حرب تموز 2006 وتدمير أمن الداخل الصهيوني / موسى عباس

583

موسى عبّاس ( لبنان ) الخميس 15/8/2019 م … 

Image result for ‫موسى عباس‬‎

موسى عباس

لعقودٍ طويلة من الزمن تغَنّى الصهاينة كثيراً بأنّ أمنهم عصِيٌّ على الإختراق ، وأنّ كيانهم محصّن  ولا يجرؤ أحد على المساس به، ومن يتجرأ يدفع الثمن غالياً ففي الحروب السابقة على حرب تموز—آب 2006 ضد لبنان كان الداخل في الكيان الغاصب بعيداً وبمنأى عن الحرب التي كان جيش عدوانهم يخوضها في ” أرض الأعداء”ولكن ذلك التفاخر وتلك العنجهية  تهاوت  وتداعت باعتراف قادتهم بفعل عدّة عوامل:
— حرب الصواريخ:
 في عدوان تموز 2006على لبنان نقلت المقاومة بواسطة الصواريخ التي أطلقتها واستمرت في إطلاقها حتى  الدقائق الأخيرة من الحرب نقلت تلك الحرب إلى داخل الكيان من خلال معادلة توازن الردع بدءاً من الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة حيث المستوطنات إلى “بعد ما بعد بعد حيفا “إلى “الخضيرة”وثبّتت نظرية “حيفا مقابل الضاحية”و”تل أبيب مقابل بيروت”.
وها هو رئيس الأركان السابق في جيش الصهاينة “بني غانتس” يقول:
“إن قوّة الردع الإسرائيلية قد تآكلت وأنّ العقيدة الإستراتيجية التي وضعها ديڤيد بن غوريون والقائمة على أساس الردع والحسم في الحروب قد قُضِيَ عليها”.
— الحرب النفسية:
  بعد أن كانت الحرب النفسية يشُنّها الصهاينة ضد العرب وبنجاح طوال الفترة السابقة لعدوان تمّوز  حيث كان العرب وقادتهم يفتقدون نهائياً القدرة على إتقان مثل تلك الحرب بينما يبرع الصهاينة فيها، تحوّلت تلك الحرب إلى أداة طيِّعة لدى المقاومة وقائدها ، حيث أثبتت قدرة هائلة على إدارة تلك المعركة بنجاح فائق منذ بدايات الحرب وذلك باعتراف الخبراء النفسيين الصهاينة،فقد وصف خبير علم النفس الصهيوني “أدي ليبل” السيّد حسن نصرالله بقوله:
 إنّه” أبو الحرب النفسيّة” مستشهداً بالخطاب الذي أطلق عليه اسم : “خطاب البارجة”، وبما بعده لا سيّما :
“صدّقوني إلى حيفا وإلى ما بعد بعد حيفا”، وأن جمهور المجتمع الصهيوني يصدّقونه ويثقون بما يقول أكثر مما يثقون بقادتهم.
—الحرب الإعلامية:
 في جميع الحروب السابقة على حرب تموز/آب 2006 كان الإعلام الصهيوني ومسانداً من الإعلام الغربي عموماً يسيطر على عقول المجتمع العربي من المحيط إلى الخليج بحيث أصبح شعار ” الجيش الذي لا يقهر ” يتردّد حتى في الإعلام العربي كأنّه حقيقة لا مفرّ منها ولا يمكن إلغاؤها .
وفي عدوان تمّوز على لبنان وبالرغم من مساندة العديد من المحطات الإعلامية العربية وكذلك العديد من الإعلاميين العرب للإعلام الصهيوني مستهدفين المقاومة ومشككين بانتصاراتها ،
 وبالرغم من تدمير  مبانى إعلام المقاومة “تلفزيون المنار وإذاعة النور” بهدف إيمانهما وإلغاء دورهما في الحرب إلا أنهما إستمرّا بالبث ولم يتوقّفا طيلة فترة العدوان ولم ينجح العدو في إسكات صوتيهما الذي إخترق بنجاح كبير مجتمع الصهاينة وإعلامهم.
—النتائج :
 بالنتائج الثابتة والتي لا يمكن التشكيك فيها :
أحدثت حرب 2006 ضد لبنان ومقاومته تصدُّعاً كبيراً في المجتمع الصهيوني إن لم نقل زلزالاً من أعلى الهرم إلى قاعدته بما في ذلك داخل مجتمعه وداخل بنيته العسكرية التي كان يتفاخر بأنّها لا تُقهر  ، وجاءت الحروب المتتالية بعد ذلك ضد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزّة وتتالي الفشل فيها لتؤكد أن نظرّية “أمن الداخل الصهيوني” قد سقطت إلى الأبد بفعل مقاومةٍ:
” قادتها يخوضون الحرب في المقدّمة وعلى جميع الجبهات العسكرية والسياسية والنفسية والإعلامية ومقاومين تهتز الجبال وهم ثابتون كالطود الشامخ لا ينحنون إلا لخالقٍ
“نصروه فنصرهم وثبتوا على الحق فثبّتهم وأعلى كلمتهم وجعل كلمة أعداءهم هي السفلى”.
وهكذا “ولّى زمن الهزائم وجاء زمن الإنتصارات “.

التعليقات مغلقة.