نتنياهو…والانهيار المنتظر / د. خيام الزعبي

304

د. خيام الزعبي ( سورية ) – السبت 18/5/2024 م …  

يبدو أن  إسرائيل تواجه مجدداً خطر الغرق في مستنقع غزة، وأن رئيس وزرائها” نتنياهو” يلعب بالنار مع حركات المقاومة الفلسطينية، وهو الذي يعاني أصلاً من أهوال هجوم السابع من أكتوبر ومحنة الرهائن، ومن هنا يبدو أن النهاية السياسية لمشوار نتنياهو آتية لا محال، فهو كـ “الرجل الميت” الذي ينتظر مصير الإعدام .

في الوقت الذي تتركز فيه أنظار إسرائيل على رفح، يتشكّل واقع جديد في الشمال، يعكس انتعاشاً وتعزيزاً عسكرياً للمقاومة الفلسطينية، من خلال ترميم قدراتها وإعادة هيكلة نفسها مجدداً في مناطق أخرى بغزة، ما يدل على أن الهدف الحربي الرئيسي لنتنياهو في الاستئصال الكامل لحماس بعيد المنال، وأن المُقاومة الفلسطينية لا تزال قويّة بل تزداد قوة كل يوم، أربَكت جيش الكيان الصهيوني، حيث تُكبِّده خسائر جسيمة في الأرواح والعتاد الحربيّ مِمّا أرهقه وأحبط كل مُحاولته للسيطرة على غزة.

ونظراً لوعد نتنياهو بتدمير حماس بالكامل، فقد يكون من الصعب إقناع شخصيات مثل بن غفير، وسموتريتش بذلك، لأنهم يدركون جيداً بأن حماس عبارة عن مجرة ​​من العشائر العائلية، وحتى مع خسارتها آلاف الرجال، فهي قادرة على التجنيد بسرعة كبيرة، فإسرائيل الممزقة والمتضاربة والمنقسمة بإمكانها تدمير بنية سياسية عسكرية، لكنها من الصعب القضاء على أيديولوجية، ومن هنا فأن المقاومة مصممة على النصر الكامل ومواجهة الاحتلال، بفضل تكتيكاتها العسكرية غير المسبوقة التي سوف تُدرّس غدا في جميع الأكاديميات العسكرية

 أن خسارة نتنياهو قادمة لا مُحالة وذلك لتزايد حدة الانقسامات الداخلية في إسرائيل واستقالة أهم ضباط شعبة الاستخبارات العسكرية وكذلك لتصاعد حدة التظاهرات في الشارع الإسرائيلي والانتقال من مستوى المطالبة بصفقة المحتجزين إلى إسقاط حكومة نتنياهو، بالإضافة الى تصاعد حدة الانقسامات في الخارج بسعي دول أوروبية بالاعتراف بدولة فلسطين بشكل أحادي، فضلاً عن تصاعد حدة التظاهرات في عدد من الجامعات الأوروبية والأمريكية،  والتي بدأت تتخذ منحنى أعنف، حيث أصبح هناك تغير في وعي الشباب الأمريكي الذي كانت تسيطر عليه الدعاية الصهيونية ولكن مع بداية الحرب ونشر مقاطع التدمير والقتل عبر السوشيال ميديا أعادوا البحث في جذور القضية الفلسطينية عرفوا أنهم تم التلاعب بهم.

بالمقابل إن الخلافات المتصاعدة بين نتنياهو وغالانت وزير الأمن الإسرائيلي تعزز الانشقاقات داخل الحكومة وتعمق الشرخ بالمجتمع الإسرائيلي، تعكس الفشل العسكري بتحقيق أهداف الحرب المعلنة فغالانت بمواقفه الصدامية مع نتنياهو، أضحى الشخصية الأقوى داخل حكومة الطوارئ، كما أنه بات يهدد عرش نتنياهو في رئاسة حزب الليكود الذي يجد صعوبة في إقالته من منصبه بظل الحرب خشية من اتساع الاحتجاجات بالشارع الإسرائيلي ضد الحكومة.

مما لا شكك فيه، إن نتنياهو يريد حرباً بلا نهاية، وذلك لضمان بقائه على كرسي رئاسة الوزراء لأطول فترة ممكنة، من أجل عدم الإطاحة به من رئاسة الليكود، أو محاكمته وسجنه في حال انتهت الحرب.

بالتالي، تثبت المقاومة الفلسطينية لنا يومياً أن الإرادة والإيمان بالقضية والتضحية من أجلها هي مفاتيح كل تحرر، فما نشهده اليوم هو صناعة تاريخ جديد للمنطقة، فالمقاومة الفلسطينية انتصرت فعلاً، بكل المقاييس العسكرية، منذ فجر 7 أكتوبر، وهي تنتصر يوميا من خلال كل الأعمال البطولية التي يقوم بها رجالها يكبدونأقوى جيش في المنطقة خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، كما انهارت سمعته منذ الضربة القاصمة التي تلقّاها مع انطلاق “طوفان الأقصى.

وأخيرا.. كل الدلائل تؤكد أن خسارة نتنياهو قادمة لا مُحالة، لكن علينا الحذر من الوقوع في فخ الخداع الاستراتيجي الذى تقوده الولايات المتحدة، خاصة أنه بدت ملامحه تتضح بزيادة حالة النفاق السياسي التي بدنا نسمعها يومياً دون ضغط حقيقي وفعال على المجرم نتنياهو، حيث تصريحات تدعو إلى ضرورة إقامة دولة فلسطينية ودعم جهود التفاوض، ومن جهة أخرى موافقات للكونجرس بإرسال الأسلحة و إمداد الكيان الصهيوني بالمال والسلاح واللوجيستيك، وعدم القدرة في الضغط على إسرائيل في إدخال المساعدات الإنسانية الى القطاع، وترك نتنياهو يُنفذ مخططاته كما يشاء.

[email protected]

التعليقات مغلقة.