المفكر محمد احمد الروسان يكتب : سوريا ومفاعيل وتفاعلات كورونا… الجميع الى التنسيق مع دمشق در… كورونة للعلاقات الدولية بعد عسكرتها
مدارات عربية – الأربعاء 1/4/2020 م …
كتب المحامي محمد احمد الروسان*
*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية
في العمق وهنا بالذات، نحن بحاجة الى أن نهندس استراتيجيات “الشطف” الفكري، بعد التلوث الدماغي المصاحب للفايروسات الدبلوماسية، الذي نثره ونشره اعلام عرب روتانا الكاميكازيين، وحلفائهم من دول الاعتدال لا بل الاعتلال العربي، مع انتشار فايروس كورونا المستجد، وقاد الى العطب السياسي في العقول، فتم احتلالها، والذي هو أخطر من احتلال الأرض. وغايتنا من هندسة
لأستراتيجيات الشطف للفكر، لكي تستطيع العقول المدفونة تحت هذا الركام الأسود استيعابه، وأمريكا دولة تعاني من النرجسيّة والسوبر ايغو، فبطحها ويفلسها فايروس كورونا والذي هو نتاجها وفشلت في السيطرة عليه فبات النفط أرخص ثمناً من الماء، فالردّة العربية والغربية والتركية آتية لا محالة على دمشق ونسقها السياسي، حيث العالم يرخي لحيته لنتائج الميدان السوري وللرئيس الدكتور بشّار الأسد، والمنطقة نحو نظام حكم مركب ومعقّد.
أحسب وأعتقد، انّ ملف فوبيا فايروس كورونا المستجد كملف أممي، يخدم مصالح التحالف غير المقدس، تحالف رجال المال ورجال الساسة وعلماء الأوبئة، في الاستثمار العميق في الحروب البيولوجية، وتسييسه محليّاً واقليميّاً ودوليّاً من قبل أنظمة الحكم المتآكلة، مع عسكرة الحياة بتعبيراتها المتعددة والمستجدة، على كافة المستويات والمنحنيات المحلية والاقليمية والدولية، وتقاطعات ومآلات وعقابيل هذه السلّة المتكاملة، مع عسكرة الاقتصاد العالمي والمال، لخلق وتخليق عالم اقتصادي جديد، لا وجود للنقد فيه، واحلال الاقتصاد الرقمي مكانه.
مفاعيله وتفاعلاته، لهذا الفيروس التاجي المفتعل باتت واضحة، وتتموضع في السياسة والاقتصاد والعمليات العسكرية والعمليات المالية والاجتماعية، وهو يقود بشكل جلي الى عمليات تطويق الحدود، مما جعل العالم عبارة عن جزر وبقع وبؤر ديمغرافية – جغرافية معزولة، لا تبادلات بين ساحاته وعروقه الجغرافية والساحات العالمية، وقاد هذا الاجراء الى اغلاق كامل للمصانع وتعطيل عجلات الانتاج، وقبوع متعدد مأساوي للعمّال والموظفين في المنازل، وقاد الى الاضطراب الاقتصادي مع شبه كساد لاحق، وبدأ في الصين وينتشر ويتمدد، دون أن يتبدد حتّى اللحظة، فأصبحت الساحات الجغرافية للعالم كمجرة آندروميدا في الفضاء، لا تسكنها سوى الخنازير الفضائية.
بجانب السياسة والتكنولوجيا كمهددات، ها نحن نضيف تهديد الأوبئة العالمية، والتي صارت ذو فعل واحداث ورسم وترسيم، وتهدد العولمة ومضامينها المتوحشة، وصار لها تأثير على سلاسل التوريد للشركات في نطاقها الحالي، فخطر التعطيل الناتج عن الأوبئة والكوارث الطبيعية ستعزّز الأسباب القادحة للتحول، وسوف يصبح الانتاج أكثر محليّة أو ربما أكثر اقليمية، فقط تابعوا مآلات كل ذلك وعقابيله، ضمن هذه الطاحونة للفيروسات البيولوجية، والتي قد تؤسس لحرب نووية عالمية قادمة، تنهي العالم بشكله الحالي، عبر الذكاء التكنولوجي، من خلال هكر الكتروني مثلاً يتلاعب بالحواسيب النووية التي تتحكم بالسلاح النووي لدى الدول النووية، تحت نطاقات عسكرة حروب السبرنة.
في علم صناعة الأزمات وعلم التفاوض(والأخذ والعطى)وتقديم التنازلات، فانّه من الممكن أن ينجح تصعيد أي أزمة في بعض الأحيان، عندما يكون قدرتك على تحمل التبعات أكبر من منافسك وعندّها فقط تضغط عليه لتقديم التنازلات التي لا يقدر عليها في وضع آخر. لكن وفي علم صناعة الأزمات أيضاً، فانّ الأزمات بحد ذاتها لا تسير دوماً في خطوط مستقيمة، فقد يكون خصمك أكثر صلابة منك وصرامة ولديه في جعبته حيلاً غير متوقعة، وسيقود سوء تقديرك هذا الى الأضرار بك من حيث لا تدري، وعندما يقترف خصمك سوء تقدير مماثل فسوف يخسر كلاكما. وفي هذا السياق العام قادت العولمة بصورها المختلفة(فايروس كورونا التاجي صار يهددها وينتشر ويتمدد)الى صعوبة في فهم العلاقات الثنائية أو حتّى التنبؤ بمساراتها المتعددة والمختلفة والمتباينة بين الدول ومنظومات عملها، والسؤال هنا في ظل تفشي التاجي كورونا المستجد كوفيد 19، والذي وسم العلاقات الدولية من مفهموم العسكرة ومفهوم المدننة، الى مفهوم كورنة العلاقات الدولية: هل سوء التقدير المتبادل على طول خطوط العلاقات الروسية الأمريكية مثلاً، هو أحد الأخطاء الأكثر خطورة في السياسة الخارجية لكلا العاصمتين؟ وعليه: تأسيساً، على معطيات وثوابت الجغرافيا السياسية- الإقليمية ومحركاتها في المسألة السورية، وكواليس ونتائج المؤامرة على مدار تسع سنوات، لا عناق روسي أمريكي تخشاه سورية، ولا ثمة عناق سوري أمريكي تخشاه موسكو، والصفقة الحقيقية هي في جلوس جلّ زعماء المحور الخصم لسورية ونسقها السياسي، من الرئيس التركي طيب رجب أردوغان، الى الملك السعودي وولي عهده، وولي العهد الاماراتي الشيخ محمد بن زايد، وغيرهم من الزعماء والقادة والملوك، وعلى رأس كل هؤلاء الرئيس دونالد ترامب مع الرئيس الدكتور بشار الأسد، وقد تكون لجائحة كورونا الاممية المفتعلة والتي خرجت عن سيطرة من افتعلها، بداية التأسيس للقمة السورية الأمريكية، والقمم السورية الثنائية مع كل قطر عربي خصم، وقمة سورية تركية، ونتاج كل ذلك بالعبارة الروسية التالية: الى التنسيق مع دمشق در.
