المحامي محمد احمد الروسان يكتب: خطة زيلنسكي للسلام: وهم وخواء وتعكس أفكار رجل مجنون

1٬413

 المحامي محمد احمد الروسان* ( الأردن ) – السبت 2/3/2024 م …

*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية …

= = أوكرانيا أمام خيارين اثنين: امّا أن تستسلم أو تزول عن الوجود.

يروج الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي(الرخ الأمريكي)بحماس، لخطة سلام من عشرة نقاط، كان قد طرحها فيما مضى من شهور، ناقشها مع الرئيس الأميركي جو بايدن من بين زعماء ورؤساء آخرين، ويحث زعماء العالم على عقد قمة عالمية للسلام بناء على تلك الخطة، قد تعقد في ربيع هذا العام في سويسرا.

وأي اقتراح للسلام، لديه فرصة للنجاح من جهة موسكو، في حالة واحدة فقط: إذا تم استيفاء ثلاثة شروط رئيسية هي: مشاركة طرفي النزاع في المحادثات، أخذ السياق التاريخي في عين الاعتبار، والسياق هو على النحو التالي: دولة أوكرانيا لم تكن موجودة قبل عام 1991 م، فهي جزء من الامبراطورية الروسية، أخذ الوقائع على الأرض بعين الاعتبار، والوقائع هي على النحو التالي: تمر أوكرانيا بمرحلة التفكك الجزئي، فيما عاد جزء من أراضيها إلى روسيّا، وأي وسيط للسلام، يجب أن يكون على استعداد للاعتراف بهذه النقاط الواضحة، من أجل منح فرصة لنجاح تحقق السلام، أما بغير ذلك فلا.

وعلى الأقل الممكن والمستطاع، على أوكرانيا أن تبقى في الفضاء المحايد، وما لا ينبغي السماح به روسيّاً، هو الاحتلال الأطلسي لأوكرانيا، وإن أعداء روسيا يفهمون تماماً – أن روسيا لا يمكن أن تصبح عظيمة مرة أخرى إلا مع أوكرانيا، والربيع الروسي يستحيل بدون محور أوراسي في أوكرانيا، بغض النظر عن الشكل، سلمي كان أم لا.

فصيغة السلام تلك، التي دعا إليها الرئيس الأوكراني من شهور، ويروج لها الان، لإنهاء القتال في أوكرانيا هي: محض خيال مريض.

العنصرية الغربية الحالية وتتناسل ضد كل ما هو روسي، وتجاوزت المعتاد بشكل هيستيري جنوني وهي عنصرية مركبة، حيث أظهرت مجدداً أزمة أوكرانيا المفتعلة أطلسياً، الكراهية والتمييز لدى الغرب، والأخير هو امبراطورية الكذب والخداع والنفاق، حيث المعيارية الغربية تصنف المدنيين درجات في سلّم البشرية.

وان كانت أوكرانيا ساحة المواجهة بين الفدرالية الروسية من جهة، والغرب وأمريكا والناتو من جهة أخرى، فانّ كل شبه الجزيرة العربية، ستكون ساحة المواجهة بين الصين وأمريكا، في اللحظة الحرجة التي تقرر واشنطن حصار الصين غريمتها.

ومن يحرّك عجلات الدبلوماسية العادية المواتية، ومعها فعل المخابرات، والدبلوماسية العسكرية، ومعها فعل الاستخبارات، على طول خطوط العلاقات الدولية والثنائية بين الكيانات والساحات والدول، هي عمق وعميق المصالح المشتركة، والأخيرة هي التي تحكم العلاقات بين الدول والكيانات والساحات، وان كانت العلاقات الدولية الآن قد تعسكرت أفقياً وتكاد تصل الى التعسكر العامودي، بسبب السياسات الأمريكية المتطرفة قبل وبعد بدء المواجهة الروسية الأطلسية عبر الجغرافيا الأوكرانية.

