليمية والدولية، بعبارة أخرى، قد تذهب هذه التي تسمى “بإسرائيلهم” وعبر عدوانها على غزّة، وشعبها الأعزل والأنقى، إلى حرب مع لبنان أو سوريا أو إيران، مستغلةً ظروف المنطقة وشعوبها، لكي تخرج من حالة فشلها الدبلوماسي، وكسادها الاقتصادي، وتحويل أنظار شعبها، كما فعلت في حرب حزيران عام 1967 م، إلى أفق سياسي ودبلوماسي آخر، تستطيع من خلاله تحقيق آفاق سياسية، ومحددات الدبلوماسية الجديدة، مع إيجاد مخرج نوعي جديد في الشرق الأوسط، يتيح: “لإسرائيلهم” للغرب ولبعض العرب، المنبطح والمتهالك، وضعاً أفضل، لجهة القيام بتطبيق جدول أعمالها السياسي والدبلوماسي، والعسكري والمخابراتي القذر، بالتنسيق مع العصابة الحاكمة في واشنطن، وبعض العرب، كغردق سياسي، يعمل لصالح الكيان والكيان فقط.

 

“إسرائيلهم” استطاعت الحصول على العديد من الأسلحة النوعية، سواءً كانت هجومية أو دفاعية، انتهاءً بطائرات اف – 35 الأمريكية الصنع، وابتداءً بطائرات اف – 16 واف – 18، بجانب طائرات مروحية هجومية، وعتاد عسكري متطور، وذخائر مختلفة، تم توفيرها من أمريكا بشكل مباشر، ومن القواعد الأمريكية المنتشرة كالفطر السام، في عروق جغرافيا المنطقة العربية، حيث الولايات المتحدة الأمريكية، المنحازة إلى جانب الدولة العبرية الصهيونية، هي رأس حربه للكيان، كما توفير تلك المعدات العسكرية والذخائر، من بعض دول الإتحاد الأوروبي، والتي تدعي أيضاً الحياد، في مسألة الصراع العربي – الإسرائيلي، وهي كاذبة منافقة في الدرك الأسفل.

 

هذا وقد دخلت “إسرائيلهم” مؤخراً، في العديد من المناورات والتدريبات العسكرية المكثّفة، على وفي أرض الميدان، من حيث التعرف على مسارح وسيناريوهات المواجهة المحتملة، مع التدرب على استخدام الأسلحة المتطورة، مع تحديد “إسرائيل ” لخصومها، عبر دراسات إستراتيجية سياسية وأمنية عمّقت، مفهوم الخصم \ العدو في عقيدة جيشها العسكري البربري، النازي الفاشي السافل، بتركيزها على سوريا والتي يصار على إضعافها، عبر أصابع ربيعها الخفية، وإيران والتي يتم العمل على إغلاق بوّابتها العربية والإسلامية الدمشقية، وحزب الله الذي يتم شيطنته ربيعيّاً عربياً، واستنزاف قدراته وإمكانياته، عبر إثارة الفتن الداخلية اللبنانية، بما فيها تداعيات محكمة الحريري الأب، وقرارها الاتهامي، حيث يعاد النفخ فيها بين فترة وأخرى، لغايات التوظيف، وحركتي فتح و حماس، وإشغالهما بتحقيق المصالحة، وحركة الجهاد الإسلامي، لتعيد حسابات استمرارها على السكّة الإيرانية.

 

المتابع لجهود بعض وسائل الميديا الإعلامية، الموجّهة في كل من الولايات المتحدة الأمريكية و”إسرائيل”، وهي اعلام رأي وليس اعلام خبر، من قبل أجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية، والمتابع لجهود أجهزة إعلام أطراف عربية شرق أوسطية خليجية حليفة، يصل إلى نتيجة واضحة وتتمثل: في ترسيخ وتجذير مفهوم وحالة سياسية جديدة هي:- أنّ الواقع في الشرق الأوسط الآن، لا يسمح ولا يتيح، أي إمكانية حقيقية لتحقيق ما يسمى بالسلام، وعلى هذا الأساس، يجب أن يكون هناك تساوق في الهدف، وتعاون وثيق بين واشنطن وتل أبيب وبعض العرب(الغردق السياسي)على تعديل واقع الشرق الأوسط، بما يجعله قابلاً لاستيعاب مفهوم ما يسمى بالسلام الإسرائيلي الجديد، والذي يتمثل بجهود حكومة يمين – اليمين المتطرف الإسرائيلي، حكومة طوارىء بيبي، باستبدال المفاوضات، حول ملف حل الدولتين، والذي عملياً: باي باي – وصار بالمشمش يا ماما، وقطعا وطبعاً: باتجاه ملفات جديدة أخرى، لم ولن تثمر عن شيء.