أينما تحركت وحقّقت الدولة السورية عبر ماكينة جيشها انتصارات على أي جبهة، ثارت نظرية المؤامرة، بأنّها هذه الأنتصارات نتاج التفاهمات الروسية الأمريكية وحتماً الكيان الصهيوني في منتصف هذه التفاهمات، وأصحاب هذه المؤامرة ألد أعداء نظرية المؤامرة الحقيقية والتي تستهدف الأمة والجميع بالجميع، تراهم يسارعون الى تجيير هذا الأنتصار الأخير المتدرج في الشمال السوري وقبله في الجنوب السوري والوصول الى معبر نصيب وتحريره، وتأمين طريق دمشق عمّان الدولي وقبله من انتصارات بدأت في حلب والغوطة الشرقية وغيرها، الى التفاهمات أولاً ثم التخلي الأمريكي ثانيةً، وكأنّ هذا الثور الأمريكي في عقيدتهم الملوثة قدر لا رادّ لقضائه. ولنا في هزيمة العدوان على اليمن في جلذ جغرافيته ومع بدايات العام السادس للحرب والعدوان خير مثال، حيث أرجعها الأماراتي والسعودي لمؤامرة أمريكية حوثية، والعدوان على اليمن الطيب الفقير من ألفه الى يائه أمريكي صهيوني اماراتي سعودي بامتياز، والبعض من العرب لا تستطيع عقولهم احتمال أنّ هناك من هو قادر على تمريغ الأنف والوجه الأمريكي في الوحل، فيعيدون ويسبّبون أنّ الأمر والحال لعدم الرغبة الأمريكية في الأنتصار(بعض العرب مأساة وكارثة علينا وخردة بشرية في مستودعات الأمم الأخرى)، وهنا نحن بحاجة الى هندسة استراتيجيات “الشطف” الفكري بعد التلوث الدماغي الذي نثره ونشره اعلام عرب روتانا الكاميكازيين، وقاد الى العطب السياسي في العقول، لكي تستطيع العقول المدفونة تحت هذا الركام الأسود استيعابه. فسيطرة الحكومة السورية عبر الجيش العربي السوري على معظم الشمال السوري وقبله على حوران، يؤشّر الى أنّ الحرب اتخذت منحى جديداً، فانكشاف هذه المنطقة لا يعني فقط انتصاراً عسكرياً، بل أيضاً معادلة سياسية على مستوى الشرق الأوسط ومن ورائه جلّ العالم. نعم مؤامرة الحرب على سورية وفي سورية بدأت على الأطراف وستنتهي على الأطراف.
موسكو تعي أنّ الرئيس الزئبقي دونالد ترامب، يتآكل سياسيّاً وأخلاقيّاً واجتماعياً وكارتلات حكمه المختلفة، وقد يفشل في الانتخابات الرئاسية القادمة على الأغلب لأسباب عديدة، وخاصةً بعد أن أدّى دوره بالكامل كقاتل روسي خفي في الداخل الأمريكاني، وبسبب وضعه الداخلي والذي بات أكثر تعقيداً مع كورونا، وفشله وادارته في التعامل مع ملف فايروس كورونا المستجد هذا، وتفشيه في الداخل الامريكي بشكل عرضي ورأسي، حيث أمريكا الأعلى اصابة والأكثر وفاة – وهذا يشي أنّه تفشّى فيها قبل أن يتم نقله الى الداخل الصيني، عبر عملية مخابراتية بيولوجية قذرة، حيث فشلوا علماء الحروب البيولوجية والأوبئة الأمريكان، في تصنيعه كفايروس موجه مثل فايروس أيبولا ما غيره، الذي ضرب مناطق جنوب القارة الافريقية قبل سنوات، وفايروس كورونا المستجد، هو نتاجات التحالف غير المقدس بين الساسة والمال المتوحش والعلماء وأدوار للماسون الجدد كعائلة روتشيلد اليهودية الصهيونية، في مفاصل المختبرات البيولوجية الامريكية كفايروسات دبلوماسية، انّه تحالف تخادم المصالح، كل ذلك يدفعه لترامب، الى انتهاج استراتيجيات فوضوية عبر مطرقة أمريكية عمياء، تهدد الأمن والسلم الدوليين، هروباً الى الامام، وهاهو يعبث بالعراق مرةً أخرى، كون العراق عاد أولوية أمن قومي أمريكي من جديد، لغايات العبث بايران وانشغالها باحتواء كارونا، وكون العراق دولة مهمة جداً في الجيوبولتيك الامريكي لثرواته وموقعه وتقاطعاته في المنطقة، لكل هذا وذاك وتلك، يعد الامريكي الصفق الوقح، لشيء ما كانقلاب عسكري شامل تحت غطاء كورونا، ويتحرك في ذات الوقت في مخيم الركبان، ويرسل السلاح الى مجاميع داعش فيه تحت عنوان انساني: مساعدات طبية لمواجهة تفشي كورونا فيه، ويجري مناورات عسكرية مع الاحتلال الاسرائيلي في النقب، ومناورات أخرى في الامارات مع جيوش دول الاعتدال العربي بل الاعتلال العربي، مناورات عسكرية تحاكي حرب المدن بنسخة مستحدثة من حروب الجيل الخامس والسادس، والتي قد تستخدم فايروسات موجّهة – حرب بيولوجية صامتة. مع عدم انكارها واغفالها(أي موسكو)للقوّة الميثولوجية للأمبراطورية الأمريكية وفي ظل جائحة فايروس كورونا، وهذا مؤشر قوي على حكمة وواقعية القيادة الروسية ونخبة نواتها الصلبة التي تعمل كفريق واحد، ان لجهة السياسي والدبلوماسي، وان لجهة الأقتصادي والمالي، وان لجهة العسكري والمخابراتي، وان لجهة الثقافي والفكري في تعزيز الشعور القومي الروسي المتواصل. وصحيح أنّ القرار الذي تم اعتماده للحل في سورية 2254 في 16 – 12 – 2015 م والقرار الذي قبله بيوم بتاريخ 17 – 12 – 2015 م وأخذ الرقم 2253 والذي صاغه وزيرا مالية واشنطن وموسكو المتعلق بتجفيف منابع الأرهاب ويضع دول الجوار السوري على المحك ويحشرها في خانة اليك، وقبلها من قرارات سابقة، يؤكد فشل المؤامرة والعدوان على سورية ونسقها السياسي ورئيسه، وعلى قومية جيشها العربي العقائدي، لكن ثمة كمائن في نصوصه وبنوده الخمسة عشر ومضامينها، يمكن للخاسر في الميدان السوري وحدثه من الطرف الثالث أن يتسلّل منها(أي يزرق بالعاميه)ليعوّض هزيمته العسكرية الميدانية في السياسة، لكن في المحصلة والنتيجة: الذي لم يتمكنوا من الحصول عليه في الميدان العسكري، وعلى مدار أكثر من تسع سنوات، لن يحصلوا عليه لا في السياسة ولا في قرارات لمجلس الأمن، ودائماً وأبداً فلا أحد يعرف كيف تفكّر دمشق، فسياسة دمشق بالنسبة للغربي لغز مستمر، فلا تتعب نفسك يا وزير خارجية مصر(سامح شكري بخصوص القرار 2254) في تصريحاتك الأخيرة ازاء سورية، فأين أنت من دولة جنوب السودان، والتي كانت فشلاً للأمن القومي المصري بشكل خاص والعربي بشكل عام، وأسد سورية الدكتور بشّار الأسد لآنّه رجل دولة وقلبه في عقله(وعلى رجل الدولة أن يكون قلبه في عقله)، كما استقبل المشير البشير الرئيس السوداني السابق قبل خلعه في دمشق، وسيستقبل غيره من الرؤساء والملوك والمشايخ العرب وغير العرب، وسيستقبل الرئيس التركي، فالرئيس بشّار رجل دولة قلبه في عقله، فاذا اقتضى الامر يستقبل الرئيس التركي في قصر المهاجرين، فهو مع المصلحة العليا لسورية الدولة والنسق السياسي والشعب، وقد يستقبل الشيخ محمد بن زايد ولي عهد الامارات ومعه ولي العهد السعودي، فالردّة العربية والغربية والتركية آتية على دمشق.
