مقال هام لوزير الداخلية الأردني الأسبق سمير الحباشنة: بالنفط الزیتي .. الأردن سیودع الفقر

713
سمير الحباشنة ( الأردن ) الأربعاء 4/12/2019 م …

في الأردن ثروة طائلة لا حدود لها..
لكن حال الأردن مثل ذلك البخيل الذي يكنز الملايين ويترك أبناءه يتضورون جوعاً بلا عشاء..!

بل أسوأ من ذلك، فأن حالنا مثل حال من يكتنز الملايين ويتسول في الشوارع باحثاً عن «صدقة».

وذلك بالطبع للقياس لا للتشبيه…

وأقصد بذلك علاقتنا بثروتنا الطائلة التي لا حدود لها والتي حبانا االله سبحانه بها، وهي النفط الكامن في الصخر الزيتي وغير المستغل..

1)

تعالوا نحكي قصة هذه الثروة الكامنة في بطن الأرض الأردنية.

فالصخر الزيتي موجود في أغلب المناطق الأردنية في الجنوب والوسط والشمال، ويغطي 60 %من مساحة الأردن.

وأن أحتياطي الأردن من الصخر الزيتي يتراوح بين 40 إلى 70 مليار طن.. ويصنف بأنه أكبر رابع أو سادس احتياطي في العالم إلى جانب الولايات المتحدة والبرازيل وروسيا والمكسيك.

وأن الصخر الزيتي في بلادنا عالي الجودة وسطحي، أي سهولة وقلة تكلفة استخراجه.

وإذا كان معامل التحويل، صخر زيتي/ نفط ما نسبته 10 ،%فأن ذلك يعني أن لدينا 4 مليارات طن من النفط كحد أدنى.. أي (ما يغطي لمئة سنة أو يزيد من احتياجات الأردن من الطاقة، هذا إذا لم نقم بالتصدير).

2)
الاستراتيجية الوطنية للطاقة/ «قول بلا فعل»

كانت الاستراتيجية الوطنية للطاقة للفترة بين عامي 2007 إلى 2020 قد أشارت إلى أن مساهمة المصادر المحلية من الطاقة عام 2020 سوف تغطي ما نسبته 39 %من احتياجاتنا الوطنية مقابل ما نسبتة 61 %مستوردة. وأن شركة «سنكور» الكندية التي تكفلت بالدراسة أشارت (إلى إمكانية أنتاج 210 الآف برميل عام 2014 ،وذلك عبر استخراج النفط من الصخر الزيتي من منطقة في جنوب غرب عمان فقط. أي ما يزيد عن حاجتنا السنوية من النفط).

فأين هي تلك الاستراتيجية من واقع الحال، وماذا أنجز منها..؟!!

لا شيء، فالأمور على حالها ولازلنا نستورد جُل حاجتنا من النفط من الخارج.

فنحن مع الأسف نتحدث كثيراً ونعمل قليلاً. ولا أدري هل هو عجز مقرون بحسن النية، أم عجز تحركه النوايا السيئة..؟!!

3)
النموذج الأميركي للمقارنة.. وحتى لا يكون كلامنا تمنيات أو حديث صالونات، تعالوا نقارن بؤسنا بكيفية تعاملنا مع ثروتنا الهائلة المجمدة من الصخر الزيتي والقابعة في بطن الأرض، مع ما صنعت الولايات المتحدة الأميركية، تلك البلاد التي يتغنى الكثير من نُخبنا وخبرائنا بالنموذج الأميركي، ويسعون دائماً إلى تمثله أو تقليده أو الاستشهاد به… (كلام
في كلام).

فالولايات المتحدة وفي العام القادم سوف تكون أكبر منتج للنفط في العالم بفضل الصخر الزيتي. حيث ستنتج 13 مليون برميل يومياً متجاوزة بذلك إنتاج كل من روسيا والسعودية، وذلك بفضل استثماراتها في الصخر الزيتي، حيث تقول أبحاث الطاقة الأميركية التابعة لشركة «ENERGY RYSTAD) «أن طفرة النفط الصخري ستجعل الولايات المتحدة الأميركية أكبر مصدر للنفط في العالم).

ويقول «ريان فيتس موريس» الخبير في مجلة الطاقة لدى مؤسسة «رابوتيك»: «أن الطفرة الصخرية أدت إلى زيادات هائلة في الإنتاج، إنتاج الولايات المتحدة حالياً خارج التوقعات».

وأضاف: (أن إنتاج النفط الأميركي الذي يقوده الصخر الزيتي زاد أكثر من الضعف خلال العقد الماضي، إلى أعلى مستويات على الإطلاق حيث تضخ أميركا الآن نفطاً أكثر من أي بلد آخر في العالم.

ويقول «سيندر كنوتسون» نائب الرئيس لشركة «ENERGY RYSTAD) :«إن عجز ميزان الطاقة الأميركي قد بلغ 62 مليار دولار عام 2018 ،وسوف يتحول العجز إلى فائض مقداره 340 مليار دولار عام 2030 وذلك بفضل الأرتفاع الهائل في أنتاج قطاع الصخر الزيتي الأميركي.

وكخلاصة، يرى خبير الطاقة «بيرلي نيسفن»: أن الإنتاج النفطي من الصخر الزيتي سوف يجعل أميركا دائماً في موقع الهيمنة..
***
وحتى لا يضع البعض عراقيل ارتفاع كلفة الإنتاج وبالتالي التذرع بعدم جدوى استخراج النفط من الصخر الزيتي فأنني أورد هنا.. تصريح شركة «أكسون» الذي يقضي بالقول:
«إن إنتاجنا المرتفع من الصخر الزيتي يمكن أن يولد عائداً متوسطاً أكثر من 10 %حتى مع وصول سعر برميل النفط عالمياً الى 35 دولارا.»

فما رأيكم اذا كانت أسعار النفط الآن ومنذ سنوات يزيد على 60 دولارا للبرميل..! أي أن العائد المتوقع لا يقل عن 20%..!!

وبعد.. ماذا ننتظر؟ ولماذا ننتظر مساعدات الأشقاء الشحيحة، ومساعدة الأصدقاء المتواضعة، تلك المساعدات المقترنة دائماً بالرجاء والتودد..

لماذا لا تقوم الحكومة فوراً كأولوية أولى، قبل كل حزمها وبياناتها المنشأة التي مللنا الاستماع إليها، وأن تكون حكومة أنتاج ونهضة حقيقية، وتقوم فوراً بتجديد تجربتنا الأردنية السابقة حين أنشأ جيل الآباء شركة الفوسفات والمصفاة.. وغيرها.. واعلان استخراج النفط من الصخر الزيتي، عبر تأسيس شركة وطنية بمساهمة المواطنين الأردنيين جميعاً مهما كانت المساهمات متواضعة، وأن يكون أمتياز هذه الشركة كامل أراضي المملكة الأردنية الهاشمية.

وأن نستعين بأساليب الأستخراج الحديثة ممن سبقونا. وتلك الأساليب ال (KNOW HOW) هي في كل الاحوال بضاعة مثل أي بضاعة يمكن شراؤها من السوق.

دعونا أيها السادة  ننقل الأردن وشعبه إلى عصر جديد ميزته الرئيسية الأكتفاء والعيش الكريم، وبالتالي استقلال القرار ووقف «تجبر» الآخرين بنا.

التعليقات مغلقة.