 

وتجهد “الدولة العبرية الصهيونية”، بعد فشلها في(خارطة طريق دبلوماسية المفاوضات)، في الذهاب مرةً أخرى إلى( خارطة طريق الحرب، وتوسيع الصراع، ليشمل جبهات أخرى، لمزيد من توريط العصابة الحاكمة في واشنطن دي سي)، من حيث قيام مراكز ودوائر اللوبي الإسرائيلي بالبدء، في حملة تسويق سياسي – أمني ومخابراتي قذر – عسكري نوعية، من خلال التركيز، على مسألة استعادة، وزيادة قوّة الردع الإسرائيلية بعد استعادتها، عبر عدوانها النازي الحالي على غزّة، بالقصف السجّادي العشوائي، حيث لا بنك أهداف لديها، سوى المدنيين والمستشفيات، وجلّ المنشآت المدنية، وقد تدخل في حرب برية.

 

 وكذلك: عبر العمل عسكريّاً، على إضعاف حزب الله المتصاعد في قوته، مع تصاعد في قوّة الحركات المسلحة الشيعية العراقية، والشيعية اليمنية، والشيعية الخليجية، وهذا بحد ذاته يهدد المصالح الحيوية الأمريكية في الخليج والعراق والسعودية، وعليه: فانّ قيام الدولة العبرية بالقضاء على حماس والجهاد الاسلامي وحزب الله اللبناني عسكرياً(ان استطاعت، ولم تستطيع، ولن تستطيع)، أو عبر إضعاف دمشق، أو بالحد الأدنى استبدال نسقها الحالي البعثي القوي، بالنسق الإسلامي السني الضعيف، والقادر على التفاهم مع الغرب، وفقاً للنموذج التركي إزاء إسرائيل، لا ينهي فقط نفوذ الحزب في الساحة اللبنانية ونفوذ حماس والجهاد في الساحة الفلسطينية، وإنما يقضي على نموذج ورمزية(كاريزمية حزب الله اللبناني، وحماس والجهاد)، حيث صارت نماذج يحتذى بها، وعابر للحدود، باتجاه العديد من مناطق الشرق الأوسط والشرق الأدنى.

 

كذلك التأكيد من قبل دوائر اللوبي الإسرائيلي في الغرب، أنّ استقرار “إسرائيل ” الداخلي، سوف يتعزّز، كلما تم إضعاف قوّة كل من النواة الصلبة في حركة فتح وحركة حماس والجهاد الإسلامي وحلفائهما – سوريا وإيران، بعبارة أخرى تم الربط بين مفهوم تقويض الأمن الداخلي الإسرائيلي، وحركتي فتح وحماس بجانب الجهاد الإسلامي وحلفائهم – سوريا وإيران.

الغرب “وإسرائيل”، وبعض العرب كغردق سياسي: يريدون سوريا ضعيفة، ولو بوجود الحركة الإسلامية، التي لها قدرات نوعية للتفاهم مع الغرب، أفضل من سوريا قويّة بنسقها السياسي الحالي، يقابله ربطاً بين مفهوم تقويض الأمن الإقليمي الإسرائيلي، وحزب الله اللبناني، مع التأكيد أنّ انتشار نموذج حزب الله في المناطق الشيعية، وانتشار نموذج حركتي حماس والجهاد الإسلامي في المناطق السنيّة، لا يهدد فقط “إسرائيل”، وإنما يمتد إلى تهديد المصالح الحيوية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، والشرق الأدنى، لا بل في العالم كما قلنا آنفاً.