شيفرة المنظومة الدولية ومخيوط علاقاتها بدأت بالتغيير والتغير قبل وأثناء وبعد مواجهة القرن الحادي والعشرين، في ألفية ثالثة للميلاد: المواجهة الروسية الأطلسية، عبر عروق ومنحنيات الجغرافيا والديمغرافيا الأوكرانية، وتداعيات ذلك على الكوكب وسكّانه، وبفعل تفاعلات ومفاعيل حركة التاريخ، الذي يتقيأ على عتبات بيوت بعض الدول، حيث التاريخ لسان الجغرافيا، ولم تعد مشهدية المنظومة الدولية، أحادية قطبية متوحشة، ويمتد هذا الادراك الدولاتي، الى أنّ عمق وحقيقة خطاب نواة الدولة الروسية بعناوينها المختلفة، وتشاركيتها مع الصين وايران وبعض الفاعلين السياسيين في الساحات والمساحات، وحتّى الأحياء في الحارات “والزنقات”، في فضاءات الشرق الأوسط والعالم من حيث نوعية الخطاب، ومدايات الرؤية والأداة، للوصول الى عالم متعدد الأقطاب للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.

كما يتمدد هذا الأدراك الدولاتي، للخطاب الروسي الاستراتيجي في الفضاء الأوراسي والعالم، وتشابكه مع الخطاب الصيني في ذات نطاقات الفضاء الأوراسي وساحات ومساحات العالم، حيث المؤرخون الذين يواكبون حركة التأريخ، يعلمون أنّ من يسيطر على أوراسيا يسيطر على قلب العالم، ومن هنا يشكل ذلك سبب بجانب أسباب أخرى لحقيقة الصراع الروسي الصيني الايراني من جهة،  والأمريكي البريطاني الفرنسي الغربي من جهة أخرى، بفعل الطاحونة السورية والطاحونة الأوكرانية الان وهي نتاج الأولى، أنّها ثمة فوبيا عميقة الهدوء، ولكنها صاخبة فوق المشهد الدولي، على طول خطوط العلاقات الروسية الصينية الايرانية الأمريكية ومع الغرب، وخطوط العلاقات الروسية الصينية ازاء الشرق الأوسط الذي يتعسكر.

لقد بتنا وصرنا، أكثر ادراكاً ووعياً، ويتعمق ادراكنا كل لحظة وساعة ويوم، أنّ ما يجري في العالم والشرق الأوسط، هو حصيلة جمع نتائج التصادم الدولي حول المصالح الاقتصادية وأوثق استثماراتها وعلاقاتها، بجانب صناعة الأزمات والإرهاب والاستثمار في العلاقات العسكرية، والسيطرة على الموارد الطبيعية وعلى منابع الطاقة ومسارات عبورها ووصولها، بأقل تكلفة وبأسرع وقت الى مصانع ومجتمعات منظومات الدول المتصارعة. وانّ الاتفاقيات الاستراتيجية بين أقوى المكونات الدولية موجودة، والخلافات صارت محصورة في الأهداف وكيفية المعالجات، ومقاربات المصالح الدولية الاقتصادية والسياسية، خاصةً مع وصول الفدرالية الروسية الى المياه الدافئة، حيث منابع النفط والغاز والصخر الزيتي واليورانيوم واستثمارت موسكو وبكين الحقيقية في ديكتاتوريات الجغرافيا، للوصول الى عالم متعدد الأقطاب وحالة من التوازنات الدولية للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.

ونحن لا نجانب الحقيقة، ولا نجانب الصواب، عندما نقول: بأنّ مُستقبل أوكرانيا، كجغرافيا وديمغرافيا، لم يَعُد في يَدِ رئيسها(الرخ الغربي)أو شعبها، وإنّما في آبادي أطراف خارجيّة، جعلت من كييف منصة لاستنزاف الفدرالية الروسية، وعلى رأس هذه الأيادي الملطخة بدماء الشعب الأوكراني: الولايات المتحدة الأمريكية الازدواجية، والذيل البريطاني، والذيل الفرنسي، بجانب الذيل الألماني، ورغم كل ذلك فالعالم الغربي، لا يستطيع الاستمرار في تقديم الدّعمين العسكري والمالي، وإلى الأبد لأوكرانيا، من أجل عيون رئيس معتوه ومخبول ومجنون.