انّ الرهان الغربي والأميركي وبعض العربي، على تخلي موسكو وطهران والصين عن النسق السياسي السوري، وبعد هذه الحرب الكونية الطاحنة، وضمن أجواء ومناخات فايروس كورونا المستجد، وأثره الاقتصادي والمالي على اقتصاديات الدول والساحات، وعلى مجمل الاقتصاد العالمي، وامكانيات حلول الاقتصاد الرقمي مكان النقد وتداعيات وعقابيل ذلك، وفعل هذا الفايروس والذي هو نتاجات الحروب البيولوجية الصامتة، في تجزير جغرافية العالم وجعل الدول والساحات والحارات والاحياء كجزر معزولة عن بعضها البعض، مع عسكرة لجل الاقتصاديات بل للحياة بمجملها، هو رهان خاطئ لا بل وساذج لأنّه ببساطة، كون سورية أصبحت مفتاح التحولات في منطقة الشرق الأوسط والعالم، إيران تدرك أنها مستهدفة من خلال سورية، أمّا الفدرالية الروسية، التي تمنحها سورية إمكانية العبور إلى الشرق الأوسط بأزماته وثرواته، وفرصة إيجاد تعددية قطبية جديدة تتوزع فيها المسؤوليات والواجبات والمزايا والعطايا، وحيث الدول ليست جمعيات خيريّة فما يحكمها المصالح والمصالح فقط، بجانب الروابط الأستراتيجية واستهدافات الأمن القومي، وفي ظل تراجع مشروع الهيمنة أو الأحادية الأميركية الى حد ما، ورغم سعي واشنطن للسيطرة على العالم رغم ما تعانيه من أزمات متشائلة، لذلك موسكو لا تريد خسارة ورقتها السورية التي تسمح لها بالإطلالة على البحر المتوسط، والذي يشكل رافعة إستراتيجية لمعابر النفط والغاز، لذلك كانت موسكو شرسة بما يجري في أوكرانيا، والأخيرة نتاج المسألة السورية بتفاصيل الموقف الروسي نحوها.
والمفهوم الصيني رغم جائحة كورونا للمسألة السورية، ينطلق من ذات المفهوم الروسي والأيراني، والصين تدرك أيضاً أنّ المجمّع الصناعي الحربي الأمريكي يعتبرها هي العدو والعدو والعدو الأول، لذلك سنجد وقريباً كيف سيتم تفعيل منظمة شنغهاي: روسيّاً وصينيّاً وايرانيّاً لتلعب أدوار حلف وارسو الجديد، مقابل العلاقات مع الأطلسي بوجه العسكري والمخابراتي بالرغم من أنّه في حالة موت دماغي كما وصفه الرئيس الفرنسي ماكرون صبي(مرته)، والذي هو نتاجات عائلة روتشيلد اليهودية الصهيونية، رمز الماسون الجدد، والتي نقلت جلّ استثماراتها بعد تنصيبه رئيساً لفرنسا الى الصين وبدأت تستثمر في الحروب الصامتة أي الحروب البيولوجية، لخلق وتخليق اقتصاد عالمي جديد – اقتصاد رقمي خالي من النقود.
وعبر هذه الخلفية الأستراتيجية، وفي ظل جائحة فايروس كورونا المستجد والمفتعل على طول خطوط العلاقات الأمريكية الصينية الروسيّة، فانّ موقف نواة الدولة الوطنية الروسية، يوصف بأنّه يتعاطى ويتحرك وفق ذهنية أمن قومي داخلي خاص به، بعبارة أخرى أنّه إذا سقط الحليف السوري كنسق سياسي وبرمزه الرئيس بشّار الأسد وبالأخص في هذه المنطقة الجغرافية، فهو سينعكس سلباً وبعمق على الوضع الروسي الداخلي وتعقيداته وتشابكه مع محيطه ومجاله الحيوي.
انّ مجتمع المخابرات الروسية يدرك جيداً أنّ رؤية ومشروع مخطط جنين الحكومة الأممية( البلدربيرغ)، هو في تنصيب الجمهوريىة التركية في ظل حكم حزب العدالة والتنمية الأسلامي وجعلها رأس الحربة في هذا المشروع، كي تلعب هذا الدور في الحدائق الخلفية لموسكو وذات دول الخلفيات الأسلامية، أي بمعنى أن الغرب يقول للأتراك:- (يا تركيا)لا أمل لك في الانضمام إلى أوروبا، وعليك الدخول إلى هذا الشرق ولعب هذا الدور لصالحنا ولصالحك في شرق آسيا وشرق البحر المتوسط، وبالتالي من هذا المنطلق أو التحليل تتحرك ذهنية وفكر الروسي، بأنّ تركيا لا يجب أن تنتصر في هذه المعركة خوفاً على الفيدرالية الروسية، وحماية لها ولحلفائها ومجالها الحيوي، ومؤخراً دخلت أوكرانيا على هذا المفهوم، فضمّت القرم الى الأتحاد الروسي وعبر استفتاء شعبوي بعيداً عمّا يروج له الأعلام المضاد، اعلام البلدربيرغ الأمريكي ومن ارتبط به من اعلام العربان وأشباههم.
هذا الترابط في النقاط الأساسية والمشتركة بين الدور التركي والأطلسي في المنطقة، يدفع الروس للاستنتاج بأنه إذا تم إيذاء سورية، فسوف يكون إيذاء مباشر لروسيا ومن ثم الصين، وهو ترابط أخطر من المصالح، فاذا حسمت المعركه حسمت باسم الأطلسي وتركيا، والدور بعدها سيكون الى آسيا الوسطى والجمهوريات السوفيتيية الاسلامية، الموضوع وأحياناً يكون، أبعد من المصالح بين الدول وله علاقة مباشرة بتهديد الأمن القومي الروسي في العمق مباشرة، لأنه يمثل خطر على روسيا عبر نقل الحركة الاسلامية الاخوانية الى حدودها، والى داخلها بنفس منطق الحركة الاسلامية في الربيع العربي والذي لو قدّر له الانتصار كليّاً، لتولت تركيا اكماله في روسيّا نيابة عن الأمريكيين والغربيين، هكذا هي تركيا في مخيخ وعين نواة الفدرالية الروسية وهكذا ينظر الروسي الى التركي بشكل عام، لذلك كان اتفاق ادلب لوقف اطلاق النار، والموقف الروسي الصلب والواضح، مع هندسات روسية لمواقف جديدة قد تذهب بالرئيس أردوغان الى زيارة سورية وتحقيق نوع من المصالحات والتسويات السياسية، على طول خطوط العلاقات التركية السورية بعد جائحة كورونا.