 

وجغرافيا الشرق الأوسط الساخن، والعربية منها تحديداً، مليئة ببؤر النزاعات والصراعات المختلفة، وخاصةً بعد حراكات الشارع العربي، وفي ساحاتها السياسية الضعيفة والقويّة على حد سواء، وذات التداعيات الأفقية والعامودية، على مجمل السياق الأمني- الجمعي للمنطقة، مع وجود روابط مفعّلة وأيادي خفية، تكمّل وتغذّي بعضها البعض، بين متغير بؤر هذه النزاعات والصراعات، في الساحات السياسية الأنف ذكرها، ومتغير السياق الأمني – الجمعي للشرق الأوسط ككل، عبر دور للعامل الكوني – الأميركي الأوروبي – المتقاطع في مصالحه، مع دور “إسرائيلي” لا يمكن أن نعتبره إقليمي، لسبب بسيط: فهي “دولة” ليست إقليمية، أي “الدولة العبرية” الصهيونية، ولن تكون كذلك لاحقاً، و“إسرائيل” دولة، من دون احتياطي جغرافي استراتيجي، حجمها وشكلها يعدّان كابوساً استراتيجياً، وعدوانها البربري على قطاع غزّة، والذي فاق سفالة الثعلب، قد يحدد مصيرها ونوعها: فهل هي كذلك أم لا؟!.

العامل الأميركي، ومعه الإسرائيلي، وبعض من الأوروبي، وأفراد من الطبقات الحاكمة العربية مؤثرين بالمال، وعبر حلقات ودوائر أمنية سياسية استخبارية، يفضي كل واحد منها إلى الآخر بآليات تنفيذ، يلعب دوراً نوعيّاً وكميّاً في تأجيج وتوجيه، الصراع بمجمله في الشرق الأوسط، وهذا من شأنه أن يقود إلى تغذية بؤر الصراعات الجزئية في الساحات السياسية المختلفة، وبذات السياق والمسار يقوم هذا العامل الأممي، بتصعيد توترات هذه البؤر الصراعية الجزئية، وحراكات شارعها الشعبوية، ودفعها بمفاعيلها باتجاه التصعيد، وتوتير الوضع الكلي للشرق الأوسط، عبر علاقة هندسية تبادلية في النتائج والأهداف، بين المتغيرين السابقين.

بالخلاصة: العامل الكوني، الأميركي والإسرائيلي تحديداً، يسعى إلى استخدام وتوظيف ملفات بؤر الصراع الجزئي و/ أو الكلي، في الساحات السياسية والثورات الشعبوية و/ أو حالات الحراكات الشعبية، في بعض الساحات الأخرى، لجهة إدارة دواليب مفاعيل الأزمة في الشرق الأوسط، ويستخدم الأزمات كأسلوب إدارة للصراع فيه وعليه، ويدفع باتجاه التصعيد والتوتر عندما تقتضي المصالح بذلك، وإرسال الرسائل في كافة الاتجاهات، وفي نفس الوقت يسعى ذات العامل السابق إلى التنفيس والتهدئة، عندما يكون التصعيد والتوتر في غير مصالحهما التكتيكية والإستراتيجية.

 

إنّ مفاعيل التعبئة الأمريكية الإسرائيلية الأوروبية، المعلنة وغير المعلنة، الآنية الممنهجة الفاعلة، ضد سوريا ولبنان وضد الفلسطينيين والعراق وضد الأردن، عبر ممارسة شتى الضغوط على الدولة والملك، لتنفيذ ما يروق ويحلو للبعض في الأفق، وحتّى العرب مجتمعين، والمدعومة من أجنحة يمينية متطرفة، في الإدارة الأميركية بتوجيه من الايباك، تهدف إلى سلّة من الأهداف لا تخفى على السذّج من العوام، فكيف بمن تدعي أنّها من النخب في مجتمعاتها، ومع توسيع نطاق بناء وحجم المستوطنات الإسرائيلية، وتهويد جل المكونات الإسلامية والمسيحية العربية الرئيسية في الأراضي المحتلة لعام 1967 م، وخاصة في القدس “حشاشة” قلوبنا نحن لا قلوبهم، إن يهدف من جهة، تحويل جهود واهتمامات الفلسطينيين والعرب، من التركيز على مشكلة الترحيل والطرد من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإحلال وإسكان المستوطنين مكانهم ومحلّهم، مما يجعل من جهة أخرى، عمليات تهويد القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية العربية الفلسطينية، أمراً واقعاً على الأرض، ليصعب التفاوض حوله مستقبلاً، وعبر أي طريقة من طرق التفاوض، التي عرفتها البشرية إلى الآن، إلى التركيز ولفت الانتباه، إلى ما يجري في بعض شوارع الدول القطرية لأمتنا العربية، مع اعترافنا بحقوق شعوبنا المنهوبة، من قبل الطبقات الحاكمة، والتي غدت أنظمة شمولية استبدادية، فمن حق القوى الشعبوية، أن تنهض من سباتها العميق، والذي بدأ هذا السبات كنوم أهل الكهف، ما بعد بعد نهايات الحرب الكونية الثانية.