لقد نجح الروس – في خديعة الولايات المتحدة الأمريكية الازدواجية وأوكرانيا والغرب عُمومًا، بتوجيهِ ضربةٍ استباقيّةٍ باقتِحام قوّاتها لشرق أوكرانيا والاستيلاء على إقليم الدونباس وبسرعة، عندما بدأت العملية العسكرية الروسية الخاصة والمشروعة، في عروق الجغرافيا الأوكرانية – روسيّا الصغرى، ممّا أدّى وقاد، إلى إفشالِ مُعظم المُخطّطات والتوقّعات الأمريكيّة، فروسيّا وباقتدار وقوّة وعزيمة، تجرّأت على أمريكا وحِلف الناتو، بأخذها زِمامَ المُبادرة العسكرية والاستخباراتية، على عكسِ كُلّ توقّعات الخصم ورِهاناته المُضادّة.

وكما أنّ العمليّة العسكريّة الروسيّة في أوكرانيا، كشفت عن ثُقوبٍ عديدةٍ، وسلّطت الأضواء على نُقاطِ ضعف حِلف النّاتو، خاصّةً في عمليّة الإمداد والتّسليم للمعدّات العسكريّة، فألمانيا مثلاً: عارضت نقْل الدبّابات الثّقيلة على طُرُقها السّريعة إلى أوكرانيا، لأنّ وزنها الإجمالي يتجاوز الحُدود القانونيّة، بالرغم من أنّها تأتي بعد أمريكا في امداد كييف بالسلاح والمال.

انّ هذه المُعارضات الجديدة والمتفاقمة والقويّة في أوروبا، بل وداخِل أمريكا نفسها للحرب الأوكرانيّة تُؤكّد، أنّ هُناك حالةً من الملل القاتل والإحباط، تتصاعد هذه الأيّام، في أوساط مُعظم النّخب العسكريّة والسياسيّة الغربيّة، وتُطالب بوقف هذه الحرب الأوكرانيّة العبثيّة بأسرعِ وَقتٍ مُمكن، لتقليص الخسائر الماديّة والبشريّة، وبِما يُؤدّي إلى التوصّل لهُدنةٍ مفتوحةٍ، ووقفٍ لإطلاق النّار يُنقذ ماء الوجْه، على غِرار ما حصل في الحرب الكوريّة.

فإذا كانت هذه الأصوات تتعالى الآن في الغرب، وبعد مرور عامين على الحرب وتقول: كفى وكفى، فكيف سيكون عليه الحال لو استمرّت لسنواتٍ قادمةٍ، خاصّةً أنّ الرئيس بوتين والمُقرّبين منه، يُؤكّدون أنّ نفسهم طويل جدًّا، ولن يتنازلوا عن أهدافهم التي دفعتهم لخوضها، وإطلاق الرّصاصة الأولى بعد إعدادٍ جيّد جدّاً، نرى نتائجه بشَكلٍ واضحٍ في ميادين القتال وعلى كلّ الجبهات حتّى الآن؟.

ومن هنا، وتأسيساً على السابق شرحه وذكره، نرى الان الرئيس الأوكراني زيلنسكي(الرخ) – وبتوجيه ودعم وإدارة من قبل الأنجلو – سكسون، يقوم بجولات خارجية، للترويج لما سميت بخطته للسلام مع روسيّا، ذات البنود العشرة وهي:

1. السلامة الإشعاعية والنووية، بالتركيز على استعادة الأمن حول أكبر محطة نووية في أوروبا، وهي محطة زابوريجيا في أوكرانيا التي تخضع حاليًا للسيطرة الروسية.

2. الأمن الغذائي، بما يشمل حماية وضمان صادرات الحبوب الأوكرانية لأفقر الدول في العالم.

3. أمن الطاقة، بالتركيز على قيود الأسعار على موارد الطاقة الروسية، إضافة إلى مساعدة أوكرانيا في إصلاح وتأهيل البنية التحتية للكهرباء، التي تضرر نحو نصفها من الهجمات الروسية.

4. الإفراج عن كل السجناء والمبعدين، بما يشمل أسرى الحرب والأطفال الذين تم ترحيلهم لروسيا.

5. إعادة وحدة الأراضي الأوكرانية، وتأكيد روسيّا عليها، بموجب ميثاق الأمم المتحدة، في بند قال عنه زيلينسكي إنه “غير قابل للتفاوض”.

