إنهيار الإمبراطورية الأمريكية قاب قوسين أو أدنى / أسعد العزوني

526

قراءة في جريمة سيريلانكا / أسعد العزوني – الأردن العربي | عربي ...

أسعد العزوني ( الأردن ) – الثلاثاء 31/3/2020 م …

لم يكن أحد يجرؤ حتى على التفكير في إمكانية إنهيار الإمبراطورية السوفييتية التي كانت تصف نفسها بالفولاذية،نظرا لما كان فيها من حزم عزم وضبط وربط،ومع ذلك إنهار الجدار الفولاذي في لحظة واحدة،وتوزعت دوله كقطع الشطرنج على كل طامع،وكانت مستدمرة الخزر في فلسطين أول الكاسبين لأنها أجبرت اليهود السوفييت الأغنياء حد الثراء ،والعلماء المتفوقين للهرب إليها بعد ان كانوا يغادرون بلدانهم إلى أمريكا مباشرة،وها هي روسيا قوة عظمى ولكن ليس بمستوى الإتحاد السوفييتي الذي كان يزاحم أمريكا لولا غباء الإسلام السياسي والبترودولار العربي ،الذي مول الحرب في أفغانستان وأفضت إلى سقوط الإتحاد السوفييتي إضافة إلى عوامل أخرى.

اليوم وبعد أن برزت أمريكا كقوة عظمى وحيدة في هذا العالم ،وقامت على أنقاض السكان الأصليين والإمبراطورية البريطانية ،وجعلت من الدماء أنهارا هنا وهناك وصنعت جبالا من جماجم الشعوب الرافضة لسياساتها،فإننا نراها اليوم على وشك الإنهيار ،لأنها ببساطة لم تكن تمتلك أخلاق الصراع،وبرزت في إستخدام القوة وشن الحروب العدوانية وتدمير الشعوب ونهب ثرواتهم ،ولم تفلح سوى في تصدير الكولا والبيرجر وما أشبه،وهي الآن تئن تحت ضربات فايروس كورونا التي حاولت تصديره للصين ،لكن السحر إنقلب على الساحر وها هي أوهى من خيوط العنكبوت ،لأن يهود نسجوا خيوط شباكهم حولها ،وها هم يعملون على تفكيكها بالتعاون مع حكومة العالم الخفية التي تضم أباطرة المال والإعلام والسياسة من اليهود.

ستنهار أمريكا فجأة كما إنهار الإتحاد السوفييتي ،وكما عملت على إنهيار الإتحاد السوفييتي فإن يهود أيضا نشطين في ذلك لتسريع إنهيارها منذ أن نفذوا جريمة إنهيار البرجين الإرهابية عام 2001،وقد صدرت نبوءات كثيرة في هذا المجال من شخصيات وازنة في الغرب ،يتقدمهم المؤرخ “أريك جي هوبسبون”الذي تنبأ بسقوط أمريكا في محاضرة له بجامعة هارفارد في 19-10-2005،وقال أنها ستتسبب بالفوضى والوحشية بدلا من السلام والأمن.

أخطأت أمريكا مرارا وقادتها أخطاؤها إلى مصيرها المحتوم ،وأولها رفض الإستماع لنصيحة الرئيس روزفلت الذي دعا فيها إلى طرد يهود من أمركيا أو على الأقل تحجيمهم،وإلا فإنهم سيحولون الشعب الأمريكي برمته إلى عبيد عندهم ،وها هي نبوءته تتحق ،ويصبح اليهود هم الذين يتحكمون في مفاصل أمريكا،كما ان أمريكا أخطأت لإعتمادها القوة وتنصيب نفسها شرطي العالم الذي يفتقد لأدنى درجات الأخلاق،ناهيك عن خطئها القاتل وهو رهن إقتصادها  بالصين واليابان وبالدولار الورقي الخالي من الذهب ،والذي أصبح عملة النفط الرئيسية،ناهيك عن تشغيل مطابعها على مدار الساعة لطباعة الدولار الورقي لتغرق العالم بأوراق رخيصة الكلفة وتحمل قيمة مادية كبيرة،وهي بذلك تمهد لإنهيارها بنفسها،من خلال عملية فرض العولمة بالقوة على العالم ،وإطلاق العنان لكارتيلاتها الإقتصادية والنفطية والتسليحية العملاقة في نهب العالم ،وقوتها العسكرية  الكبيرة المنتشرة حول العالم ،وسندات خزينتها وإدعاء بعض رؤسائها  أنهم يتكلمون بإسم الرب ،وكذلك أجندة البيت الأبيض المبنية على النبوءات الدينية ،علما ان هذه النبوءات لم تتنبأ بظهور المقاومة العراقية السريع بعد الإحتلال،وتمكنت من إفشال المخطط الأمريكي،وأجبرت أمريكا على الإنكفاء داخل العراق،بعد ان كانت تنوي غزو كافة الدول العربية لتغيير أنظمة الحكم فيها،ولولا التدخل الإقليمي في العراق لإجهاض المقاومة العراقية  لما بقيت أمريكا قائمة حتى اليوم.

قال الكاتب الأمريكي الكبير جيمز رايزن في كتابه “حالة حرب” ان أحلام بوش الصغير ماتت في الفلوجة والرمادي وتل إعفر، ويعد الشعب الأمريكي اليوم ضحية للنظام الرأسمالي ،وقد عانى من هذا النظام أكثر مما عانينا نحن في كافة أنحاء العالم،فهم لا حول لهم ولا قوة ،لأنهم محكومون من قبل الكارتيلات والوول ستريت الذين لا يرسلون أبناءهم للحروب ،ويكتفون بأبناء الفقراء الأمريكيين ،وما أكثرهم والمرتزقة الباحثين عن الجنسية الأمريكية.

يرسل الأمريكيون أبناءهم للحروب تحت ذريعة زرع القيم الأمريكية  ولا يقولون لهم انهم سيحاربون من أجل سطوة الكارتيلات وأصحاب الوول ستريت،ويعودون إليهم جثثا في توابيت،وكنا نتوقع ان ترفدنا أمريكا بأسباب الحياة وأن نتكامل معها من أجل عالم أفضل لإسعاد الإنسانية ،لكنها جاءت إلينا كالغول المدجج بالسلاح والبي 52 والحقد والكراهية.

التعليقات مغلقة.