 

كما يهدف أيضاً، إلى فرض عملية شد الأطراف الأخرى في الساحات السياسية المتقابلة، بحيث يتم إشغال السوريين، واللبنانيين، والأردنيين  وكافة العرب المعنيين، بمجريات الصراع العربي – الإسرائيلي، بكيفية مواجهة حراكات الشارع الشعبية، والمطالبة بحرياتها وببعض حقوقها، دون الانتباه لكيفية مواجهة الخطر العسكري الإسرائيلي المحتمل، ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى عملية ممنهجة، لصرف أنظار الرأي العام العربي والإسلامي، لتحويل النظر عمّا يحدث داخل فلسطين  المحتلة لعام 1967 م من عمليات، تهويد تجري على قدم وساق في كل شيء، والآن عبر استثمارات انشغالات عربية وإسلامية من طبقة الحكّام الرؤساء والملوك إلى دواخلهم وساحاتهم، تشن هذه “الاسرائيل” عدوان همجي على غزّة، درّة التاج المقاوم وإبادة جماعية على شعب أعزل.

 

ومن الممكن أن يؤدي كل ما تم ذكره، إلى إشعال دراماتيكي لحرب إقليمية لاحقاً، لاستعادة قوّة الردع الإسرائيلية أو على الأقل إعادة ترميمها من جديد والعدوان الصهيوني على غزّة الآن دليل صحة، وإضعاف حركات المقاومة اللبنانية والفلسطينية إن لم يكن شطبها.

 

“الدولة العبرية الصهيونية“، تستخدم تحقيق الأهداف التكتيكية، لصياغة وإنتاج الاستراتيجي منها بإتقان، بحيث الأمر الاستراتيجي المفروغ منه، يتمثل في السيطرة على أراضي الغير العربي الإستراتيجية منها، وإكمال عمليات تهويدها، والقضاء على أي احتمالات لنشوء المقاومة الوطنية، مع سعي حثيث لها إلى مزيد، من توريط واشنطن وعصابتها الحاكمة، في أزمات الشرق الأوسط المختلفة، كي يقود ويؤدي ذلك، إلى تسهيل مهمات الجناح اليميني المتطرف(المحافظين الجدد بنسخهم المستحدثة)في إدارة الرئيس جو بايدن، وهو رئيس بلا ذاكرة أصبح(خرف بيولوجي وخرف سياسي)، وينجح في تفعيل المنظومات الأمريكية العسكرية والاستخباراتية، في الداخل العراقي وعبر الدواعش والفواحش، مع سعيه الآخر لخلق مصادر تهديد وخطر محدق، في ظاهرها حقيقي وفي باطنها وهمي مفترض، كي تستطيع إسرائيل الحصول على المزيد المزيد، من القدرات والمقدّرات المختلفة من واشنطن، وخاصة بعد السابع من تشرين 2023 م العبور الثالث، بعد العبور الأول عام 1973 م، والعبور الثاني معتقل جلبوع، وخلق مبررات ابتزاز مقنعة لأميركا وحلفائها من الدول الغربية، مع دفع دول خليجية عربية على مزيد من الحلقات التطبيعية معها – ممكن السعودية لاحقاً.

 

وتشي معلومات الكثير من تقارير أجهزة الاستخبارات الدولية في المنطقة، بأنّ هناك مشروع إسرائيلي – أميركي لنشر وبناء قدرات نووية،  لموازنة القدرات النووية الإيرانية، سيتم بناء بعضها، ونشر الآخر في دول خليجية عربية، وذلك بموجب اتفاقيات أمنية خاصة، فماذا يعني ذلك؟!.