6. سحب القوّات الروسية، ووقف العمليات القتالية، وإعادة الحدود بين أوكرانيا وروسيّا لسابق عهدها.

7. العدالة، بما يشمل تأسيس محكمة خاصة لمحاسبة مرتكبي جرائم الحرب من روسيا.

8. منع إبادة البيئة الطبيعية، والحاجة لحماية البيئة، بالتركيز على إزالة الألغام، وإصلاح منشآت معالجة المياه.

9. منع تصعيد الصراع، وبناء هيكل أمني في الفضاء اليورو-أطلسي، بما يتضمن ضمانات لأوكرانيا.

10. تأكيد انتهاء الحرب من خلال توقيع وثيقة من الأطراف المعنية كافة.

وعلى الرئيس الأوكراني زيلنسكي(…هذا الرخ الأمريكي)أن يفهم، ومعه مجموعات النازيين الجدد في أوكرانيا: أنّ أوكرانيا أمام خيارين اثنين فقط لا ثالث لهما: امّا أن تستسلم، أو تزول عن الوجود، لأنّ الحل وقلبه للحل، لن يتم إلاّ بشروط روسيّا، وأنّ ما عجز عن تحقيقه في الميدان، لن يناله بالسياسة وبالمفاوضات على الطاولة، وأنّ ما يروج له لن يجدي نفعاً وأثراً، وخطته تلك للسلام، وهم على وهم، وخواء “وتبوّل وتغوطسياسي، يقع في سياق السفسطائية والطوباوية كحالة متقدمة ومزمنة.

وخطة زيلينسكي للسلام لن تنجح، فهو يريد أن تسحب روسيا قوّاتها بالكامل، وأن تسلّم(الرئيس الروسي)فلاديمير بوتين إلى المحكمة، وأن تدفع تعويضات للأوكرانيين، هذا ليس اقتراحاً لرجل عاقل، بل رجل يعاني من السفاهة والتيه والجنون المطبق وغير المطبق – جنون بين المتقطّع والكامل من الزاوية القانونية والسياسية، وكما درسنا في كليات القانون.

ومؤخراً: أجرى الرئيس الأوكراني، محادثات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الرياض، تركزت على موضوعة الحرب المستمرة منذ عامين في أوكرانيا، وكذلك عرض خطته للسلام على الطرف السعودي وغيره، حيث بدأ مسار الترويج لخطته المزعومة للسلام مع موسكو، وجرت المناقشات حول إطار صيغة السلام، الذي وضعته كييف، لإنهاء الحرب مع موسكو، وعودة الأسرى والمرحلّين.

ومضمون خطة زيلنسكي للسلام مع روسيّا زكما يتضح في بنودها العشرة، وهي بالأساس أفكار أمريكية وبريطانية وغربية بعقلية الناتو: تنص الخطة على انسحاب القوات الروسية، والاعتراف بحدود أوكرانيا في حقبة ما بعد الاتحاد السوفييتي عام 1991 م، ووضع بنود لمحاسبة روسيا على أفعالها.

والموقف الروسي من هذه الخطّة واضح جداً: موسكو لا ترى أي تقدم في عملية السلام، التي تهدف إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، وبالتالي ها هي: تواصل العملية العسكرية الخاصة التي بدأتها عام 2022 م في شباط، وأنّ “صيغة السلام” التي اقترحها الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، غير واضحة وغير جادة، وغير منطقية، وتعكس أفكار انسان مجنون ومنفصل عن الواقع، وأنّ هناك بعض الدول التي تناقشها دون مشاركة روسيّا، وأنّ الترويج “الممحون” لهذه الخطة الانجلو – سكسونية بالأساس والأصل، حيث كتبت في مختبرات السي أي ايه، والأم أي سكس، والترويج الان عبر الرئيس الرخ زيلنسكي: هذه العملية تراها موسكو، بأنّها عملية غريبة للغاية، وتعكس أفكار رئيس مجنون ومخبول، بجانب أنّ خطة زيلينسكي، لا تستحق النظر، لأنّها تتجاهل دور روسيا في الصراع، وعلى أوكرانيا أن تقبل بالحقائق الجديدة التي طرأت على الأرض – حتى يتحقق السلام.