من هذه الرؤية الأستراتيجية التي تحاكي المنطق أو التحليل، أتت المواقف الروسية المتشددة لمصلحة سورية، والتي امتدت أيضاً من الفيتو الروسي الصيني المشترك لأكثر من ثلاث مرات متتالية في مجلس الأمن الدولي الى واقع الحال الان، وهذا يؤكد على وجود مقاربة روسية جديدة ومختلفة عما مضى، فصانع القرار في موسكو معنيّ بالدفاع عن سورية، ولن تكفيه في مرحلة التراجع الأميركي حصة افتراضية في واقع افتراضي يراد أن يتحقق أميريكياً في الساحة السورية، لمرحلة ما بعد العودة الى العراق والخروج من أفغانستان، بالرغم من أنني لا أعتبر ذلك خروجاً أمريكيّاً، بقدر ما هو اعادة انتاج للدور الأمريكي عبر(الهندرة) كمفهوم في اعادة البناء والتأسيس، بكل ما ينطوي عليه من معانٍ وأبعاد وتداعيات استراتيجية في المنطقة والعالم، حيث عاد العراق أولوية أمن قومي أمريكي خالص، لغايات العبث في ايران ومحاولة تصنيع ثورة، وكذلك الحال في أفغانستان وتوظيفها كخزّان عدائي ازاء الفدرالية الروسية، ولغايات العبث في أسيا الوسطى عبر دراعش وأشقاؤه، وكما أوضح مؤخراً رئيس المخابرات الروسية الداخلية.
روسيّا تدرك ديكتاتورية الجغرافيا السورية في المنطقة، وأنّ سورية بنسقها السياسي وعنوانه بجانب الجغرافيا منطقة إستراتيجية لا تفوّت، ولذلك ترغب في زيادة نفوذها فيها من خلال توسيع قاعدتها البحرية وخاصة بعد أن صار القرم جزء من الأتحاد الروسي، فهي تشعر بالقلق والاستفزاز وتهديد لها بما يحصل من نشر رادارات الدرع الصاروخي الأطلسي في كل من تركيا وبولندا، لذلك لن تتخلى عن منطقة نفوذها في المنطقة، كونه يهدد مصالحها ويعزلها ويؤثر على اقتصادها ومجالها الجيوسياسي، وهنا تبرز أهمية دور موقع سورية الجغرافي وكلاعب كبير في السياسات الإقليمية والدولية، بجانب تماسك دولاتي لمؤسسة الجيش العربي السوري العقائدي وانجازاته الميدانية المستمرة، والذي وفّر الفرصة الكافية لتماسك القطاع العام السوري، وهى أوراق مهمة وقويه تعتمد عليها سورية ونسقها السياسي في مواجهة المؤامرة والخروج من الأزمة.
أحسب وأعتقد أنّه ورغم كل ذلك، ما زالت العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي تدخل في حزم جديدة من الأزمات لا حزم حلول لمتاهاتها العميقة في العالم، وخلال فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز التسع سنوات، عزّز مجلس الأمن القومي الأمريكي استراتيجية الاحتواء لجهة إضافة عنصر الاستباق، ولم تعد الإدارة الأمريكية تنتظر نشوء المخاطر والتهديدات، ثم الشروع في احتوائها وفقاً لاعتبارات الأمر الواقع، وبدلاً عن ذلك فقد دفعت استراتيجية الأمن القومي الأمريكي باتجاه مفهوم تعبئة القوى والموارد السياسية والاقتصادية والعسكرية الأمريكية، وتجاوز منظومة القيم الدولية القائمة على القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، والعمل بشكل استباقي لجهة التعامل بشتى الوسائل والأساليب العسكرية وغير العسكرية مع كل ما تعتقد الإدارة الأمريكية بأنه يشكل خطراً يهدد المصالح الأمريكية.
انّ الولايات المتحدة الأمريكية ورغم ما عانته وتعانيه من أزمات سياسية واقتصادية وعسكرية، وقد لا تظهر للشخص العادي غير المتابع لمفاصل تطورات النسق السياسي الأمريكي، الاّ أنّ العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي وبغض النظر ان كانت الأدارة التي تسيّر أعمال وتفاعلات النسق الأمريكي (ديمقراطية أو جمهورية) قد بدأت الشروع في تنفيذ مخطط السيطرة على العالم، غير مهتمة بفكرة التعددية التشاركية، في قيادة العالم والحفاظ على التوازنات الأممية، وقد تكون الحروب البيولوجية الصامتة جسر ذلك ما بعد احتواء فايروس كورونا.
هذا وقد تضمنت مسألة السيطرة على خطوات عملياتية تراوحت من نشر القدرات العسكرية الأمريكية في سائر أنحاء العالم، إضافةً إلى اعتبار خارطة العالم بأنها تمثل المسرح العسكري الذي يتوجب أن يتم تجهيز القوات الأمريكية على أساس اعتبارات احتمالات خوض الحرب في أي مكان منه وأي زمان، واستناداً إلى هذا المفهوم قسّم البنتاغون العالم إلى مناطق عسكرية، بحيث أصبحت كل منطقة إقليمية تقع ضمن نطاق إحدى القيادات العسكرية الأمريكية.
وتبع الخطوة السابقة مسألة أمركة الاقتصاد العالمي، وذلك عن طريق استخدام المؤسسات الاقتصادية الدولية الثلاثة الرئيسية: البنك الدولي، صندوق النقد الدولي، ومنظمة التجارة العالمية، في القيام بإدماج الاقتصادات العالمية ضمن إطار نفوذ الاقتصاد الأمريكي، على النحو الذي يتيح للاقتصاد الأمريكي وضعاً استثنائياً ومزايا اقتصادية دولية استثنائية، تعزز القدرة على نقل التضخم والبطالة وانخفاض معدلات النمو وغيرها من المؤشرات الاقتصادية الكلية السلبية إلى الاقتصادات الأخرى، وبعبارة أوضح: أن يدفع الآخرون خسائر الاقتصاد الأمريكي.