 

أعتقد أنّه يتموضع ويتبلور، متمحوراً بالمعنى الإستراتيجي التالي: فكرة التعايش مع إيران النووية، صارت مقبولة لدى الإسرائيليين، وصار العقل الاستراتيجي الأمني الإسرائيلي، أكثر اهتماماً وتوظيفاً وتوليفاً، لفكرة مفهوم إيران النووية، ليحقق مزيد من المكاسب المختلفة، ومزيد من فتح نوافذ الفرص المهدورة في السابق، من الزاوية العبرية، وفي مقدمتها: تعظيم المنافع، لجهة التقدم في مشروع التطبيع الإسرائيلي مع دول الخليج، مع تقليل المخاطر المختلفة على إسرائيل نفسها، وذلك عبر الضغط من أجل إعادة  تنميط  العلاقات والروابط، من أجل فصمها، أو التقليل من حرارتها بين أطراف مربع(سوريا، حزب الله، المقاومة الفلسطينية، وإيران)من منظور العامل الأميركي – الإسرائيلي – وبعض من الدول الأوروبية، في متغير مجريات السياق الأمني الجمعي في الشرق الأوسط، والذي يعمل على إضعاف الحلقة الإيرانية، عبر إضعاف سوريا، وباقي حلقات محور الممانعة.

 

خاصةً وأنّ مجتمع المخابرات العبري الصهيوني، اعتبر أن الخطر الاستراتيجي على وجود  “إسرائيل” هو الشعب الفلسطيني في الداخل وليس إيران، وهذا ما قاله تمير باردو رئيس جهاز الموساد السابق، دون التهوين من الخطر الإيراني.

 

وفي ظني وتقديري، أنّ استخدام الأزمات كأسلوب إدارة، في تفعيل أزمة حملة بناء الذرائع الجديدة، سوف يؤدي إلى تفعيل أزمة داخلية لبنانية، حول أسلحة حزب الله اللبناني والمقاومة، وهذا من شأنه أن يقود إلى إعادة إنتاج إشعال الساحة السياسية اللبنانية، والساحات السياسية الضعيفة الأخرى، وكما من الممكن أن يؤدي كل ذلك، إلى قرارات دولية جديدة، تستهدف قوى محور الممانعة في المنطقة، وخاصةً سوريا ولبنان وإيران وحماس وحزب الله والمقاومات الأخرى، التي من الممكن أن تنشأ لاحقاً في المنطقة، تبعاً لمجريات متغير العامل الدولي، ومتغير بؤر الصراعات الجزئية، في الساحات السياسية الضعيفة والقوية في المنطقة، وتبقى الفكرة التالية مطروحة: في ظل التآكل الإسرائيلي الداخلي الجاري الآن، على خلفية ما يجري من مخاضات غير مكتملة في الكيان: قواعد اللعبة المخابراتية في إسرائيل: إلى أين؟.

 

——————————————————–

 

قناة العالم الفضائية تشتبك حوارا مع المحامي محمد احمد الروسان ابو شهم حول العدوان الامريكي الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة.

الروسان: هذا الزحف الأمريكي والغربي والبعض العربي نحو الكيان الصهيوني تراكضا لشد عصب الكيان، دليل على أن سيقان هذا الكيان من قش.. وأمريكا تحل محل الكيان في الحرب والعدوان.

الروسان: إسرائيل عدو لأنها تحتل أرضنا وأمريكا عدو كونها تدعم من يغتصب أرضنا.

الروسان: ما يجري في غزة هو هولوكوست فلسطيني حقيقي وإسرائيل وأمريكا جزارا العصر .

الروسان: العنكبوت يتفاخر أن بيته على ضعفه أقوى من اسرائيل وهي واقعه بالحفرة.

الروسان: جو بايدن رئيس بلا ذاكرة.

الروسان: وحدة الساحات يجب أن لا يبقى شعارا بل يجب أن يكون بالميدان، فلماذا يتريث حزب الله في لبنان؟.

https://media.alalam.ir/…/10/18/169760229817375800.mp4

 

 

ملاحظة:- شجر الغردق يحمي اليهودي، والغردق السياسي أقصد به بعض العرب.

عنوان قناتي على اليوتيوب البث عبرها أسبوعيا:

https://www.youtube.com/channel/UCq_0WD18Y5SH-HZywLfAy-A

[email protected]

منزل – عمّان : 5674111    

خلوي: 0795615721

 

 

التعليقات مغلقة.