وليعلم هذا الزيلنسكي الأوكراني والرخ الأطلسي، أنّ روسيا لم تخض حرباً على مدى عامين وأكثر حتى اللحظة وهي مستمرة في حربها المصيرية، لكي تنسحب بهذه السهولة، وهناك أربعة أقاليم بأوكرانيا، تم ضمها لروسيّا، وعبر التصويت الشعبي، وتثبيت ذلك الضم دستوريا، والرئيس الروسي بوتين، يستخدم تعبير: نوفوروسيا – أي روسيا الجديدة، لوصف هذه المناطق والممتدة من خاركوف شمالاً حتى أوديسا جنوباً، وبالتالي عرض الرئيس الأوكراني عرض غير واقعي وغير منطقي.

والمسألة الأوكرانية برمتها، أكبر من أوكرانيا نفسها، وشروط موسكو لإنهاء النزاع العالمي الدائر الآن وميدانه المسرح الأوكراني معروفة تماماً، حيث إنّ صلب الخلاف يتعلق بالضمانات الأمنية، التي تطالب بها موسكو من الغرب وحلف الناتو، وأهمها سحب المنظومات الصاروخية الأطلسية التي تم نشرها بعد العام 1997 م في بلدان أوروبا الشرقية، ووقف نشر جنود الناتو في بعض تلك الدول مثل بولندا، حيث لا يعقل أن تقبل روسيّا بوجود الناتو بهذا الشكل على حدودها.

وكييف ترفض قانونيّاً – أي مفاوضات مع موسكو، بتوجيه وضغط من الناتو وأمريكا وبريطانيا، وأنّه لا يوجد أي حوار بين الطرفين، وموسكو تواصل عمليتها العسكرية الخاصة، التي تهدف إلى حماية مصالحها الوطنية، وحقوق المواطنين الروس في أوكرانيا.

والدولة الروسيّة الوطنية، بمفاصل حكمها المدنية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والمخابراتية والصناعية، وعلى لسان الرئيس الروسي فلادمير بوتين: ترى وتعتبر حرب أوكرانيا، على أنّها معركة من أجل البقاء – فإمّا أن نكون أو لا نكون، في مواجهة الغرب الأطلسي، الذي يهدف ويسعى جاهداً، إلى تقويض روسيّا ونهب ثرواتها الطبيعية الكبيرة.

ولسان حال الفدرالية الروسية يقول: بأنّ هناك حصار تحاول الولايات المتحدة الأمريكية ضربه حولنا، من قلب أوروبا وحدودنا الحيوية في مواجهة شبكة صواريخها هناك، حتى آسيا الوسطى، فالمسألة تبدو بالنسبة إلينا كأنها استعادة أميركية كاملة للأجواء التي كانت سائدة بيننا قبل أكثر من نصف قرن، لمجرد أن واشنطن أدركت فقدانها لأحادية قطبيّتها العالمية، عادت معالم الحرب الباردة، ثم لدينا مصالحنا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية في المتوسط، لم يعد لدينا موطئ قدم هنا إلا في دولتين اثنتين: الجزائر وسورية، ومن الخطأ الفادح التفريط بأي منهما، خصوصاً في سورية الدولة المركزية المحاذية لكل قضايا الشرق الأوسط والمشرق العربي، فضلاً عن القضايا الملامسة لبعدنا الاستراتيجي في أوراسيا وحدودنا الجنوبية.