الآخر الغربي وعلى رأسه الأمريكي عبر جنين دولته العميقة، يريدون تحويل منطقة بلاد الشام الى ولايات متعددة، ثم اقامة دولة اتحادية تجمعها مع الكيان الصهيوني ثكنة المرتزقة، عبر سلطة فيدرالية كحل للمشكل الأسرائيلي الفلسطيني، وعبر غربلته بما تسمى بصفقة القرن(تم اختصار وتقزيم الصراع العربي الأسرائيلي الأستراتجي في زمن عرب روتانا وداعش الى هذا المشكل الثنائي، وليس كمشكل جمعي يشترك مع العرب كوحدة واحدة، ليصار الى التصفية لاحقا له عبر أشكال سياسية معينة من كونفدرالي ثنائي، الى كونفدرالي ثلاثي، الى فدرلة سكّانية تمهد لما هو قادم عبر التروتسك الغربي أو البعض العربي بشكل عام)، مع جعل العراق ولايات أربع(كركوك، الموصل، بغداد، البصرة)، ومحاولات اسقاط النظام في سورية وفدرلتها عبر الأثنيات، وفرض دستور محدد(دستور الطوائف والأثنيات)، مع انتاجات لآشكال من 14 أذار لبناني في الداخل السوري، حيث لبنان لم يستقر منذ اتفاق الطائف الذي وضع حدّاً للحرب الأهلية اللبنانية. والعديد من الساحات السياسية العربية، ان لجهة القويّة، وان لجهة الضعيفة، هي في الواقع ولغة المنطق تقع على خط صدع زلزالي مترنّح، فكلما تحركت الصفائح السياسية الأستراتيجية في المنطقة(أعني الصفيحة الأستراتيجية السورية)حيث التآمر على المنطقة عبر سورية، تحرك الواقع في هذه الساحات لشق الجغرافيا والديمغرافيا، ان في لبنان، وان في الأردن، وان في فلسطين المحتلة، هذا يحدث في زمن العولمة وانتشارها الفج غير المدروس أحياناً كانتشار النار في الهشيم فجاء فايروس كورونا كمنتج حرب بيولوجية غير مسيطر عليه وعليها ليهدد العولمة ذاتها كمهدد رئيس، حيث تتساقط الحدود الثقافية بما فيها التاريخية، فبانت حدود الدول متداخلة. نعم انّ تطورات الميدان العسكري السوري، أرخت بثقلها على عواصم حلف الحرب على سورية وفي سورية وحولها، نرى واشنطن تنشط ضمن منظومة التسوية السياسية لحجز مقعد سياسي لحلفائها من البعض العربي وغيره، كما تنشط ضمن منظومة الحرب على الأرهاب لتدعو حلفائها الى حجز حصّة من الجغرافيا السورية، فنصحتهم بعدم اضاعة الوقت والمسارعة، ليسبقوا الجيش العربي السوري وحلفائه، ويمسكوا بجزء من الجغرافيا المشغولة من قبل بقايا الأرهابيين، يجري تسليمها للقوى التابعة لتركيا وآخرين، وجعل وحدة التراب السوري الجغرافي، رهناً بالتوافق مع هذه الجماعات الأرهابية تفاوضيّاً. وبعبارة أدق: لأنتزاع الكلمة العليا في سورية، والتي صارت تتركز بيد السوري والروسي، باسناد ايراني وحزب الله، وبغطاء صيني الى حد ما.
الصيني يدعم الروسي في سورية لأسباب عديدة ومعروفة، بجانب حاجة الصيني للروسي ودعمه له في علاقاته الصدامية مع الأمريكي في بحر الصين، ولمساعدته في ضبط مغامرات كوريا الشمالية، مع سعي الصين وعبر الملف السوري الى ارباك الناتو في الشرق الأوسط، قبل التمدد الأمريكي الأكبر والأعمق في شرق أسيا، فمجتمع المخابرات الصيني متقاطعاً مع نظيره الروسي ونظيره الأيراني، يتابع أليات اعادة الهيكلة للوجود الولاياتي الأمريكي في المنطقة وخاصةً في الخليج مع انتشار جائحة كورونا، بعد دخول الأتفاق النووي الأيراني في غرفة العناية المركزية، بسبب الامريكي وتقاطع الاوروبي المنافق معه. ثمة اكتفاء أمريكي تكتيكياً من الطاقة، لغايات استراتيجيتها الجديدة(الأرتكاز الأسيوي)في شرق ووسط أسيا لمحاربة الصين، فبعد أنّ سلّمت واشنطن قاعدتها لبريطانيا في البحرين(راجع تحليلانا: ثمة صراع أمريكي بريطاني على فرز ديمغرافي وجغرافي للساحات)والمنامة تريد أخذ مباركة روسية لغايات تأمين غطاء دولي لأوضاعها الداخلية والمنامة مبتلعة سعودياً، وحيث أنّ التصرفات الأمريكية صارت غير مؤكدة اليوم، وقد تكون هذه هي القطبة المخفية في علاقات المنامة مع روسيّا اليوم.
من جانب آخر ومختلف، انّ أبلغ تعريف للديمقراطية في عالمنا العربي هو دور ما تسمى بقوّات سورية الديمقراطية(ثمة عارية في الشمال السوري تمارس البغاء السياسي مع الأمريكي وغيره، وهي أساساً تمارس ليبرالية الجسد، وثمة شعرة تفصل بين الوقاحة والصراحة)، والتي هي ليست بقوّات ولا سورية ولا ديمقراطية بل ميليشيا عسكرية، وهم عملاء ومرتزقة في الدور، هذا هو تعريف الديمقراطية في عالمنا العربي المنتهك شرفه وعرضه، بفعل بعض أبنائه المسيطرون على مفاصل قراره وخيراته المالية والأقتصادية، وبلا شك هناك بعض كرد سوريين، هم من الصهاينة – تروتسك صهيوني من القشرتين السياسية والثقافية والطبقة الكمبرادورية والمتخلفة القبائلية، وهناك مثلهم من السوريين العرب بل وأخطر منهم، وكما قلت أنفاً عنهم: لم يتركوا فرجّاً الاّ وناموا تحت فرجه ليهدموا ويدمروا سورية ويعودوا حكّاماً ولو على رماد، فاذا كان بعض الكرد يحاولون اغتصاب جزء من سورية، فانّ ما تسمى بالمعارضات السورية تحاول الذهاب بكل سورية.
ما هي طبيعة ونوعية ورائحة الحذاء الروسي المرفوع في الوجه الأمريكي المسوّد في ظل كورونا؟ هل ثمة مخاض مؤلم وحاد بعمق لولادة(ليست من الخاصرة)لشرق أوسط جديد بسمة روسية خالصة تشاركية مع
