مقاومة فلسطينية ضمن تكتيك جديد / د. فايز ابو شمالة
د. فايز أبو شمالة ( فلسطين ) الأربعاء 13/11/2019 م …
رداً على حملة التشويه والتشكيك التي يطلقها الإعلام الإسرائيلي على مدار الساعة، ومحاولة دق الأسافين بين الشعب الواحد، والادعاء الزائف بأن الحرب ضد حركة الجهاد الإسلامي فقط، وأن بقية التنظيمات الفلسطينية لا تشارك في المعركة، وأن حماس تنام على وسائد الدولارات القطرية، وأن المستهدف بالعدوان الإسرائيلي هي قواعد ورجال حركة الجهاد، رداً على هذه الحملة التي تقودها المخابرات الإسرائيلية صدر بيان غرفة العمليات المشتركة، والتي تعتبر رئاسة هيئة الأركان الفلسطينية، صدر البيان الوطني الفلسطيني الذي يضع النقاط على الحروف، ويرسم معالم مرحلة جديدة من المواجهة مع عدو إسرائيلي توافقت المعارضة لديه مع الحكومة وبدعم من رئيس الدولة على محاربة أهل غزة، ومواصلة العدوان ضد كل فلسطيني.
لقد حمل بيان غرفة العمليات المشتركة الجواب الذي تاه على شفتي المخلصين للوطن لفترة من الزمن، ولاسيما أن حركة الجهاد مكون رئيسي لغرفة العمليات المشتركة التي تضم الجبهة الشعبية وحركة حماس ولجان المقاومة وحركة الأحرار وحركة المجاهدين والجبهة الديمقراطية، وغيرهم، حتى وصل عدد المشاركين إلى 13 تنظيماً فلسطينياً مقاوماً، كل هؤلاء المقاومين أصدروا البيان الذي وضع النقاط على الحروف في هذا الشأن، حين قال في الفقرة الثانية:
إن الغرفة المشتركة تدير المواجهة العسكرية بالتوافق والتنسيق على أعلى المستويات، وإن للمقاومة تكتيكاتها وخططها المنضبطة بإطار التوافق والتكامل بين الأجنحة العسكرية؛ سواء في حجم الرد أو جهة تنفيذه أو مستوياته ومداه.
ملخص الفقرة السابقة يتحدث عن توافق وتنسيق على أعلى المستويات، وفي هذا التنسيق الوطني رد على أجهزة المخابرات الإسرائيلية، بأن حركة الجهاد وحدها في الميدان، فطالما كان الأمر منسقاً، وطالما كانت المواجهة ضمن توافق، وطالما كان للمقاومة تكتيكاتها وخططها المنضبطة بإطار التوافق والتكامل بين الأجنحة العسكرية، فهذا يعني أن تصدر حركة الجهاد للمواجهة ينم على ذكاء فلسطيني، وحسن إدارة للمعركة، التي تبدو حتى اللحظة رداً على العدوان الإسرائيلي، وهذا الرد غير محكوم بزمان، ولا محدود بمكان، وقد أطلقت غرفة العمليات المشتركة يد الجهة المنفذة لتقوم بواجبها، ضمن ترتيب فلسطيني جديد.
تكتيك غرفة العمليات المشتركة الذي يقوم على إطلاق يد حركة الجهاد لتتصدر المشهد يحمل معانٍ كثيرة، أولها:
1ـ إن غرفة العمليات المشتركة تريد توريط إسرائيل في حرب استنزاف طويلة الأمد، استنزاف يؤثر على الحياة السياسية والأمنية، وتؤثر على الاقتصاد الإسرائيلي الذي خسر مليارات الشواكل في يوم واحد
2ـ إن غرفة العمليات المشتركة لا تريد الزج بكل قواتها في المعركة، إذ يكفي المقاومة أن تغلق المدارس والجامعات، وأن تمنع مليون طالب من التوجه إلى مدارسهم.
3ـ غرف العمليات المشتركة تريد أن يظل المجتمع الإسرائيلي تحت التهديد بتوسيع مدى القصف حتى يصل تل أبيب، وضمن هذا التهديد سيعيش أكثر من مليوني إسرائيلي تحت التهديد، وفي حالة انتظار وترقب.
4ـ مواصلة قصف مستوطنات محيط غزة بالقذائف، يمهد لرحيلهم، وهذه رسالة رعب لبقية سكان إسرائيل.
وحتى هذه اللحظة أدارت غرفة العمليات المشتركة المعركة بشكل أربك حسابات الحكومة الإسرائيلية، وأفشل مخططها القائم على تكتيك اضرب واهرب، واطلب التهدئة بوساطة مصرية ودولية بعد عدة ساعات، لتكون المفاجأة أن المقاومة هي التي تتحكم في زمن المعركة، وفي الثمن المطلوب.
التعليقات مغلقة.