تداعيات اصرار واشنطن على ابقاء قوات تحتل العراق / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) – الإثنين 30/3/2020 م …
رغم الكارثة البيئية والجرثومية جراء تفشي ” وباء كورونا” الذي ارعب شعوب العالم بما في ذلك الشعب الامريكي وانتشار الوباء في صفوف العسكرين الامريكيين الذين يرابطون في قواعد عسكرية على ارض العراق ورغم المطالبات الرسمية والشعبية بانسحابهم الا ان الولايات المتحدة اخلت بعض القواعد غير المهمة في العراق وانسحبت منها لتدعم بقية القواعد بالجنود المنسحبين وترسل لهم المعدات العسكرية وحتى منظومات “باتريوت” تحضيرا لاعادة احتلال العراق مجددا علنا ودون ان تخشى سواء بتحريك وبدعم مجموعة عسكرية وسياسية تابعة لها في السلطة او التدخل علنا وضرب الجماعات المناهضة للاحتلال سواء كانت عسكرية او سياسية خاصة الحشد الشعبي مستغلة الاوضاع الحالية التي تمر بها البلاد .
ورغم الاعلان الامريكي عن سحب او تخفيض طواقم السفارة الامريكية في بغداد وقنصليتها في اربيل الا ان المؤشرات تؤكد ان الولايات المتحدة ليست عازمة على ترك العراق و احترام ارادة العراقيين بسحب قواتها من البلاد لانها تراهن على الازمة التي تعيشها البلاد سواء السياسية او جراء انتشار وباء كورونا وهو ما المح لذلك اكثر من مسؤول عسكري امريكي حتى ان بعضهم اعتبر ذلك فرصة مواتية لاستغلالها للتخلص من خصوم واشنطن في العراق .
ان الولايات المتحدة لازالت تفكر بذات العقلية الضحلة وتتصور ان الحشد الشعبي او المقاومة العراقية ” مستوردة من الخارج” وعلى طريقة لملمة ” داعش ” وماعش” ومن لف لفهم من ارهابيين من قبل اجهزة استخباراتها وارسلتهم للعبث بالمنطقة دون ان تعيد النظر بهذا التفكير الاجوف وترى ان الحشد الشعبي والمقاومة العراقية تنتمي بجذورها الى تربة العراق وشعبه الكاره والرافض لسماع كلمة “امريكي محتل”.
صحيفة امريكية كشفت عن ان ” قادة في البنتاغون” يدعون الى سيناريو عسكري في العراق باستغلال ” الانشغال بوباء كورونا” والاجراءات المتخذه بشانه لاسيما وان هناك فرصة مواتية لها وفق هؤلاء القادة تتمثل بالازمة السياسية وطرح اسم موال للولايات المتحدة من قبل رئيس الجمهورية كرئيس للحكومة هو عدنان الزرفي الذي بات يتحرك بدوره وبايعاز من اسياده نحو الدول الدائمة العضوية بمجلس الامن للقاء ممثلين عنها ثم لقاء ممثلين عن دول الاتحاد الاوربي في بغداد خلافا للشرعية وللاعراف الدبلوماسية لاعطاء نفسه صفة رسمية وهو مجرد مكلف وربما المرفوض شعبيا وبرلمانيا باستثناء بعض الاصوات التي تدين بالولاء ل” ماما امريكا” وهي موجودة في الحكومة والبرلمان وحتى في صفوف بعض القوى الامنية.
ان عملاء الولايات المتحدة كثر سواء في بغداد او المحافظات الغربية وفي شمال العراق منذ عام الاحتلال وحتى الان وهو ما تؤكده مواقف هؤلاء ازاء الوجود الامريكي العسكري غير الشرعي في البلاد ومحاولاتهم عرقلة اي قرار يطالب بانسحاب القوات الامريكية من العراق سواء في اروقة ” البرلمان” او الحكومة.
احد كبار القادة العسكريين الامريكيين رد على هذا السيناريو بالقو ل ان ذلك سيكلفنا دماء” وقد يتسبب بنشوب حرب في المنطقة .
الامريكان لايريدون ان يخسروا عسكريا واحدا وهم يراهنون على ” فتنة” مفتعلة هم يخططون لها قد تتسبب بحرب داخلية يقفون متفرجين عليها ثم استثمارها لصالحهم لان هناك في الداخل العراقي من يوالي واشنطن سواء في صفوف العسكر او السياسيين في السلطة الحاكمة وان هناك عشرات ” الزرفية” وليس زرفيا واحدا .
متى يعي الفاشلون الذين يتمسكون بالسلطة حتى اخر لحظة من اعمارهم ذلك ويجنبوا العراق المزيد من الويلات بعد 16 عاما من اللصوصية والنهب والاستحواذ على الممتلكات العامة دون وجه حق؟؟
اتمنى على تيار له شعبية لايستهان بها ان لايقف على الحياد بمثل هذه المواقف الخطيرة والهامة في مسيرة العراق وان يبادر للمشاركة في حلحلة الازمة لانه موجودة في السلطة وله تاثير فيها وهو مسؤول عن هذا الوجود ايضا وان لاضير ان يسهم في اختيار رئيس الحكومة لان اي ضرر يلحق بالعراق لاسامح الله سوف لن يوفر احدا ” فالجميع في قارب واحد” وان اعداء العراق لايميزون بين هذا كونه لم يتدخل في اختيار رئيس الحكومة اوذاك الذي يصر على اختيار نموذج بعينه وفق اجنداته ومصالحه خدمة للاجنبي لا لخدمة العراق وشعبه .
التعليقات مغلقة.