آخرين وخاصة الصين، حيث تملك بكين القوّة الناعمة وموسكو القوّة الخشنة؟ هل نجح الروسي الأقرب الى الشرق منه الى الغرب، في الذي أخفق فيه اليانكي الأمريكي؟ اذا كان هناك ثمة شرق أوسط جديد بسمة ووسم روسي صيني خالص، وأنّ المنطقة دخلت هذا المسار الحديث مع انتشارات لفايروس كورونا المستجد، هل اقترب الأعلان عنه مثلاً في ظل اعادة الأنتشار العسكري الأمريكي في المنطقة، أم أنّ خديعة الأنسحاب الأمريكي من سورية يجري تحت غطائها تحضيراً عسكرياً لعدوان جديد على دمشق وبعمق ربما؟ وهل هناك أحصنة طروادة روسية كانت تفعل فعلها رأسيّاً وعرضيّاً وبصمت، لأحداث الأختراقات الضرورية لهذا الشرق الأوسط الروسي الجديد وفقاً لعلم المنعكسات Reflexologist ؟ وهل أخضع الأمريكي ومعه حلفائه من الغرب تلك الأحصنة الروسيّة الطرواديّة للمتابعة والمراقبة ثم العرقلة في فعلها وتفاعلاتها في المستهدف من الأهداف الروسية المتصاعدة والمتفاقمة في الأهمية؟ وهل فشلت استراتيجيات الأعاقة الأمريكية في عرقلة واضعاف الفعل الروسي عبر أحصنته المختلفة؟ ومنذ متى تعمل فعلها وتفاعلاتها ومفاعيلها تلك الأحصنة الطرواديّة الروسية؟ هل يمكن اعتبار مثلاً منظومة صواريخ اس 400 الروسية بمثابة حصاون طروادة روسي لأختراق تركيا، بعد أن طرقت الأبواب التركية طرقة واحدة فقط، فسال اللعاب التركي المتعدد عسكرياً لها رغم سلّة التباينات الأمريكية التركية، وبعيداً عن سياقات حلف الناتو؟ وهل ذات منظومة الصواريخ الأس 400 والأس 300 فعلت فعلها في جدار الدولة الأيرانية، بجانب مفاعل بوشهر النووي، ومفاعلات نووية ايرانية أخرى يتم تنفيذها بخبرات روسية؟ وهل يمكن دمج منظومة صواريخ الدفاع الجوي الروسية الأس 400 التي تتحصّل عليها تركيا الآن في منظومات هياكل الناتو العسكرية، باعتبار أنقرة عضو فاعل في هذا الحلف وبمثابة غرفة عمليات متقدمة للغرب في أسيا الوسطى والمجال الحيوي الروسي؟ في ظل الدور المصري المتراجع في المنطقة والمرتبط بتحالف مع السعودي والأماراتي، ومع ذلك استبعده الأمريكي من ما تسمى بتسوية اليمن الآن كما استبعده من المسألة السورية بأن فوّض تركيا هناك الى حد ما، ومصر في عهد السيسي ما زالت فوق الروزنامة الأمريكية بكل تفاصيلها وصرف لها الكثير من الوعود أمريكيّاً واسرائيلياً على شكل شيكات بدون رصيد، فهل ما زال المصري بمثابة أحد أضلع ثالوث القوّة الأقليمي؟ وهل تتم الآن استعدادات تظهير الفعل الصيني العسكري في الداخل السوري، في تحرير مناطق وساحات من ميليشيا الحزب الاسلامي الكردستاني الصيني حيث يتحصّن هناك في بعض عروق جغرافية الشمال السوري كديمغرافيا ايغورية غريبة، تم جلبها وتوطينها في الداخل السوري عبر الطرف الثالث بالحدث الشامي، وتحت يافطة الجهاد بدعم تركي وغربي صرف وبامتياز منذ بدايات المؤامرة على سورية؟. نعم وبكل وضوح، بعد انهاء ما تسمى عصابات داعش في العراق وسورية(صارت تتلوّن بمسميات جديدة بدعم من تحالفات البورغر كينج وثقافات الماكدولدز والكابوي)ظهر التدخل الأمريكي فجّاً طامعاً متحديّاً، ولكنه سيخرج خروجاً كارثيّاً وأعمق من خروجه من لبنان في عام 1983 م، وعبر مقاومته عسكريّاً حتى يصار الى(شلعه شلعاً من جذوره)، كما يسعى هذا اليانكي الأمريكي ومعه المراهقين الغلمان من البعض العربي، على انفاذ الكيان الصهيوني في جسد المنطقة، مثلما كانت أوسلوا 1993 م بوّابة ذلك بجانب وادي عربة 1994 م وقبلهما كامب ديفيد 1979 م، مع سعي حثيث لهذا التحالف الأمريكي مع بعض غلمان مملكات القلق العربي على الخليج، الى تفجير الأردن من الداخل سياسيّاً وعبر الورقة الأقتصادية وتشابكاتها الديمغرافية، بعد أن قلب الجميع له ظهر المجن، لذا ظهر الملك في أكثر من مرة ومكان محارباً في مناورة عسكرية بالذخيرة الحيّة، في رسائل متعددة للجميع، ان لجهة الداخل الأقليمي، وان لجهة الخارج الأقليمي، وليس للملك من سند سوى شعبه، وليس أمريكا وغلمانها في المنطقة، والتحالف مع واشنطن أكثر خطورة من العداء لها، هكذا المعادلات الحسابية والوقائع والمعطيات تنطق وتتحدث، ولنا في ومن التاريخ العبر والأدلة والقرائن. عبر الاستدلال والاستقراء واستنطاق المعطيات والوقائع نرى أنّ خارطة طريق تغيير التوازنات الاستراتيجية الشرق أوسطية وبالتالي الدولية، يبدأ بالضرورة من دمشق، وينتهي بالضرورة في دمشق أيضاً خاصةً في ظلّ حالة من الدفع التاريخي الحاد السائدة في العالم . تحدث المزيد من الخبراء والمحللين الأستراتيجيين الأمميين، عن طبيعة التوازنات الشرق أوسطية الجارية حالياً بفعل الحدث السوري وتداعياته، وفي هذا الخصوص تشير المعطيات الواقعية، إلى أن منطقة الشرق الأوسط قد أصبحت على موعد مع بيئة استراتيجية جديدة ذات أفق دولي عميق مع انتشار فايروس كورونا، وبفعل الجيش العربي السوري، والموقف الروسي المتماسك في جلّ المسألة السورية، والفعل الصيني المساند له، بجانب الدعم الأيراني المستمر رغم جائحة كورونا(الغرب يحاول العبث بايران ومعه حلفائه عبر لعبة حراك الشارع من جديد كما حدث في عام 2017 م واسقاطها على منحنيات الطبقة الوسطى الأيرانية الحقيقية، والتي يمكن الرهان عليها لأحداث التغيرات السياسية المطلوبة، ونقول لهم: اذا كان خازوق ما تسمى بالثورة السورية، والتي ما بقي ثور بريّ من البريّة الاّ ولقحها وذاق عسيلتها ثم طلقها، قد استغرق تسع سنوات وأكثر وفشلتم، فانّ خازوق ما تسمى بالثورة الايرانية التي تنشدونها ومعكم عرب روتانا وغلمانها وحلفاؤكم، سيستغرق مائة عام وأكثر وستفشلوا). ويلحظ العالم أجمع الفرق بين الأنموذج الروسي الصاعد كقوّة دولية عظمى، والأنموذج الأمريكي الذي استنفذ مخزوناته من سلاّت الكذب وقواميس الأفتراء والغدر، والأستكبار والأحتقار والخديعة والأجرام، باسم الواقعية السياسية الأنتهازية وعبر المكارثيون الجدد في الأدارة الأمريكية، صدى المجمّع الصناعي الحربي وصدى البلدربيرغ الأمريكي ونواة حكومته الأممية، حيث أخرجت واشنطن موسكو من مجموعة الثماني الدولية G8، لتعود الأخيرة لصفتها الأمبريالية G7 بدول سبع، كما أنهت كافة أشكال التعاون العسكري والمدني مع موسكو بما فيها مكافحة الأرهاب ومكافحة المخدرات ومكافحة الأتجار بالبشر، وأبقت أمريكا على التعاون بين روسيّا والناتو في الملف الأفغاني، لغايات تأمين بعض انسحابات للقوّات الأمريكية والناتو من أفغانستان في نهايات عام 2020 م، ان صدقت الرؤى والنوايا. فانّ دلّ هذا على شيء فانما يدل على مدى انتهازية واشنطن، فهي تلغي ما يناسبها وتبقي ما يتفق ومصالحها الآنية الضيقة، فهي دولة تعاني من النرجسيّة والسوبر ايغو بشكل شمولي، وصار نفوذها المعنوي يتراجع بسبب مواقفها السياسية وتدخلاتها الأمنية غير الأخلاقية. ومع ذلك أعطتها الفدرالية الروسية