وتقول معلومات استخبارات، وبعد تفاقمات الأزمة الأوكرانية وثبات النسق السياسي السوري، ومضي الدولة الوطنية السورية في برامجها السياسية والعسكرية، وتماسك الجيش العربي وتماسك القطاع العام السوري، فأنّه وبناءً على توصية مشتركة شارك في بلورتها البنتاغون، ورئيس مجلس الأمن القومي الأمريكي سوليفان، بالتعاون مع انتوني بلينكين وزير الخارجية الحالي، ومدير السي أي ايه وليام بيرنز مهندس الاتفاق النووي مع ايران، والذي ينشد ويشحد الحوار وزيارة ايران وعلناً، قام مؤخراً قائد القيادة الوسطى الأميركية، بإصدار قرار لوحدات القيادة الوسطى، بضرورة استخدام وحدات القوّات الخاصة لتنفيذ المزيد من العمليات السريّة في منطقة الشرق الأوسط خصوصاً والعالم عموماً، حيث تقوم القيادة الوسطى الأميركية بإعدادات متزايدة للبنى التحتية، التي سوف ترتكز وتقوم عليها العمليات السريّة لوكالة المخابرات المركزية الأميركية حالياً وفي المرحلة القادمة في الشرق الأوسط، وباقي مناطق العالم ذات العلاقة والصلة بالرؤية الاستراتيجية الأميركية، حيث هناك عمليات سريّة تم القيام بها وعمليات أخرى قيد التنفيذ، وأخرى ما زالت تخضع لمزيد من الدراسة، وبالتنسيق مع المخابرات الإسرائيلية وبعض الدول العربية الحليفة لواشنطن، كلّ حسب قيمته ودوره وحاجة أميركا له.

 ويعترف قادة الجيوش الحربية الأمريكية بوضوح، أنّ العمليات السريّة الأميركية الحالية والقادمة، سوف تزيد الشرق الأوسط سخونةً على سخونة، وبالتالي سوف تؤدي الى تصعيد عسكري في مختلف مسارحه وبؤره الملتهبة، ويضيف أحدهم أنّ هذا التصعيد العسكري المتفاقم، له تأثيرات حيوية وايجابية  لناحية، تحفيز ودعم خطط المساعدات العسكرية والمخابراتية الأميركية، حيث تسعى واشنطن من خلالها الى تعزيز المصالح الأميركية القومية في المنطقة، والى دعم حلفائها الإسرائيليين والمعتدلين العرب – بل المعتلّين العرب –  دول اعتلال عربي لا اعتدال.

نعم المؤسسة السياسية والاستخبارية والعسكرية في العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، وبالتماهي والتساوق والتنسيق مع جنين الحكومة الأممية(البلدربيرغ) و وول ستريت وشركات النفط الكبرى، يسعى الجميع لتدمير الوجود الروسي في المنطقة، وهذا هو الهدف من الأزمة التي خلقها وأحسن خلقها بخبث مجتمع المخابرات الأمريكي والبريطاني والفرنسي بالتعاون، مع استخبارات البنتاغون والاستخبارات الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية الأمريكية في أوكرانيا، كنتيجة للاستعصاء في المسألة السورية وتماسك صلابة الموقفين الروسي والصيني.

انّ السياسة الأمريكية مع الروس مع بدء المواجهة الروسية الأطلسية، هي كمن يطلق النار على رأسه، وفي باقي الساحات والمساحات الدولة ومنها الشرق الأوسط، كمن يطلق النار على قدميه، ولا بديل للعلاقات البراغماتية على طول خطوط العلاقات الروسية الأمريكية، ومسألة ضخ السلاح الأمريكي والغربي في الداخل الأوكراني، من شأنها أن تقرّب مسألة المواجهة العسكرية المباشرة بين موسكو وواشنطن.

الجيش الأمريكي، هو الذي يكاد يكون الجيش الوحيد في العالم الذي لا يستريح، وهو محرك عروق الاقتصاد الأمريكي، حيث الأخير اقتصاد قائم على الحروب والكوارث والأزمات، التي تصنعها الدولة العميقة في واشنطن، وانتاج السلاح ومصالح المجمّع الصناعي الحربي الولاياتي الامريكي، وحرب الوكالة التي تخوضها أوكرانيا، عبر النازيون الجدد والفاشست وداعش أوكرانيا الان، بالنيابة عن أمريكا والناتو والاتحاد الاوروبي ضد روسيّا، هي تجارية اقتصادية لصالح أمريكا من جهة، وحضارية ثقافية بالعمق من جهة أخرى.

عنوان قناتي على اليوتيوب البث عبرها أسبوعيا:

https://www.youtube.com/channel/UCq_0WD18Y5SH-HZywLfAy-A

[email protected]

خلوي:- 0795615721  

منزل – عمّان : 5674111

 

 

 

 

 

 

 

 

التعليقات مغلقة.