بين الإنسان والمال .. صراع لا ينتهي / ابراهيم ابو عتيلة

488
صفقة القرن مولود ميت بانتظار الدفن / ابراهيم ابو عتيلة – الأردن ...
ابراهيم ابوعتيله  ( الأردن ) – الأربعاء 15/4/2020 م …

ويستمر الكورونا ” كوفيد 19 ” في غزواته للبشر متنقلاً من موقع إلى موقع ومن بلد إلى آخر، غير آبه بالحدود وغير معترف بالتأشيرات والقيود ، فهدفه المباشر حياة الإنسان بعيداً عن الدين أو الطائفة أو اللون أو الجنس ، ولقد استطاع  في غزوته وخلال الشهور الأربعة الأخيرة إصابة مليوني إنسان مسبباً قتل حوالي مائة وثلاثين ألفاً من البشر حتى الآن ..  

إختلفت ردود الأفعال من دولة لدولة فمنها من قام بإجراءات استباقية لحصار هذا الفايروس المعتددي ومنع انتشاره ، ومنها من استهتر بمواجهته تاركاً له المجال ليستفحل ويوقع الكثير من الضحايا ، ولقد كان للأنظمة الاقتصادية السائدة أكبر الأثر في أسلوب المواجهة التي تتبعه دولة ما ، ولعل اللاعب الأساسي في كثير من الدول كان رأس المال وحجة استمرارية الاقتصاد كما رأينا في دول الغرب الاستعماري وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ، فعلى الرغم من إدعاءات تلك الدول بالحرية وحقوق الإنسان إلا أن صوت وفعل المال كان أكبر كثيراً مما تسبب بحظوة تلك الدول بغالبية انتصارات الفايروس على بني البشر ..

ورغم الإصابات الكثيرة التي أصابت بني البشر بشكل فاق قدرات العديد من تلك الدول ، ورغم ما بذلته تلك الدول من جهود متأخرة للتصدي له ومواجهته ، إلا أن أصحاب رؤوس الأموال مازالوا مستمرين في محاولاتهم الضاغطة على حكوماتهم للتخفيف من إجراءات المواجهة والعمل إلى إعادة الحياة في تلك الدول إلى ما كانت عليه قبل جائحة الفايروس ، ولنا في الولايات المتحدة الأمريكية برئيسها الذي لا يعترف بلغة أخرى غير لغة المال والترهيب والضغط على الضعفاء إلا مثال حي عى ذلك ، فرغم المواجهة المستمرة في بلاده بين الفايروس والإنسان إلا أن عين ذلك الرئيس الرأسمالي الإرهابي مازالت على عجلة رأس المال ، فمازال يلوح في كل ساعة باتخاذ قراره بفتح حركة المال والاقتصاد إلى ما كانت عليه قبل الجائحة ، في الوقت التي مازالت به دول فقيرة وصغيرة تقف مع الانسان في تلك المعركة وتحاول جهدها ومع شح مواردها ايجاد نوع من التضامن والتكافل الاجتماعي وتوفير ما يلزم من إمكانات لتعزيز قدرات الإنسان في مواجهة ذلك الفايروس المعتدي .

ولعل الواقع يشير أيضاً وبشكل واضح بأن أصحاب رؤوس الأموال حيثما كانوا يمارسون كل أشكال الضغط على أصحاب القرار في بلدانهم لفتح عجلة الانتاج لما كانت عليه قبل الجائحة وجل هدفهم ومهما قدموا من حجج زيادة أموالهم وأرصدتهم …

لقد أولت القوى الكبرى في العالم في بداية الجائحة كل عنايتها في قذف الاتهامات بينها حول من كان من تلك القوى سبباً رئيسياً في خلق ذلك الفايروس في مختبراته البيولوجية التي يوظفونها دون رحمة لمحاربة دول أخرى مستقبلا وعند بروز أي مواجهة أو أي عصيان من دولة ما وخروجها عن إرادة الغول الأمريكي الأكبر ، ولن يستطيع العالم تحديد حتى ولو مستقبلاً خالق ذلك العدو الرهيب .

ورغم المعركة الكبرى بين بني البشر والفايروس الرهيب إلا أن الغول الأمريكي وربيبه الكيان الصهيوني مازالا يمارسان كل أنواع الإرهاب والحصار فمن فنزويلا وكوبا إلى ايران وسوريا وقطاع غزة الي يعاني سكانه من أقذر وأبشع أنواع الحصار والإرهاب ولعل الأسرى من أبناء فلسطين في معتقلات وسجون ذلك الكيان المارق يعانون ما هو ابشع من مواجهة ذلك الفايروس فهم قابعين في سجون الإحتلال وسوط الجلاد ينهش جلودهم دون رحمة أو أي ذرة من الإنسانية .

وفي خضم ما يقال من حجج استعمارية أمريكية لمحاربة الإرهاب فقد اتضح بصورة جلية بأن صوت القنابل قد خف وضعف في مناطق العالم المحتلفة كيف لا ورب الارهاب الأمريكي يصارع الفايروس على ارض بلاده .

وبعد ،،، أن تعزيز قدرات وإمكانات البشر في مواجهة هذا الفايروس لأهم كثيراً من دورة الآلة ، فالآلة باقية وإن تأخر عملها ولكن الإنسان سيفنى إن لم ينتصر على الفايروس .

ابراهيم ابوعتيله

عمان – الأردن

15 / 4 / 2020

التعليقات مغلقة.