درساً في الأخلاق السياسية، حيث اعتبرت موسكو مسألة الأنسحاب عبر آراضيها وعبر مجالها الجوي مسألة انسانية صرفة بامتياز، حيث الخطورة كبيرة على سلامة القوّات الأمريكية الأحتلالية والناتويّة عبر الطرق البريّة الباكستانية، حيث نشاطات عسكرية عميقة لجماعات(طالبان باكستان)المسلّحة، والأخيرة بدأت حوار مع اسلام أباد في محاولة مشتركة من الباكستان وواشنطن، لتأمين طريق بديل احتياطي للأنسحابات العسكرية الأحتلالية الأمريكية الأطلسية من الأفغانستان عبر الباكستان برّاً كخطّة بديلة، في حال تصاعد مروحة المواقف الروسية المتصاعدة كنتاج لحالات الكباش الروسي الأمريكي، لجهة الدبلوماسي والسياسي، وان لجهة الأقتصادي والعسكري، وان لجهة المخابراتي والعلمي، وان لجهة الثقافي والفكري، وتداعيات كل ذلك على مشاعر العداء القومي والكراهية لكل أطراف معادلات الكباش الأممي. كما نجد أن الولايات المتحدة الأمريكية نهجت سلوك فجّ في التعامل مع من كانت تعتبره الشريك الروسي الأستراتيجي، حيث قامت واشنطن بتعليق التعاون بين وكالة ناسا في برنامج الفضاء ومؤسسة الفضاء الروسية، باستثناء النشاطات المتعلقة بمحطة الفضاء الدولية الروسية، والأخيرة بنتها موسكو وتستفيد منها أمريكا في الأبحاث العلمية المتقدمة، ومع كل هذه الأنتقائية الفجّة غير الأخلاقية لواشنطن فانّ الروسي لن يطرد الأمريكي من محطته، وعلى قاعدة أنّ البحث العلمي هو ملك للبشرية جمعاء، وهذه قيمة علمية وانسانية مضافة تدلّل على قوّة ورقي وتسامي انساني، للفدرالية الروسية ونموذجها الأخلاقي والعلمي المتنامي والراقي. فموسكو وعبر فعلها وصبرها، تقول للولايات المتحدة الأمريكية: نجمك آفل بسرعة، وحضارتك ستستقر في مزبلة التاريخ عبر حركة الأخير(أي التاريخ نفسه)، وأنّ الفراغ ستملئه قوى جديدة صاعدة، وأنّ النظام الدولي الجديد المتعدد الأقطاب، سيولد من رحم الأزمات ومن رحم متاهاتك السياسية والعسكرية والأقتصادية والعلمية الفجّة، وأنّ العالم استعاد عبر ميكانيزمات فعله ميزة وصفة العالم المتعدد الأقطاب وهذا ما يدركه الجميع. فمن مهّد وقاد للمشهدية العسكرية والسياسية والأستخباراتية والدبلوماسية السورية الميدانية الحالية، وهذه الأريحية الكاملة لدمشق ونسقها السياسي، هو استعادة الجيش العربي السوري العقائدي للمبادرة العسكرية على أرض الميدان وفي جلّ الجغرافيا السورية، ان لجهة الهجوم وكنس زبالات الأرهاب المدخل والمصنّع ودفعه نحو ممرات ادخاله من جديد كارتداد للأرهاب المدخل، أو نحو السماء لملاقاة الحور العين التي جهد من أجلها، وان لجهة الدفاع الأيجابي وأخذ زمام المبادرة العسكرية، بمساعدة الحلفاء المحليين والأقليميين والدوليين وعلى رأسهم الروسي والأيراني وحزب الله والصيني حديثاً، فالصوت والفعل الأهم الذي كان له بجانب صوته وفعله السياسي والثقافي والفكري أيضاً، هو صوت الميدان العسكري العملياتي، مسنوداً من قبل تماسك القطاع العام في الدولة واستمراره في تقديم الخدمات، وتماسك الجسم الدبلوماسي في الخارج، وحرفية مجتمع الأستخبارات السورية، وتزواج السياسي بالأمني، والعسكري بالأقتصادي، والثقافي بالفكري، والرصد والخلق لضرورات التنسيق معه من قبل الطرف الثالث بالحدث السوري، لمواجهة الأرهاب المصنّع(بفتح الشدّة على النون)في متاجر الأستخبارات الدولية والمدخل من قبل هذا الطرف الثالث المصنّع(بكسر الشدّة على النون)ودول الجوار السوري المساهم، بشكل أو بآخر وعلى مدار سنوات الحرب وما زال حتّى اللحظة ولكن بنسب ما دون الخمسين بالمائة، واسناد الحلفاء والأصدقاء للدولة الوطنية في دمشق، وقبل كل ذلك الأرادة السياسية والشعبية مع التوظيفات السابقة بشكل علمي مدروس، وتعاظم وطنية السوريين بشكل أفقي ورأسي وبعمق، وبقاء الرئيس الأسد في حضن ديكتاتورية جغرافيته السورية ولم يغادر وصمد.
وها هو العالم كما أرخى لحيته لنتائج الفعل الروسي في المسألة الروسية، سيرخي لحيته أيضاً لنتائج لغة الميدان السوري الطاغية وبشكل متدرج شاء أم أبى، كما لاحظنا في السابق الأرخاء لنتائج عمليات كنس جبهة النصرة في جرود عرسال اللبنانية بالتنسيق بين أطراف المعادلة الذهبية(الجيش اللبناني والشعب والمقاومة)من جهة والجيش العربي السوري من جهة أخرى، والتي قلنا حينها أنّها ستكون بروفا لما سيجري في ادلب لاحقاً، عندما تحين لحظة الأستحقاق ولنرى مآلات اتفاق وقف اطلاق النار في ادلب، ومعركة تحرير ادلب بدأت الآن، وعودتها الى حضن الدولة الوطنية السورية مسألة وقت فقط، فهل يحدث التنسيق العسكري تنسيق الضرورة اذاً بين الجيش السوري والجيش التركي المباشر للقضاء على كافة مجتمع الزومبيات هناك برعاية روسية نكاية بالأمريكي وقوّاته البريّة والمتمثلة بما يسمى بقوّات سورية الديمقراطية، في ظل انتشارات لفايروس كورونا كوفيد 19 مثلاً؟(قسد، والتي هي ليست بقوّات بل ميليشيا عسكرية كمرتزقة، وليست بسورية ولا ديمقراطية)وكذلك الجيش الجديد(ما يسمى بالجيش السوري الحر الجديد، وهو من بقايا الأرهاب وخاصة داعش؟). تحرير سورية من الأرهاب ينتج دولة الجميع، وستتعزّز المصالحات والمسار السياسي مع الأستمرار في الحسم العسكري على الأرض في بعض البؤر، التحرير من خلال دولة وجيش الشعب وكسر للمعادلات المذهبية، بعبارة أخرى، دولة الكل والجميع، لا دولة الفرد ولا دولة الفئة، ولا دولة الطبقة ولا دولة المسؤولين الكبار، ولا دولة التجار وكبار القادة والضبّاط، ولا دولة البرجوازية الطفيلية من جديد، بل دولة البرجوازية الصناعية السورية دولة البرجوازية الوطنية، باسناد الوطنيين السوريين والشرفاء العرب والحلفاء وغيرهم. انّ قوى 14 أذار المصدومة لما جرى ويجري في لبنان من حالات الأستعصاء السياسي، والموجودة مثيلاتها أيضاً رسميّاً في البعض العربي الرسمي القلق، والأخير جزء من الطرف الثالث بالحدث السوري وجزء مهم من التآمر، ومن يقوم بحرب الوكالة عن الأصيل(محور واشنطن تل أبيب)، هذه القوى 14 أذار المستنسخه أرخت كل بوصيلات شعرها لنتائج الفعل السياسي والعسكري اللبناني بمعادلته الذهبية(الجيش والشعب والمقاومة)، ولنتائج الواقعية السياسية الصادمة لها في الداخل السوري، حيث آعاد الفعل العسكري السوري للدور الدمشقي وتأثيراته المناخية ألقه ووجوده، بعد أن تم اعادة انتاجه من جديد وخاصةً في مسار الأستحقاق العسكري للجيش اللبناني وتشاركيته مع المقاومة والشعب، وعودة دمشق والى حد ما الى معادلة القرار السياسي الداخلي في لبنان، لأيجاد نوع من التوازن في مواجهة الطرف السعودي القلق والمتراجع في الدور، والطرف الأسرائيلي الغاضب عبر نماذج كوهين لبنان جعجع والطرف الدولي، وكانت رسائل أمين عام حزب الله السيّد حسن نصر الله مؤخراً واضحة لكافة الأطراف فيما يتعلق في المسألة اللبنانية والمسألة السورية بعد الفعل العسكري المشترك والذي ما زال قيد العمل والأنشاء وسيبقى كذلك وسيطبق نموذجه لاحقاً في الأمارة القاعديّة في ادلب، بعد سيطرة جبهة النصرة عليها واقصائها لباقي الزومبيات الأرهابية والفصائل المدعومة من تركيا، وللمسألة والأزمة الخليجية بعض المفاعيل فيما آلت اليه الأمور في ادلب، بعد الأصطفاف التركي مع قطر ضد الرباعي العربي المأزوم أصلاً، أريد لهم أن يخرجوا الى هناك في ادلب ليصار الى حرق الجميع بالجميع، ان عبر حرب أهلية بين مجاميع الأرهاب كما يجري الآن، وان عبر قتلهم من قبل مشغلييهم لأنتهاء صلاحيتهم ودورهم. نتائج الفعل العسكري السوري قي الميدان وعلى كافة الجبهات، هل يدفع مصر للعودة الى حماية الحوض الشامي التاريخي وترميم عمق أمنها الأقليمي في قلب الشرق سورية، بالرغم من التحديات التي تواجه مصر برئاسة المشير السيسي، وخاصةً أنّ هذه التحديات قد تأخذ أشكال الفيتو والبروكسيات السعودية والأماراتية للحد من خياراته نحو سورية، وهو بحاجه الى المال السعودي والأماراتي لتحسين حال الأقتصاد المصري المتهالك، فهل سينجح في المزاوجات بين هذا وذاك؟ ننتظر لنرى. فعل الجيش السوري فتح وأدار مروحة حل إمكانيات جديدة خلاّقة لجل المسألة السورية، ومروحة تسويات سياسية إقليمية ودولية، فأيّاً تكن اتجاهات المسألة السورية وجوهرها، فانّ النسق السياسي السوري وعنوانه الرئيس الأسد باقون وباقون، سواءً جنحت المسألة السورية، إن لجهة عودة المسار العسكري البحت مع سلسلة جولات من العنف أشد ضراوة، من القواعد الأمريكية في العراق وخاصة قاعدة عين الأسد، وان لجهة المسار السياسي ومضامينه، وان لجهة مسار عسكري ومسار سياسي متلازمين معاً. عنوان النسق السياسي السوري هو الرئيس الدكتور بشّار الأسد(العقدة والحل معاً)، لا بل وعقدة الحل نفسه حفاظاً على الأمن والسلم الدوليين، ونكايةً بالطرف الخارجي بالحدث السوري من أمريكيين وبريطانيين وفرنسيين وبعض العرب، والروس أرسوا توازناً دقيقاً حال وما زال يحول دون تدخل عسكري خارجي في سورية، كما يحول دون سقوط الرئيس الأسد واخراجه كرهاً أو حبّاً، من أتونات المعادلة السورية الوطنية، إن لجهة المحلي وتعقيداته، وان لجهة الإقليمي وتداعياته ومخاطره، وان لجهة الدولي واحتقاناته وتعطيله وأثاره على الأزمة الاقتصادية العالمية بسبب فايروس كورونا المستجد. كما نجحت موسكو وبقوّة بأن جعلت الأسد ونسقه السياسي طرفاً رئيسياً في التسوية، وان بقاء الأسد ونسقه ليس فقط ثمناً من أثمان مسألة التسوية الكيميائية السورية، كما يظن السذّج من الساسة والذين تمطى رقابهم كالعوام، بل أنّ الرئيس الأسد وموضوعة بقائه صارت بفعل الدبلوماسية الروسية الفاعلة والجادة، خارج دائرة التفاوض والمساومة ومسألة خارج النقاش بالنسبة لموسكو وإيران ودول البريكس، وسيبقى حتّى عام 2021 م الى حين الأستحقاق الرئاسي القادم، وبالتالي مسألة الحوار مع النسق السياسي السوري، لم يعد مشروطاً برحيل الأسد أو تنحيه، لقد غرسوا الروس الشرقيون غرساً، من الأفكار في عقل جنين الحكومة الأممية ملتقى المتنورين أو المستنيرين من اليهود الصهاينة، والمسيحيين الصهاينة، والمسلمين الصهاينة، والعرب الصهاينة، بأنّ ما يجري في سورية يجري في الفدرالية الروسية ودفاعهم عن دمشق دفاع عن موسكو. تشكل المسألة السورية وحدثها بالنسبة لموسكو، مدخلاً واسعاً لرسم معادلات وخطوط بالألوان والعودة إلى المسرح الأممي، من موقع القوّة والشراكة والتعاون والتفاعل بعمق، وتحمّل المسؤوليات ضمن الأسرة الدولية الواحدة في عالم متعدد الأقطاب، لأحداث التوازن الأممي الدقيق في شتى الأدوار والقضايا بما فيها الصراع العربي – الإسرائيلي كصراع استراتيجي وجودي في المنطقة والعالم، بالنسبة للعرب الحقيقيين، والمسلمين الحقيقيين، لا عرب صهاينة ولا مسلمين صهاينة، ولا عرب البترول والغاز، وبلا شك انّ ثبات وتماسك الجيش العربي السوري العقائدي ضمن وحدة وثبات النسق السياسي السوري وعنوان هذا النسق الرئيس الأسد قد جلبوا للفدرالية الروسية العالم أجمع. ومع مفاعيل وتفاعلات الفعل العسكري السوري الطاغي في الميدان، وفعل شقيقه الجيش المصري في سيناء وجلّ عمل المنظومة الأستخباراتية المصرية على طول وعرض المساحات، وفعل الجيش العراقي والحشد الشعبي والذي سعى الجميع الى تطييفه، وفعل جيشنا العربي الأردني ومنظومتنا الأستخباراتية بفرعيها الخارجي والداخلي في مكافحة كارتلات الأرهاب ومصادر فكرها ومسارات تمويلها أيضاً، ثمة سؤال يتموضع في التالي: هل يبدو أنّ المنطقة تتجه نحو نظام حكم مركب ومعقّد الى حد ما، سيكون لجيوش الدول الأربعة أدوار وأدوار في مكافحة الأرهاب الذي تم تصنيعه في متاجر الأستخبارات الدولية، خاصةً وأنّ العدو في عقيدتها العسكرية هو الكيان الصهيوني والأرهاب؟!.
*عنوان قناتي على اليوتيوب حيث البث أسبوعياً عبرها:
https://www.youtube.com/channel/UCq_0WD18Y5SH-HZywLfAy-A
منزل – عمّان : 5674111
خلوي: 0795615721
سما الروسان في 1 – 4 – 2020 م.
التعليقات مغلقة.